الجاثوم شلل النوم
هل سبق لك الاستيقاظ من النوم وأنت في حالة من الفزع والهلع، بسبب شعورك بثقل شديد بالصدر يمنعك من الحركة؟ وتفقد القدر على تحريك أي عضلة بجسدك، ولا تستطيع الكلام على الرغم من كونك مستيقظًا وتسمع ما يدور من حولك بشكل طبيعي؟
الجدير بالذكر أن كل عصر أو زمن حاول تفسير هذه الأعراض والمشاعر المرعبة التي يشعر بها الشخص، حيث تم وصف أعراض الجاثوم شلل النوم بعدة طُرق، وغالبًا ما تعزي جميعها في النهاية إلى وجود مخلوقات شريرة غامضة ترعب البشر في الليل: وهما شياطين الليل غير المرئية وذلك في العصور القديمة، والعجوز الشمطاء في مسرحية شكسبير روميو وجوليت، والمختطفين الفضائيين.
وفي حقيقة الأمر أن كل من تعرض لهذه الحالة على مر العصور، راوده العديد من تلك الأفكار والتفسيرات والادعاءات الخرافية التي تتعلق بوجود كائن يمنع النائم من الاستيقاظ والنهوض ويجثم على صدره، ولكن البحث العلمي اليوم دحض بكل هذه الخرافات وأظهر حقيقة تعرض أي شخص لهذه الحالة.
لذا، نحاول من خلال هذا الموضوع الإجابة على كافة التساؤلات التي تدور حول الجاثوم شلل النوم، ما هو؟ وكيف يحدث؟ ولماذا يأتي الجاثوم؟ ومعرفة هل شلل النوم له علاقة بالجن، وهل شلل النوم قاتل؟
ما هو الجاثوم شلل النوم؟
الجاثوم شلل النوم هو إحساس مؤقت بالشلل وفقدان السيطرة على العضلات ومن ثم غياب القدرة على الحركة أو التحدث، يشعر به الشخص بين مراحل اليقظة والنوم ويكون الشخص بحالة من الوعي، ويستمر فترة تتراوح ما بين عدة ثوان إلى عدة دقائق.
يبدأ في مرحلة المراهقة، ويحدث لـ 8 أشخاص من كل 100 شخص، وربما يتعرض له الشخص مرة واحدة في حياته أو أكثر، على الرغم من الشعور المخيف الذي يشعر به الشخص أثنائه إلا أنه لا يسبب أي ضرر جسدي.
ما هو شكل الجاثوم؟
غالبًا ما يظهر الجاثوم شلل النوم على شكل نوبة من الهلوسة تكون مخيفة ومُسببة للقلق، وتنقسم الهلوسة أثناء شلل النوم إلى 3 فئات والجدول التالي يوضح:
هلوسة الداخيل | هلاوس ضغط الصدر | الهلوسة الحركية الدهليزية |
---|---|---|
التي تنطوي على الشعور بالشر أو وجود منزعج بالغرفة أي وجود دخيل في غرفة النوم، ومثل هذا النوع من الهلوسة قد يُثير الشكوك حول هل شلل النوم له علاقة بالجن أم لا؟ | هلوسة ضغط الصدر، وهو الشعور بالضغط على الصد، وغالبًا ما يكون مصحوبًُا بالاختناق. . | الهلوسة الحركية، مثل الإحساس بالطيران أو الخروج من الجسم |
موضوع ذات صلة: تجربتي مع علاج الهلاوس السمعية والبصرية
والجدير بالذكر أن أسباب ظهور أعراض شلل النوم غير واضحة حتى الآن، ولكن يمكننا توضيح الأساس العلمي لحدوث الجاثوم نقلًا عن العلماء والباحثين في الفقرة القادمة.
ما الأساس العلمي لحدوث الجاثوم في النوم؟
فسرت العديد من الأبحاث حدوث الجاثوم شلل النوم عند الوصول إلى حاجز اليقظة والنوم، وربما تكون بعد النوم بمدة أقل أو قبل المكوث في النوم، ولكن الأكثر شيوعًا هو حدوث شلل النوم بعد الدخول في حالة النوم.
يُقسم العلم النوم إلى طورين، الأول هو نوم حركة العين غير السريعة بينما الطور الثاني هو نوم حركة العين السريعة والذي يحدث خلاله الانخراط في الأحلام.
وعند وصول الشخص إلى الطور الثاني يحدث نوم حركة العين السريعة ويبدأ برؤية الأحلام، لذا نجد أن الحركة العشوائية السريعة للعينين أثناء النوم تحاكي حركة عين الشخص في الحلم، كما يحدث الانفصال ما بين الدماغ والعضلات الإرادية، حتى لا يتفاعل الجسم مع الأحداث التي تحدث بالحلم
خلال التعرض لشلل النوم أو الجاثوم في النوم تكون حاسة السمع والبصر فعالة بشكل جيد مصحوبة بهلاوس قد تكون بصرية أو سمعية، فمن المحتمل أن يسمع الشخص أو يرى أشياء وهمية.
ما هو الجاثوم في الإسلام؟
يرى بعض علماء الدين أن الأساس الديني للجاثوم في الإسلام هو كابوس وليس خرافة، وقد يتعرض له الإنسان بسبب مروره بأزمة نفسية واضطراب في أوقات النوم وربما يكون من تسلط الجن وقد يُسمى الخانق.
ما هو سبب ظهور الجاثوم؟
السبب الدقيق لحدوث الجاثوم حتى الآن غير معروف، ومع ذلك قامت العديد من الأبحاث والدراسات بتحليل البيانات لتحديد خطر إصابة الشخص بشلل النوم، والجدير بالذكر أنه وُجدت نتائج متباينة، والتي ترتب عليها اعتقاد العلماء والباحثين أن هناك عوامل متعددة لها دول في ظهور شلل النوم من بينها التالي:
- اضطراب أوقات النوم
حيث أظهرت اضطرابات النوم ومشاكله بعضًا من قوى الارتباط مع شلل النوم المعزول، كما وُجد أن الجاثوم يحدث بدرجة أكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن، وعدم انتظام إيقاع الساعة البيولوجية، وتشنجات الساق أثناء الليل.
- الخدار
الخدار هو الإصابة باضطرابات في أوقات النوم تُسبب الشعور بالنعاس أثناء النهار، ويمكن أن يؤدي إلى تغييرات في وظيفة الناقلات العصبية بالدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مضاعفات أثناء نوم حركة العين السريعة.
- اضطرابات الصحة العقلية
هل الجاثوم شلل النوم له علاقة بالطب النفسي؟ لما لا فقد أظهرت بالفعل بعض حالات الصحة العقلية وجود صلة بينها وبين شلل النوم، وأقوى الارتباطات موجودة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وغيرهم العديد ممن تعرضوا لضغوط جسدية وعاطفية.
- أنماط الحلم
وُجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يظهرون سمات الخيال والانفصال من بيئتهم المباشرة، مثل أحلام اليقظة هم أكثر عرضة للإصابة بشلل النوم، وقد يكون هناك رابط بين شلل النوم والكوابيس الواضحة أو الأحلام الواضحة.
بعد الانتهاء من الاطلاع على لماذا يأتي الجاثوم، ربما يتبادر في الذهن سؤال هل شلل النوم قاتل ؟ لذا من خلال الفقرة القادمة نوضح أضرار شلل النوم، لمعرفة هل هو قاتل أم لا؟؟
ما أضرار شلل النوم؟
ربما يُسبب الجاثوم شلل النوم ضائقة عاطفية تُثير القلق والتوتر والرهبة لدى الشخص، إلا أنه لا يمثل خطورة على بعض الأشخاص، لأنه يُصنف من الحالات الحميدة التي لا تحدث بشكل متكرر بدرجة كافية لإحداث آثار صحية كبيرة.
ولكن بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من نوبات متكررة أو مخيفة من شلل النوم أو الجاثوم، عادات نوم غير صحية لتجنب النوم، الأمر الذي يؤدي إلى عدم النوم لفترات طويلة، ما يؤثر سلبًا على صحة الشخص.
كيف اتخلص من الجاثوم وقت النوم؟
يمكنك التخلص من الجاثوم شلل النوم من خلال ما يلي:
- ضبط أوقات النوم ولا يقل عدد ساعات النوم عن 6 ساعات.
- علاج كافة الاضطرابات النفسية والعقلية التي قد تكون مصدر الشعور بالقلق والتوتر والدخول في نوبات اكتئاب.
- قم بكافة الأنشطة التي تُخفف حدة التوتر قبل النوم مباشرة.
- التجديد في أوضاع النوم، فإذا كنت تنام على الظهر فتجنب تلك الوضعية، لما ثبت أن هناك علاقة ما بين شلل النوم والنوم على الظهر.
وأخيرًا قم بزيارة الطبيب المتخصص إذا كان الجاثون شلل النوم يمنعك بشكل روتيني من الحصول على قسط من الراحة أثناء النوم بالليل.
أقرأ أيضًا عن: التعامل مع المرض النفسي
الخلاصة عن الجاثوم شلل النوم
الجاثوم شلل النوم حالة عرضية من المحتمل أن يتعرض لها أي شخص، وسبب حدوثه غير مرتبط بحالة مرضية أو نفسية معينة، ومع ذلك هناك عدة عوامل قد ثبت أنها تزيد من فرصة تعرض الشخص لأعراض شلل النوم.
ويمكن الوقاية من شلل النوم العرضي من خلال الحرص على اتخاذ قسط كافٍ من الراحة والنوم، علاج أي مشكلة نفسية تتعرض لها والانتظام في تناول الأدوية كما هو موصوف من قبل الطبيب المتخصص، تغير مكان الإقامة او موضع النوم.
ولكن إذا كان العرض يتكرر معك بشكل مستمر ويمنعك من روتين النوم الجيد ليًلا، يمكنك استشارة الطبيب النفسي لمناقشة نوعية المخاوف التي تراودك والخضوع لعملية تشخيص طبية مهنية للتعرف على نوعية المُشكلة التي تعاني منها والعمل على إدارتها والتخلص منها.