تخطى إلى المحتوى

اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام

اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام

اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام أمر في غاية الأهمية، وخاصة بعد انتشار عمليات التحول الجنسي في جميع المجتمعات، والتي أصبحت تجرى لوجود سبب طبي، أو نتيجة اضطراب وخلل نفسي يعاني منه الإنسان، كما أن العديد من الدول الغربية تسمح بإجراء عمليات التحول الجنسي بدون وجود سبب، وذلك تحت شعار الحرية، ولكن في الدول العربية التحول الجنسي لا يتم إلا في حالات طبية محددة، وذلك بعد موافقة مجموعة من الأطباء، وهيئة الأزهر الشريف .

وذلك لأن مثل هذه العمليات فيها مخالفة كبيرة لقوانين، وتعاليم الدين الإسلامي، حيث أنها تغير من الطبيعة التي خلق عليها الإنسان، لذا اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام من الموضوعات الشائعة في الوقت الحالي، ومن خلال مقالنا سنتحدث عن ماهية اضطراب الهوية الجنسي، وأسبابه وأعراضه وطريقة العلاج، كما سنوضح الفرق بين الشذوذ واضطراب الهوية عبر الأسطر التالية .

ما المقصود باضطراب الهوية الجنسي؟

قبل التطرق إلى اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام سنتحدث عن المقصود باضطراب الهوية الجنسي، والتي يطلق عليه الديسفوريا الجندرية، وهي حالة من عدم الاتزان النفسي، وتشعر الإنسان بعدم القدرة على تقبل حالته الجنسية التي ولد عليها، ويرغب في اتباع النوع الآخر من جنسه، ويفضل سلوكيات ومظاهر الجنس الآخر، ودائمًا ما يشعر الإنسان المصاب باضطراب الهوية الجندرية بأنه في غير جسده، لذا يعاني طوال الوقت من الحزن، والكآبة والضيق ويرفض التعامل مع البشر .

والجدير بالذكر أن الديسفوريا الجندرية تحدث في حالة سلامة الأعضاء التناسلية، ووضوح نوع الجنس ولكن عدم استقرار الحالة النفسية حول الجنس الحالي، وهناك حالات أخرى تعاني من هذا الاضطراب مع عدم وضوح نوع الجنس، والإصابة بخلل في الأعضاء التناسلية .

اضطراب الهوية لدى المراهقين

الحديث عن اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام بدأ في الانتشار الواسع بين المجتمعات العربية، ويرجع السبب إلى الانفتاح الزائد على الثقافات الغربية، والتي تدعم عمليات التحول الجنسي، وذلك ما أدي إلى انتشار اضطراب الهوية لدى المراهقين .

وذلك لأن مرحلة المراهقة من المراحل الفاصلة في حياة الفرد، ويبدأ خلالها عملية ترسيخ الأفكار الجنسية، والتركيب البيولوجي والسلوكيات التي تدل على النمو النفسي والجسدي، ويعيش حالة من التأرجح الجنسي بسبب الصراعات المجتمعية التي يعاني منها .

ويكون في حاجة إلى معرفة إجابة التساؤلات الخاصة بالتغيرات الجسمانية، والتي تخص الهوية الجنسية، كما أنه يسعى إلى تحديد هويته الجنسية والفكرية والدينية، وعندما لا يحصل على إجابات مقنعة من الأهل يبدأ في البحث عن الإجابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك ما يجعله عرضة إلى اضطراب الهوية الجندرية .

ويعاني من حالات الاكتئاب الحاد، والتقلبات المزاجية ونوبات من البكاء والذعر الشديد، ونجد أن المراهق الذي يعاني من اضطراب الهوية الجندرية يتبنى أفكار جنسية متطرفة، والتي قد تصل إلى الرغبة في تغيير جنسه إلى النوع الآخر .

أسباب اضطراب الهوية الجنسي

المقصود باضطراب الهوية الجنسي في الإسلام يقصد بها رأي علماء الدين في عمليات التحول الجنسي، والذي يحدد وفقًا للسبب الذي يشعر الإنسان بالرغبة في تغيير جنسه، حيث توجد أسباب مختلفة تؤدي إلى اضطراب الهوية الجنسية، والدين الإسلامي لا يقبل بعمليات تحول الجنس إلا في ظل وجود سبب طبي محدد، ولكن لا يعتمد فكرة الخلل النفسي الذي يؤدي إلى اضطراب الهوية الجنسي، وبذلك يمكننا تحديد أسباب اضطراب الهوية الجنسي كما يلي:

  • المشاكل والخلافات الأسرية .
  • الانفتاح على الثقافات الأخرى .
  • خلل في عملية تطور الجنين داخل رحم الأم .
  • عدم اكتمال الأعضاء التناسلية .
  • خلل في التوازن الهرموني .
  • عدم استقرار الحالة النفسية .
  • تبني أفكار متطرفة .

موضوعات ذات صلة: اضطراب الهوية الجنسية أسبابه وكيفية العلاج 

أعراض اضطراب الهوية الجنسية

ارتباطا بالحديث عن اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام سنتحدث عن أعراض اضطراب الهوية الجنسية، والتي تختلف من شخص إلى آخر من حيث الحدة، وتنقسم أعراض اضطراب الجندرية كما يلي:

1_ أعراض اضطراب الهوية الجنسية لدى الأطفال

  • الرغبة في اتباع سلوكيات الجنس الآخر .
  • التعلق الزائد بألعاب الجنس المغاير .
  • الميل إلى ممارسة دور الجنس الآخر سواء الذكور أو الإناث .
  • تنافر الطفل من جسده والميل إلى النوع الآخر .
  • التحدث بنفس طريقة الجنس الآخر .

2_ أعراض اضطراب الهوة الجنسية لدى المراهقين والبالغين

  • الاعتقاد بأن سلوكيات ومظاهر الجنس الآخر هي الأنسب له .
  • الرغبة في التخلص من الأعضاء التناسلية الخاصة به إلى أعضاء الجنس المغاير له .
  • يميل إلى تغيير هويته الجنسية إلى الجنس الآخر .
  • عدم القدرة على التصرف بنفس السلوكيات المشابهة لجنسه .
اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام

اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام

اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام

اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام من ضمن الموضوعات الهامة التي سنتطرق إليها، والدين الإسلامي لا ينكر حقيقة وجود اضطراب الهوية الجندرية، والتي يعاني منها فئة من الأشخاص، ومن أهم أهداف الشريعة الإسلامية هو البحث عن استقرار حالة الإنسان، واضطراب الهوية الجنسي في الإسلام ينقسم إلى قسمين كما يلي:

  1. يشرع الدين الإسلامي بإمكانية تغيير الهوية الجنسية في حال صعوبة تحديد شكل الأعضاء التناسلية، وذلك بسبب الخلل في عملية تطور، ونمو الجهاز التناسلي في رحم الأم .
  2. يرفض الدين الإسلامي تغيير الهوية الجنسية في حالات هوس الجنس .

والجدير بالذكر أن اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام لا ينظر إلى تغيير الهوية الجنسية بسبب الميول الشخصية، أو الإحساس الداخلي النابع عن عدم الراحة مع نوع الجنس الذي ولد به، وفي تلك الحالات ينصح علماء الدين الإسلامي بتحويل الشخص إلى طبيب نفسي لمعالجة هذا الخلل .

الفرق بين الشذوذ واضطراب الهوية

في سياق الحديث عن اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام سنتحدث عن الفرق بين الشذوذ الجنسي واضطراب الجنسي ، حيث أن العديد من الأشخاص يعتقدون أن الشذوذ، واضطراب الهوية الجندرية نفس الشيء، ولكن هذا الاعتقاد الخاطئ وهناك فرق بين الشذوذ واضطراب الهوية كالتالي:

  1. الشذوذ الجنسي عبارة عن حالة من الانجذاب العاطفي إلى شخص من نفس جنسه .
  2. اضطراب الهوية الجنسية هي الرغبة في تغيير الجنس إلى النوع الآخر .

ويجدر بنا التنويه إلى أن اضطراب الهوية الجنسية يشمل أشخاص مثليين، أو سحاقيات أو مستقيمين جنسيًا أو ثنائي الجنس .

علاج اضطراب الهوية الجنسي

بعد توضيح اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام سنتطرق إلى الحديث عن علاج اضطراب الهوية الجنسية، وتوجد طرق علاجية مختلفة كما يلي:

1_ العلاج الهرموني

العلاج الهرموني لاضطراب الهوية الجنسية يهدف إلى علاج الاضطراب الجسدي، والحرص على تحسين الحالة الجسدية، وكذلك زيادة الاستقرار النفسي، ويشمل العلاج الهرموني هرمون التستوستيرون للرجال وهرمون الأستروجين للنساء، حيث أن آلية العلاج تعزز من إفراز الهرمونات الجنسية، ولكن لابد من التنويه إلى أن العلاج الهرموني لا يساعد على مدى الاتساع، أو الطول أو تضييق الكتف، كما أن فاعلية العلاج تتوقف على مجموعة من العوامل مثل العوامل الوراثية .

2_ العلاج النفسي

العلاج النفسي من أهم أساسيات علاج اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام، حيث يتم عرض المريض على لجنة طبية، وهذه الطريقة تتناسب مع المراهقين والأطفال، وتتكون اللجنة من:

  1. طبيب نفساني للأطفال .
  2. طبيب نفسي اكلينيكي .
  3. طبيب نفسي للأطفال والمراهقين .
  4. أخصائي اجتماعي .

والفريق الطبي يقعد مجموعة من الجلسات العلاجية التي تستمر لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أسابيع، والمدة الزمنية للعلاج تصل إلى عدة أشهر وفقًا لآراء الفريق الطبي، وخلال جلسات العلاج يتناقش الأطباء مع المريض حول مجموعة من المواضيع، وخاصة العلاقات الأسرية .

ملخص موضوعنا اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام

وفي نهاية الحديث عن اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام ننصحك بالتوجه إلى مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان، وذلك للحصول على الاستشارة النفسية لمساعدة طفلك على تغيير أفكاره حول هوس تغيير الجنس .

مصادر الموضوع

مصدر1

مصدر2

مصدر3

arArabic