تخطى إلى المحتوى

ما أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين؟

أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين

تختلف الحياة بعد علاج الإدمان كثيراً عما قبل العلاج، فإن أول التحديات التي سيقابلها المريض بعد التعافي هو كيفية الاستفادة من وقت فراغه بعد العلاج، وهنا تظهر أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين التي سنطرحها في السطور القادمة.

ما أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين؟

يجد الكثير من المرضى بعد التعافي صعوبة في ملء وقت فراغهم بعد التوقف عن الإدمان، فقد كانوا يقضون وقتاً طويلاً للحصول على المادة المخدرة، أو استخدامها، أو التعافي من آثارها.

وعند توقفهم عن تعاطي المخدرات، فقد يشعرون بالملل إذا لم يكن لديهم أنشطة تملأ وقتهم، كما تشير الأبحاث إلى أن اللامبالاة تعد مؤشراً خطراً للانتكاس لدى المرضى المتعافين.

لذلك لا بد من إحاطة المريض بدعم اجتماعي قوى أثناء وجوده في مركز إعادة التأهيل من خلال الإيمان، والتصديق في أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين.

يوجد في مركز اختيار شبكة دعم من أشخاص مثله يتعافون أيضاً من إدمان المخدرات، ولكن بمجرد عودته إلى المنزل، قد لا يتوفر لديه نفس شبكة الدعم.

وتؤكد الدراسات أن العلاقات الاجتماعية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي أو سلبي على خطر الانتكاس، فقد تساعد بعض التفاعلات الاجتماعية في مقاومة الانتكاس، ومحاربة مشاعر الوحدة.

ويوجد علاقات اجتماعية أخرى ضارة بعملية التعافي خاصةً التي تنطوي على تعاطي المخدرات أو الكحول، فإذا لم يكن لدى المريض بيئة منزلية داعمة، ومشجعة أو شبكة اجتماعية تسانده، وتحميه من الانتكاس.

فيمكنه الاعتماد على جلسات الدعم الجماعية، ليجد أفراداً يواجهون تجارب مشابهة، وقد توفر له الدعم العاطفي، والاجتماعي الذي يحتاجه في رحلة التعافي.

ونظرًا لمرورهم جميعاً بنفس التجربة، تُعد هذه الجلسات الجماعية مكملاً ممتازاً للعلاج المهني، إذ توسع، وتعزز الفوائد التي يقدمها مركز اختيار، وتنحصر في أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين.

اقرأ أيضاً

ما المخدرات التي تسبب الجنون؟

ما الأنشطة والهوايات الجديدة التي يمكن ممارستها بعد التعافي؟

ما أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين
ما أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين

لا بد من استغلال الوقت الذي كنت تقضيه في الحصول على المواد المخدرة، وتعاطيها، والتعافي من آثارها في ممارسة الهوايات، والأنشطة التي تستمتع بها بعد التعافي، لحمايتك من الانتكاس. 

كما يساعد استغلال الوقت المريض في قتل الملل، وتجنب الغضب، والتوتر، والمشاعر السلبية الأخرى، كما يبعد المريض عن المشكلات من خلال الانشغال بأشياء، وأنشطة جديدة تسعده. 

لذلك تكمن الخطوة الأولى في تقييم نقاط القوة للمريض، واهتماماته، ومعرفة ما الأشياء التي يجيدها؟ وما الذي يحبه؟، 

وقد يساعد تحديد نقاط القوة، وما يستمتع به في العثور على أفضل الهوايات أو الأنشطة المناسبة له.

فعلى سبيل المثال، إذا كان يمتلك حس دعابة جيداً، ويحب الضحك، فقد يفكر في حضور دروس الارتجال أو تكوين صداقات جديدة، وتعلّم شيء جديد، والاستمتاع بوقته، وتتمثل بعض نقاط القوة في:

  • التواصل مع الآخرين.
  • الفن

العلاج بالفن هو شكل من أشكال التعبير عن النفس، ويمكن الحصول على أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين من خلال مساعدة المريض على التواصل مع أفكاره، ومشاعره من خلال الرسم، أو التلوين أو أشكال الفنون الأخرى مثل الموسيقى.

كما أنه وسيلة قوية لمقاومة المشاعر السلبية، واستكشاف التعبير عن الذات، وإيجاد شعور بالراحة أو محاولة لفهم لما يمر به المريض.

ويكمن جمال العلاج بالفن في إمكانية ممارسته للجميع؛ فلا تحتاج أن تكون فناناً أو تمتلك أي خبرة سابقة في الفنون لممارسته.

ورغم ذلك، يمكن أن يكون مفيداً خاصةً لأولئك الذين يجدون صعوبة في التعبير عن أفكارهم، ومشاعرهم، وتجاربهم بالكلمات وحدها، ويوفر وسيلة بديلة للتواصل غير اللفظي.

وذلك بسبب ارتباط الإدمان في كثير من الأحيان بصدمات نفسية سابقة، لذلك يسمح الفن للأفراد علاج هذه التجارب المؤلمة بأسلوب لطيف دون الحاجة إلى سردها لفظياً الذي قد يكون سبباً في إعادة الصدمة.

وهذا قد يؤدي إلى تحقيق تقدم كبير في عملية التعافي، والتمتع بفائدة، وأهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين.

  • التطوع في الأعمال الخيرية

يُعد التطوع طريقة رائعة لرد الجميل للمجتمع، ويساعد على التعافي من الإدمان، إذ تقدم وقتك، ومهاراتك لدعم الآخرين المحتاجين من خلال جمعية خيرية محلية أو مركز اجتماعي.

كما يمنح التطوع إحساساً بالهدف، والإنجاز من خلال المساهمة في شيء أكبر من نفسك؛ لتشعر بالرضا عند حدوث تأثير إيجابي في حياة الآخرين.

ويوفر التطوع فرصاً قيمة للتواصل الاجتماعي، وبناء صداقات جديدة من خلال معرفة متطوعين آخرين، والتعامل مع الأشخاص الذين تساعدهم قد يخفف من مشاعر العزلة والوحدة خلال فترة التعافي.

كما يمنح التطوع فرصة لتعلّم مهارات جديدة، واكتساب خبرات قيمة سواء من خلال العمل في بنك للطعام، أو تقديم دروس للأطفال، أو المساعدة في تنظيم الفعاليات المجتمعية، وبذلك تطور ثقتك بنفسك، وتكتسب مهارات قيادية، وتشعر بالفخر، والإنجاز.

  • الرياضة أو الأنشطة البدنية الأخرى.

وإليك أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين في الأنشطة، والهوايات التالية:

  • ممارسة اليوجا، والتأمل

قد تكون اليوجا هواية رائعة لممارستها خلال فترة التعافي من الإدمان، إذ يدعم الصحة النفسية، والجسدية للأفراد من خلال:

  • اللياقة البدنية

تتضمن اليوجا تمارين تمدد لطيفة، وتقوية، وتوازن، مما يساعد على تحسين المرونة، وقوة العضلات، واللياقة البدنية بشكل عام.

  • الصفاء الذهني

عند الحديث عن أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين، لا بد من ذكر الصفاء الذهني الذي توفره رياضة اليوجا من خلال تقنيات التنفس المركّز، واليقظة الذهنية، وتعزز التركيز، وزيادة الوعي بالأفكار، والمشاعر. 

  • التوازن العاطفي

تشجع اليوجا على الشعور بالسلام الداخلي، والاستقرار العاطفي، فمن خلال ربط العقل، والجسم، والتنفس، يمكن للأفراد تنمية وعي ذاتي أعمق، ومرونة عاطفية تساعدهم على التعامل مع الرغبات الملحّة مثل الإدمان.

  • تخفيف التوتر

تُعرف اليوجا بقدرتها على خفض مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر في الجسم، مما يساعد الأفراد في التحرر من التوتر، والشعور بالهدوء.

  • إدارة الرغبات

توفر اليوجا منفذاً صحياً، وآمناً للتحكم في الرغبات، والسلوكيات الاندفاعية المرتبطة بالإدمان.

اقرأ أيضاً

المخدرات الصناعية خطر يداهم المجتمع…فكيف الخلاص؟

  • الطهي

عند الحديث عن أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين، لا يمكن نسيان هواية الطبخ، فهي لا توفر فقط مساحة إبداعية للتعبير عن الذات، بل تقدم أيضاً مهارات عملية تساعد في الاعتماد على أسلوب حياة صحي.

فمن خلال تعلّم تحضير وجبات مغذية، وحلويات لذيذة، يمكن للمريض التحكم في نظامه الغذائي، وتطوير عادات غذائية صحية.

كما أن عملية الطبخ نفسها قد تكون علاجية، إذ تساعد على تخفيف التوتر، والقلق، وتعزيز الشعور بالإنجاز، والرضا.

  • السباحة.
  • الجري.
  • ركوب الأمواج.
  • تسلق الجبال أو ممارسة أي رياضة تساعده على قضاء وقت في الهواء الطلق.
  • التصوير الفوتوغرافي.
  • الكتابة

تمنح الكتابة فرصة فريدة للتأمل، والنمو الذاتي، والتمتع بمزايا أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين من خلال كتابة اليوميات أو التعبير عن نفسك من خلال الشعر، أو تأليف القصص القصيرة؛ لتجد منفذاً قوياً يعالج أفكارك، ومشاعرك.

وعندما تشعر بالإرهاق، فإن تحويل مشاعرك إلى كلمات يساعدك على فهمها بسهولة، مما يجلب لك الوضوح، والراحة.

كما تُعد الكتابة واحدة من أفضل الهوايات التي يمكن ممارستها في مراكز التأهيل، فعندما تكتب عن تجاربك، يمكنك أن تبدأ في التعرف على الأنماط، والمحفزات التي قد تساهم في تعاطي المخدرات، مما يمنحك القوة؛ لتطوير استراتيجيات للتعامل مع هذه التحديات.

كما أن تحديد الأهداف، وتتبع تقدمك من خلال الكتابة قد يوفر لك الدافع، والشعور بالإنجاز، بينما تسير نحو التعافي.

بالإضافة إلى أن الاحتفال بنجاحاتك، مهما كانت صغيرة، يعزز التزامك بالابتعاد عن الإدمان، ويذكرك بمدى التقدم الذي أحرزته، فإن التأمل في الدروس التي تعلمتها خلال رحلتك قد يجعل فهمك لنفسك عميقاً.

  • القراءة

تُعد القراءة هواية رائعة، إذ توفر وسيلة صحية للهروب من ضغوط، وتحديات التعافي، فعندما تقرأ كتاباً، تنتقل إلى عالم آخر، مما يسمح لك بأخذ استراحة من همومك، ومخاوفك.

وقد تكون القراءة مصدر إلهام، وتحفيز من خلال استكشاف قصص عن الصمود، وتجاوز العقبات.

وقد تجد أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين من خلال القراءة في التشجيع، والإرشاد الذي تحتاجه في رحلتك نحو التعافي.

كما تحفز أيضاً العقل، والخيال، مما يجعل ذهنك نشطاً من خلال تعزيز الوظائف الإدراكية، والذاكرة، والتركيز التي تُعد جوانب مهمة في رحلة التعافي.

وتوفر القراءة طريقة بنّاءة لملء أوقات الفراغ، وإلهاء النفس عن الرغبات الملحّة، فبدلًا من اللجوء إلى المخدرات أو الكحول بحثاً عن الترفيه، يمكنك الغوص في عالم الكتب، والاستمتاع.

  • العناية بالحدائق

تُعد العناية بالحدائق واحدة من أفضل الهوايات التي يمكن ممارستها، واستكشافها خلال فترة التأهيل من الإدمان، إذ تقدم فوائد لجميع الأفراد من جميع الأعمار مهما كانت اختلافاتهم الثقافية، ومن أبرز الأسباب التي تجعلها خياراً مميزاً:

  • الهروب العلاجي

توفر العناية بالحدائق ملجئاً هادئاً بعيداً عن تحديات التعافي من الإدمان، مما يسمح للمرضى بالعثور على الراحة في أحضان الطبيعة، ومن خلال عملية رعاية النباتات.

  • تقليل التوتر، والاسترخاء

إن التفاعل مع الطبيعة، والاعتناء بالنباتات له تأثير مهدئ على العقل، والجسم، مما يخفف من التوتر، ويعزز الاسترخاء خلال رحلة التأهيل.

  • الشعور بالهدف، والإنجاز

يمنح رؤية نمو النباتات، وتقدمها بمرور الوقت شعوراً بالإنجاز، مما يعزز الثقة بالنفس، والدافع الضروري للتعافي.

  • النشاط البدني

تشجع العناية بالحدائق على الحركة، والنشاط الجسدي من خلال زراعة البذور، أو سقاية النباتات، أو العناية بأحواض الزرع، مما يعزز الصحة العامة، والحيوية.

  • الارتباط بالطبيعة

تساعد العناية بالحدائق على تعميق الارتباط بالطبيعة، وتوفر لحظات من التأمل، واليقظة الذهنية أثناء رعاية الكائنات الحية.

  • تطوير المهارات الحياتية

تكمن أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين في تطوير المهارات الحياتية من خلال رعاية الحدائق، إذ تتطلب رعاية النباتات الصبر، والانتباه، والحضور الذهني التي قد تنعكس انعكاساً إيجابياً على جوانب أخرى من الحياة.

أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين
أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين

ما دور الرياضة والتغذية السليمة في علاج الإدمان والأمراض النفسية؟

قد يصبح الإدمان مضراً بالجسم، والعقل معاً، وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يسيئون استخدام الكحول أو المخدرات قد يعانون من سوء التغذية بسبب فقدان الشهية.

ويؤثر الإدمان على تناول الطعام، وامتصاص العناصر الغذائية، كما يغير عملية الأيض، وتؤدي بعض المواد مثل الأفيونات إلى تقليل حركة الجهاز الهضمي، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى، والمشاكل الهضمية على المدى البعيد.

ولا يمكن إهمال أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين التي تنحصر في تأثير التغذية السليمة على الصحة النفسية، والجسدية.

لذلك يجب الإنتباه إلى النظام الغذائي للمريض أثناء التعافي من تعاطي المخدرات ، ومحاولة ملاحظة كيف يؤثر تناول الأطعمة الصحية على شعور المريض.

وستلاحظ أيضاً الشعور بتحسن كبير، إذ يتكون النظام الغذائي من أطعمة صحية، ومتكاملة مع تقليل استهلاك السكر، والكافيين، والأطعمة المالحة أو الدهنية.

كما تُعد ممارسة الرياضة جزءاً أساسياً من نمط الحياة الصحي أثناء التعافي، وتشير الأبحاث إلى أن أي نشاط بدني قد يؤثر على تعاطي المخدرات، والكحول، وعلاج الأمراض النفسية من خلال آليات نفسية مختلفة.

بالإضافة إلى تقليل الرغبة الملحّة، والاشتياق للمادة المخدرة، كما توضح دراسات أخرى أن الأفراد الذين يمارسون التمارين الهوائية يصبحون أقل عرضة لاستخدام المواد المخدرة غير المشروعة.

لا يغفل مركز اختيار عن أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين من خلال علاج النشاط البدني ليكون جزء من المنهج الشامل لعلاج الإدمان سواء أثناء العلاج أو بعده.

وقد يساعد النشاط البدني في تخفيف التوتر، والمشاعر السلبية، مما يسهم في منع الانتكاس.

ولا يجتمع فردان على حب نفس الأنشطة، لذلك من المهم أن يجد المريض نشاطاً يستمتع به، مثل المشي مع صديق،  أو التدريب على سباق مع مجموعة، أو المشاركة في الرياضات الجماعية.

وجميعها وسائل رائعة لتحسين الصحة، والرفاهية أثناء التواصل مع أشخاص يقدّرون نمط الحياة الصحية، ويعرفون أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين.

يُعد تحديد الأهداف وسيلة فعالة حتى يظل المريض منشغلاً، وقد يمنح شيئاً للعمل عليه كل يوم، لذلك يجب أن تكون الأهداف واضحة، ومجزية، وألا تكون سهلة جداً أو صعبة جداً.

وتساعد الأهداف اليومية العادية على التقدم إلى الأمام، ومنع المريض من الانتكاسة، ويمكن تحقيق أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين من خلال: 

  • العثور على وظيفة أو برنامج تعليمي أو مهني أو التسجيل في دورة تدريبية.
  • قضاء الوقت مع العائلة أو الأصدقاء في بيئة خالية من المخدرات.
  • المشاركة في الهوايات، والأنشطة الترفيهية.

الخلاصة

تكمن أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضى النفسيين في توفير متنفس صحي للتعبير عن مشاعرهم، والتخفيف من الضغوط النفسية، وتحسين المزاج، وتعزيز الثقة بالنفس، والشعور بالإنجاز، والمساهمة في تنمية المهارات الاجتماعية، وتعزيز التواصل مع الآخرين، وتخفيف الشعور بالعزلة، والوحدة، وتوفير فرصة لاكتشاف مواهب، وهوايات جديدة تدعم التعافي، وتمنح الحياة معنى إيجابيًا. 

المصادر 

arArabic