تخطى إلى المحتوى

الخوف من رحلة علاج الإدمان وبرامج الدعم

الخوف من رحلة علاج الإدمان العائق الأول في طريق التعافي والاستيقاظ من هذا الكابوس، حيث أن تبدأ تعاطي المخدرات أو الكحول للتأقلم مع الحياة أو للبحث عن السعادة والمتعة، لتصبح فريسة داخل قفص الإدمان الذي يدمر حياتك بالكامل، ومحاولة هروبك من هذا القفص تشعرك بالخوف والقلق والتوتر، حيث تخشى الذهاب إلى مركز متخصص لعلاج الإدمان.

في الحقيقة اتخاذ قرار حضور علاج الإدمان ليس بالأمر السهل، وخطورة هذا القرار قد تزيد من حدة أي خوف تشعر به، ولكن مع اختيار المركز العلاجي المناسب ووجود فريق طبي على مستوى من الخبرة والكفاءة تستطيع الهروب من هذا الفخ والتغلب على الخوف من رحلة علاج الإدمان.

الخوف من رحلة علاج الإدمان

الخوف من الفشل أمرًا شائعًا لعدى العديد من الأشخاص عند بدء تجربة جديدة، لذا الخوف من رحلة علاج الإدمان طبيعي للغاية لعدة أسباب سنتحدث عنها بعد قليل، فالمدمن على المخدرات عاجز عن الخروج من هذا الطريق بسبب الأعراض الانسحابية المؤلمة، فالخوف من الألم هو السبب الأول بالنسبة لمرضى الإدمان، غالبًا ما يكون الخوف بسبب الشك في قدرة المدمن على تحقيق التعافي.

كما يؤثر الخوف من الفشل أيضًا على قراراتك وأفعالك، لذا تتجنب تجربة أساليب تأقلم جديدة أو المشاركة في جلسات العلاج الجماعي، وبهذه العقلية يتردد الشخص في اتخاذ قرار العلاج ويظل في دائرة التعاطي والإدمان، ولمعرفة كيف نتجاوز الخوف من رحلة علاج الإدمان لابد من تفهم الأسباب وراء هذا الخوف.

أسباب الخوف من رحلة علاج الإدمان

الخوف من رحلة علاج الإدمان يمنع مرضى الإدمان من العلاج واتخاذ الخطوة اللازمة لإنهاء هذه المعاناة، وفهم السبب وراء هذا الخوف في حياة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي المواد المخدرة يساعد على تحديد الطريقة الصحيحة للتعامل معه.

وبناء على الإحصائيات والدراسات هناك أنواع رئيسية من الخوف تصيب الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي المواد المخدرة عن تجربتهم، وتم تصنيفها على النحو التالي:

أولًا: الخوف من الوحدة

أحد أسباب الخوف من رحلة علاج الإدمان الشعور بالوحدة خلال رحلة العلاج داخل المركز العلاجي، ذلك بعد الأصدقاء والأشخاص الآخرين الذين لا يدعمونهم في رحلة تعافيهم.

ثانيًا: الخوف من الفشل

من أشهر أسباب الخوف من رحلة علاج الإدمان خوف متعاطي المخدرات والكحول من الفشل في العلاج، وعدم القدرة على الاسترخاء والشعور بالمتعة بنفس المستوى خلال التعاطي، والحقيقة أن العلاج يساعد المدمن على العودة إلى المسار الطبيعي والتوقف عن المتعة الزائفة التي تدمره بالبطيء.

ثالثًا: الخوف من المجهول

الخوف من رحلة علاج الإدمان هو الخوف من المجهول، حيث يشعر المدمن على المخدرات بالخوف من التجربة الجديدة وشكل الحياة بعد التوقف عن التعاطي، وما هي الأعراض التي تنتظره عند التوقف عن التعاطي، وفالأغلب الكثير من المدمنين يفضلون البقاء في حالة الإدمان والغياب عن الواقع بدلًا من الاستيقاظ من هذا الوهم ومواجهة الحياة، لذا التعافي من الإدمان يعد أمر مُخيف للبعض.

رابعًا: الخوف من نظرة المجتمع

الخوف من رحلة علاج الإدمان بسبب النظرة الاجتماعية ووصمة العار، لا يزال الوطن العربي ينظر للمدمن على أنه مجرم يستحق العقاب ومنحرم أخلاقي يوصم بالعار والخزي، وللأسف هذه النظرة الشائعة في مجتمعاتنا تدفع الغالبية العظمى من المرضى يرفضون تجربة العلاج للتعافي، ويفضلون الموت تحت وطأة الإدمان على مواجهة العار ونظراته القاتلة له ولعائلته.

خامسًا: الخوف من الانتكاسة

الخوف من رحلة علاج الإدمان والخوف من الانتكاسة أمر متلازم، من الشائع في حالات علاج الإدمان العودة مرة أخرى والانتكاسة بعد فترة، لذا يتولد لديهم خوف من العلاج والفشل بحدوق الانتكاسات، لذا يخشى بعض الناس الشعور بالفشل لدرجة أنهم لا يرغبون في بدء التعافي على الإطلاق، كما يوجد بعض الأشخاص قد مرّوا بمرحلة تعافي وانتكسوا، ثم خافوا من المحاولة مرة أخرى خوفًا من الفشل مرة أخرى.

موضوعات ذات صلة: ما أهمية برامج الترفيه في علاج المدمنين والمرضي النفسيين؟

كيف نتخلص من الخوف من رحلة علاج الإدمان

الخوف من رحلة علاج الإدمان يبدأ بتفهم السبب وراء الخوف كما أوضحنا في الفقرة السابقة، وأول خطوة من الخوف غير المُجدي هي العلاج واتخاذ أول خطوة للتعافي، لذا تواصل مع مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي الذي يساعدك على التعافي المستدام من الإدمان، واحتواء السبب وراء الخوف من العلاج.

الفريق الطبي بالمركز يستخدم استراتيجيات وبرامج علاج متنوعة تساعد على التعافي من الإدمان، والتعامل مع أسباب الخوف من العلاج ضمن برامج علاجية كالتالي:

أولًا: العلاج المعرفي السلوكي

التخلص من الخوف من رحلة علاج الإدمان باستخدام تقنية العلاج المعرفي السلوكي، والذي يعد الخيار الأمثل لمعالجة الأفكار السلبية ومشاعر الخوف تجاه العلاج، حيث يساعد العلاج الناس على إدراك الطبيعة غير المنطقية لمخاوفهم وتطوير آليات نفسية تساعد على التكييف، كما أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يعمل على تصحيح طرق التفكير، لذا نقدم العلاج السلوكي المعرفي والعديد من أشكال العلاج الأخرى للمساعدة في التغلب على أنماط التفكير السلبية مثل الخوف.

ثانيًا: التواجد ضمن مجتمع علاجي

للتخلص من الخوف من رحلة علاج الإدمان يفضل بقاء المدمن ضمن مجتمع علاجي فعال، ذلك ما يساعد على تعزيز رغبته في العلاج والتعافي والتواجد ضمن مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة، وبالتالي لا يشعر بالوحدة بل هناك من يشاركه نفس الرحلة يمكن التحدث معهم ويتفهمون ما يمر به، وعلى الرغم من أن الخوف من الحكم قد يعيقك إلا أن تجربة الدعم المجتمعي ستساعدك في التغلب على هذه الأفكار.

ثالثًا: الدعم المجتمعي

الدعم المجتمعي في التغلب على عدد من أسباب الخوف من رحلة علاج الإدمان مثل الخوف من الوحدة والخوف من الفشل، وبمجرد أن تكون ضمن مجموعة من الأصدقاء المتعافين تشعر بالأولفة، وعدم التعرض إلى أشخاص يعانون من اضطراب تعاطي المواد المخدرة تقل فرصة الانتكاسة، وبالتالي يكون من السهل على الاستمرار في رحلة العلاج دون الشعور بالخوف.

كما أن الدعم المجتمعي يساعد في تخفيف الخوف من الفشل والانتكاسة، فالغالبية من المتعافين قد انتكست حالتهم في مرحلة ما، ذلك لا يعني نهاية المطاف بل يمكن العودة للعلاج والبدء في التعافي مرة أخرى، لذا معرفة أشخاص آخرين في مرحلة التعافي ممن انتكست حالتهم ثم حاولوا مرة أخرى يساعد أيضًا في إظهار أن الانتكاس ليس نهاية العالم.

إذا كنت أو أحد أحبائك يعاني من الإدمان ويشعر بالخوف من رحلة العلاج، ننصح بالتواصل مع فريقنا الطبي في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي ليساعدك المختصصين على كسر هذا الخوف، ومعرفة أن التعافي يبدأ بخطوة واحدة يمكنها إنقاذك من الهلاك في طريق الإدمان، حيث نقدم خطط علاج حديثة وفعالة قائمة على الأدلة، وتجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي.

كما أن برامج العلاج النفسي تتنوع ما بين العلاج الفردي والعلاج الجماعي والعلاج الأسري و والدعم العلاجي التجريبي والتأملي، وبناء على هذه الخطوات يكون من السهل تحقيق نتائج التعافي بثقة وأمل ورؤية لحياة مستقبلية بدون أي مخدرات، فلا تردد في التحدث إلينا عند الحاجة للمساعدة.

المصدر1

المصدر2

المصدر3

arArabic