تخطى إلى المحتوى

مريض الاضطراب الوجداني والزواج

مريض الاضطراب الوجداني والزواج

مريض الاضطراب الوجداني والزواج من العلاقات الاجتماعية التي تتطلب صبر والتعامل بحكمة، والمقصود بالاضطراب الوجداني هو اضطراب ثنائي القطب، والذي يعرف بتسببه في تذبذب الحالة المزاجية للمريض ما بين الارتفاع والانخفاض بشكل دوري ومتكرر، ومرض ثنائي القطب من الاضطرابات النفسية الخطيرة التي تؤثر على حياة المصاب بشكل سلبي قد ينتهي بالانتحار في حالة إهمال العلاج.

كما أن عدم استقرار الحالة المزاجية لمريض ثنائي القطب يتسبب في تعطيل سير الحياة، وبالتالي الزواج وتكوين علاقة أسرية مع مريض هذا الاضطراب أمر يتطلب الشجاعة والصبر، وذلك لصعوبة القدرة على تحمل هذه التقلبات المزاجية الحادة، والتي تحدث بدون سابق إنذار وكذلك بدون سبب واضح

لهذا فإن العلاقة ما بين مريض الاضطراب الوجداني والزواج صعبة وتحتاج إلى التحمل، كما نصح أطباء مركز اختيار للطب النفسي بضرورة علاج مريض ثنائي القطب للتخلص من جميع العقبات والصعوبات التي تواجه في الزواج .

ما هو ثنائي القطب ؟

ثنائي القطب (Bipolar Disorder) أو ما يعرف بالاضطراب الوجداني واحد من الأمراض النفسية الشائعة في هذا العصر، حيث أنه عبارة عن اضطراب عقلي يشوه التوازن الطبيعي للحالة المزاجية لدى المريض، كما يحدث تغيير كبير ومفاجئ في مستويات الطاقة مما يؤثر على النشاط، والقدرة على التفكير بطريقة طبيعية أو القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.

ولابد من معرفة أن تأثير هذا الاضطراب العقلي يختلف من شخص إلى آخر، حيث نجد أن بعض المصابين يعانون من الاضطراب الحاد الذي يؤثر على الحياة بشكل عام، وبالتالي طريقة العلاج تحدد وفقًا لشدة الاضطراب .

والجدير بالذكر أن الأعراض الجانبية لاضطراب ثنائي القطب تتنوع ما بين التقلبات المزاجية الحادة، والإصابة بالهلوسة والتخيلات سواء البصرية أو السمعية، كما أن الإصابة بثنائي القطب تحدث في جميع المراحل العمرية المختلفة بداية من السنوات الأخيرة في مرحلة المراهقة، وعلاج هذا الاضطراب يتطلب مدة زمنية طويلة قد تصل إلى مدى الحياة في بعض الحالات

ولكن البدء في العلاج مبكرًا يسهل من التعافي المريض خلال مدة قصيرة، كما أن تطور أساليب العلاج النفسي داخل مركز اختيار للطب النفسي ساهم في مساعدة المريض على التأقلم، والتكيف مع المجتمع وتكوين علاقات اجتماعية أكثر ترابط من السابق مثل الزواج .

أنواع ثنائي القطب

ارتباطًا بالحديث عن مريض الاضطراب الوجداني والزواج سنوضح أنواع اضطراب ثنائي القطب، والتي تم تصنيفها كالتالي :

1_ النوع الأول من اضطراب ثنائي القطب

في حالة الإصابة بهذا النوع من ثنائي القطب يعاني المريض من نوبات الهوس التي تحتاج إلى الرعاية الصحية من قبل الطبيب، وفي الغالب تستمر النوبات لمدة لا تقل عن 7 أيام، وإلى جانب ذلك قد يمر بنوبات من الاكتئاب لمدة 14 يوم، وفي الحالات الحرجة التي تتطلب الذهاب إلى المستشفى يعاني المريض من نوبات الهوس والاكتئاب في نفس الوقت .

2_ النوع الثاني من اضطراب ثنائي القطب

هذا النوع من ثنائي القطب يكون أخف من النوع الأول لأن المريض يمر بنوبات من الهوس الخفيف الغير مكتمل، وأيضًا يعاني من نوبات الاكتئاب ولكن تكون أقل حدة من النوع الأول .

3_ ثنائي القطب دوري المزاج

المريض بثنائي القطب دوري المزاج يعاني من الإصابة بنوبات الاكتئاب التي تستمر لمدة طويلة جدًا قد تصل إلى عامين، وكذلك عند حدوث نوبات الهوس تكون أخف من النوع الأول .

كما يجدر بنا الإشارة إلى أن بعض المصابين باضطراب ثنائي القطب قد يعانون من أعراض جانبية لا تتوافق مع أعراض الأنواع الثلاثة السابقة، وفي هذه الحالة يطلق عليه الطبيب ثنائي القطب الغير محدد، ومن المحتمل أن يكون دليل على اضطرابات نفسية أخرى ذات صلة بمرض ثنائي القطب .

أسباب ثنائي القطب

سعى بعض الأطباء إلى تحديد الأسباب والعوامل التي ينتج عنها الإصابة بثنائي القطب، وتمكنوا من حصرها في 3 أسباب رئيسية كالتالي :

  1. العامل الوراثي في حالة إصابة أحد أفراد العائلة سابقًا بهذا الاضطراب .
  2. والعامل البيئي مثل كثرة الصدمات والتجارب السيئة .
  3. العامل البيولوجي نتيجة حدوث خلل في النواقل العصبية بالدماغ .

أعراض ثنائي القطب

مريض الاضطراب الوجداني والزواج علاقة تتطلب بعض الاحتياجات والشروط، والتي من أهمها المعرفة الكافية بأعراض ثنائي القطب، حيث قسمها الأطباء إلى أعراض الاكتئاب وأعراض الهوس كالتالي :

1_ أعراض الاكتئاب

  • الإحساس بالحزن الشديد .
  • الرغبة في البكاء باستمرار .
  • الشعور باليأس .
  • فقدان الشغف .
  • نقص مستويات الطاقة .
  • الابتعاد عن الأصدقاء والعائلة .
  • عدم القدرة على التركيز .
  • صعوبة اتخاذ القرارات السليمة .
  • فقدان أو زيادة الشهية .
  • خسارة أو اكتساب الوزن .
  • الشعور بالقلق .
  • اضطراب النوم والإصابة بالأرق .
  • الإحساس بألم في الجسم .
  • الإصابة ببعض المشكلات الجسدية .
  • تراجع المعدل الدراسي .

2_ أعراض الهوس

أعراض نوبات الهوس تختلف من حيث الشدة ما بين الخفيفة والحادة، ومن ضمن هذه الأعراض التالي :

  • قلة النوم .
  • تسارع الأفكار .
  • التحدث بشكل سريع .
  • التهيج .
  • الإحساس المفرط بالسعادة والنشوة .
  • ارتفاع مستوى الطاقة .
  • مواجهة صعوبة في تنفيذ المهام .

مريض الاضطراب الوجداني والزواج

الدراسات الاحصائية أشارت إلى أن الزواج بشخص يعاني من اضطراب نفسي أو عقلي يزيد من المشاكل الزوجية، والتي تصل في أغلب الحالات إلى الطلاق وإنهاء العلاقة، وذلك لأن التعامل مع المريض النفسي يختلف تمامًا عن التعامل مع الشخص الطبيعي، ولذلك علاقة مريض الاضطراب الوجداني والزواج ليست مستحيلة، ولكن تتطلب من الشريك الآخر التفاهم والتعامل بحكمة للقدرة على استكمال العلاقة.

وأيضًا يتطلب منه الإلمام بجميع جوانب المرض، والتفاهم الكامل للتقلبات المزاجية ونوبات الهوس والاكتئاب التي يمر بها مريض ثنائي القطب، كما أن التحديات التي تواجه المريض في الزواج تزداد مع عدم الاهتمام بالعلاج أو الالتزام بتناول الأدوية، وهنا يظهر دور الشريك الآخر في تقديم الاهتمام والدعم النفسي، والتشجيع على المثابرة واستكمال رحلة العلاج .

تحديات زواج مريض الاضطراب الوجداني

في إطار الحديث عن مريض الاضطراب الوجداني والزواج سنتحدث عن التحديات والصعوبات التي تواجه في الزواج، ومن أبرزها التالي :

1_ اضطراب الرغبة الجنسية

الرغبة الجنسية لدى مريض الاضطراب الوجداني تضطرب بشكل ملحوظ ومتكرر، حيث يرغب المريض في ممارسة العلاقة الزوجية أكثر من المعتاد، ويحدث ذلك خلال نوبات الهوس، كما يميل إلى ممارسة بعض السلوكيات الجنسية المنحرفة، وقد يقدم على ممارسة العلاقة الجنسية مع شخص آخر خارج نطاق الزواج، ولكن أثناء نوبات الاكتئاب تقل الرغبة الجنسية لمريض ثنائي القطب مما يدفعه إلى تجنب الشريك الآخر، والامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمية لأيام وأسابيع متواصلة، كما أن الأدوية التي تخفف من أعراض ثنائي القطب تعمل على تقليل الإثارة الجنسية .

2_ مشكلات خاصة بالأبوة أو الأمومة

من أصعب التحديات التي تواجه مريض الاضطراب الوجداني في الزواج هو التعامل مع الأطفال، حيث أن كثرة التقلبات المزاجية التي يمر بها تشعر الأطفال بالحيرة والخوف، وبالإضافة إلى ذلك الضغط العصبي والنفسي الذي يتعرض له المريض خلال تربية الأطفال تزيد من حدوث نوبات الهوس، ولذلك من الضروري أن يقدم الشريك الآخر الدعم الكافي للحرص على استقرار العائلة .

3_ صعوبة إيجاد عمل

علاقة مريض الاضطراب الوجداني والزواج تتطلب توفير عمل لإيجاد مصدر مادي لتوفير متطلبات الزواج، ولكن مريض ثنائي القطب يواجه مشكلة كبيرة في إيجاد عمل والاستقرار فيه بسبب التقلبات المزاجية، كما أن ضغوطات العمل تثير من نوبات الهوس، ولذا يتوجب على الشريك الآخر تقديم الدعم المالي إلى جانب الدعم المعنوي .

وفي الختام يمكننا القول إن علاقة مريض الاضطراب الوجداني والزواج صعبة إلى حد كبير، ولإنجاح هذه العلاقة يجب على المريض البدء في العلاج، والحصول على الدعم النفسي الذي يمكنه من تكوين علاقة زوجية مستقرة .

مصدر 1

مصدر 2

موضوعات ذات صلة :

علاج الذهان نهائيا

مركز لرعاية المعاقين ذهنيا

أفضل دكتور نفسي في الكويت 2022

arArabic