“لا أستطيع مقاومة الشراء، أشعر وكأني في حاجة شديدة لهذه الأشياء، وأشعر بعدم الراحة إذا تخليت عن شرائها”، هذا هو هوس الشراء أو إدمان الشراء الذي يجبر صاحبه على شراء أشياء قد تكون لست في حاجة لها، بل تشتريها لإرضاء نفسك فقط خاصةً إذا كنت لا تستطيع تحملها مادياً، مما يؤثر على حياتك الاجتماعية، فما الأسباب النفسية لإدمان التسوق؟
مع د منى اليتامى سنكون معكم للتخلص من أي أنواع الإدمان فلا ينتابك القلق .
جلسات واستشارات نفسية مع الخبراء والمختصين طريقك للخلاص من معاناتك .
الأسباب النفسية لإدمان التسوق
ويؤكد المعهد القومي للإدمان معاناة حوالي 8 مليون شخص من إدمان إحدى المواد المخدرة مع الأمراض النفسية، ويُطلق على هذه الحالة الطبية “التشخيص المزدوج”.
وقد أصبح ذلك شائعاً عندما وجد الخبراء معاناة 40% من المدمنين من أحد الأمراض النفسية، والعكس صحيح، ولكن ذلك لا يعني ضرورة إصابة المدمن بهوس الشراء أو العكس.
ولكن يصبح مدمن التسوق أكثر عرضة للإصابة بإدمان المخدرات أو الكحول أكثر من غيره، وذلك بسبب شعور مدمن الشراء بالسعادة، والبهجة المؤقتة التي تسكّن آلام القلق، والملل، والتوتر الذي يشعر به المدمن.
فتلك الراحة التي يشعر بها مدمن الشراء هي التي تؤدي إلى الإدمان حتى وإن كان مؤقتاً.
اقرأ أيضاً
ما تأثير إدمان التسوق على الحياة وكيفية التغلب على إدمان التسوق؟
دور الجينات الوراثية في الإصابة بهوس الشراء
قد يكون السبب وراثياً دون تدخل من المريض إذا كان هناك أحد أفراد العائلة مصاب بالمرض، يصبح المريض عُرضة أكثر للإصابة.
ولكن هذا لا يعني أنه لا مفر من الإصابة الحتمية بالمرض، فلا بد أن تكون أكثر وعياً بالمخاطر التي قد تؤدي للمرض، وقادراً على اتخاذ قرارات صائبة، وسرعة التعرّف على الأعراض قبل أن تزداد سوءاً.
ما سبب الشراء القهري؟
يعتقد العلماء أن للتسوق تأثير على الدماغ، إذ يحفز إفراز الدوبامين الذي يسبب الشعور بالسعادة التي سرعان ما تنتهي سريعاً بعد انتهاء عملية الشراء.
كما تحفز زيادة الدوبامين الشعور القوي بالتحفيز، واستحقاق المكافأة الذي يظل متوازناً طالما يستطيع الفرد التحكم بنفسه، ويضع في اعتباره حالته المادية.
ولكن عندما يفقد السيطرة، ويصبح الفرد مدمناً لهذا الإحساس، يتحول إلى مدمن تسوق، ومن أهم الأسباب النفسية لإدمان التسوق هي الهروب من مواجهة المشاعر السلبية مثل الحزن، والقلق، والتوتر، والملل.
فعلى سبيل المثال إذا كان جدول أعمالك مزدحماً، تشعر وكأنك تستحق مكافأة في نهاية المطاف، مما قد يدفعك للشراء، وهذا ما يتطور ليصبح إدماناً، بسبب الشعور بمشاعر سيئة صعب التعامل معها.
كما أصبح من الصعب العلاج بسبب سهولة التسوق الإلكتروني، فكل ما تحتاجه هو ضغطة واحدة؛ لتنتهي عملية الشراء في أقل من ثانية.
ما علاقة التسوق بالاضطرابات النفسية؟
قد يكتشف الطبيب في مرحلة العلاج بعض الأسباب النفسية لإدمان التسوق التي تتمحور حول العلاج مثل:
- القلق.
- الوسواس القهري.
- الاضطرابات الشخصية.
- الاضطرابات المزاجية.
- اضطرابات الطعام.
- اضطراب الاكتناز القهري.
- اضطراب التحكم في الانفعالات.
- إدمان المخدرات أو الكحول.
التسوق والرغبة في تعويض النقص النفسي
قد يكون السبب هو عدم الثقة في النفس التي يصاحبها الاكتئاب، مما يدفع المريض للشراء، والتسوق لتعويض النقص النفسي، وكأنه سيصبح كاملاً بعد الشراء.
اقرأ أيضاً
كيف تعرف أنك مدمن على التسوق؟
قد يشكو المريض من بعض الأعراض التي لا بد من معرفتها للتخلص منها سريعاً بمساعدة الطبيب النفسي قبل أن ينتشر كالنار في الهشيم، ويدمر العلاقات الاجتماعية، ومن أهم أعراض هوس الشراء:
- استخدام الشراء كوسيلة دفاعية لحماية المريض نفسه من مواجهة المشاعر السلبية.
- العلاج بالتجزئة (retail therapy) لتحسين مزاج المشتري.
- يخسر المريض علاقاته مع أصدقائه، وعائلته بسبب الإنفاق غير المبرر.
- فقدان التحكم في النفس عند الشراء.
- الخوس بالتفكير في الأشياء التي سيشتريها المريض بعد ذلك.
- الشعور بالندم، والعار بعد الشراء، بل والشراء مرةً أخرى لمقاومة هذا الشعور.
- تراكم الديون.
- الكذب عند شراء الأشياء التي لا فائدة لها، وإخفائها.
- إنشاء بطاقات ائتمان جديدة دون سداد المبالغ الموجودة على البطاقات القديمة.
برامج علاج إدمان التسوق
يحتاج علاج الأسباب النفسية لإدمان التسوق إلى مزيج من التقنيات العلاجية السلوكية مثل:
-
العلاج المعرفي السلوكي
يستهدف العلاج المعرفي السلوكي إجراء عدة جلسات علاجية نفسية لإدمان التسوق؛ للتعرّّف على المثيرات العاطفية التي تحفز هوس الشراء، ومقاومتها.
والبحث عن مهارات لمقاومة هذا الشعور، واستعادة التحكم في النفس لمقاومة هذا السلوك، وقد يحتاج المريض في بعض الحالات إلى تخطيط مالي لدفع الديون المتراكمة، وسدادها، والتحكم بها، واستشارات نفسية لإدمان التسوق.
كما يتطلب البحث عن بدائل أخرى بدلاً من الشراء تعطي نفس إحساس السعادة، ومقاومة المشاعر، والأفكار، والسلوكيات التي تلقي بالمريض في حفرة هوس الشراء مرةً أخرى.
-
العلاج السلوكي الجدلي
يساعد العلاج السلوكي الجدلي المريض في التخلص من الأسباب النفسية لإدمان التسوق من خلال التحكم في الرغبات المكبوتة للشراء بجنون.
ويستخدم في العلاج الدمج بين الجلسات الفردية النفسية، والجلسات الجماعية ليكون أكثر وعياً بالمرض، ومتحكماً في مشاعره أكثر.
-
العلاج الجماعي
يساعد العلاج الجماعي في تخطي الإدمان السلوكي الذي يتمثل في هوس الشراء من خلال الاستماع إلى قصص، وتجارب الآخرين مع المرض، وكيف تخلصوا من الأسباب النفسية لإدمان التسوق.
-
الأدوية
قد يحتاج المريض لاستخدام بعض الأدوية للتخلص من الأسباب النفسية لإدمان التسوق مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات القلق خاصةً إذا كان المريض يعاني من بعض الأمراض النفسية الأخرى مع إدمان التسوق.
استشارات نفسية لإدمان التسوق
بعد الحديث عن الأسباب النفسية لإدمان التسوق، لا يجب أن نتجاهل الأعراض الانسحابية التي تنتج بعد التوقف عن أي إدمان سلوكي، لتظهر المشكلات النفسية مثل عدم الثقة بالنفس، والمخاوف التي كان يغطيها هوس الشراء.
وبجانب الاهتمام بالاستشارات النفسية لإدمان التسوق، يبدأ الطبيب في محاولة تحديد المثيرات التي تحفز هوس الشراء لدى المريض.
وتتدرج عملية الشفاء في القضاء على المشاعر السلبية التي تحفز هذا السلوك، ويصبح من السهل التسامح مع تجارب الحياة اليومية المؤلمة، ومواجهتها حتى يصبح المريض حراً من إدمانه.
نصائح للتخلص من إدمان التسوق
لكي تكون أكثر قوة في معرفة كيفية السيطرة على الأسباب النفسية لإدمان التسوق، والرغبة في الشراء، لا بد من اتباع خطوات استراتيجية تحمي المريض من الانتكاسة، وهي:
-
الاعتراف بالمرض
تكمن أولى خطوات العلاج في الاعتراف بوجود مشكلة إدمان الشراء الذي ينعكس تأثيره على حياة المريض الاجتماعية، والنفسية، والمالية.
-
طلب المساعدة النفسية من المتخصصين
يُعد العلاج النفسي أداة قوية للقضاء على هوش الشراء، ومعرفة الدوافع العاطفية، والنفسية لفهم، وتغيير تفكير المريض، وسلوكياته.
-
تحديد ميزانية محددة
لا بد من تحديد ميزانية للتحكم في الشراء، ومتابعة النفقات أولاً بأول، وتجنب استخدام بطاقات الائتمان أو استخدام القروض للشراء.
-
ممارسة أنشطة جديدة
يمكن التغلب على الأسباب النفسية لإدمان التسوق من خلال البحث عن أنشطة بديلة للشراء تحمي المريض من الشراء مثل ممارسة الهواية المفضلة أو ممارسة الرياضة لتحقيق الرضا، والسعادة بدلاً من الاعتماد على الشراء.
-
تكوين علاقات اجتماعية جديدة
قد تساعد العلاقات الاجتماعية التي يقويها المريض مع أسرته، وأصدقائه خاصةً الذين يفهمون حالته المرضية، ويرغبون في مساعدته على تخطيها.
الخلاصة
يوضح التعرّف على الأسباب النفسية لإدمان التسوق أنه مرض صعب المقاومة في عصر التسوق الإلكتروني، لذلك لا بد من أن تكون أكثر وعياً بالمرض، والإدمان السلوكي، ومخاطره؛ ليصبح من السهل علاجه، ومحاربته.
علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي أمام أي نوع من أنواع الإدمان السلوكي ومن بينها إدمان التسوق , ولكن علينا طلب المساعدة من المختصين وخبراء العلاج , ونحن في مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان مع د منى اليتامى نقدم أيدينا للمساعدة فلا تتوان في التواصل معنا .