جهل الأباء بخطر السلوكيات الادمانية لدي الطفل يعرض الكثير منهم إلى السلوك القهري المزمن، فعند سماع كلمة إدمان يتبادر إلى ذهن الكثير من الآباء شرب السجائر وإدمان المخدرات والكحول، ولكن في حيقية الأمر هناك العديد من السلوكيات والنشاطات الإدمانية التي يمارسها الطفل وتكون سببًا في تعطيل حياته، والتي تشمل التعلق المفرط بالتكنولوجيا، والألعاب الإلكترونية ومشاهدة يوتيوب وإدمان تيك توك وإنستغرام، فضلًا عن وقوع عدد كبير من الأطفال في إدمان الأفلام الإباحية أو ألعاب المقامرة الإلكترونية، وينعكس ذلك بعواقب وخيمة على الطفل وأفراد الأسرة، واليوم سنتحدث عن تفاصيل هذه المشكلة وكيفية معالجتها.
هل يمكن إصابة الطفل بالإدمان؟
السلوكيات الادمانية لدي الطفل واحدة من القضايا الشائكة التي يجب مناقشتها بنطرة واسعة، فالأطفال يواجهون خطر الإدمان السلوكي الذي يعد شكل من أشكال الإدمان، وهنا نتحدث عن مجموعة من السلوكيات والأنشطة القهرية التي يمارسها الطفل وتعطل حياته الطبيعية، ويكون هناك مخاطر حقيقة تلاحق الطفل إذا كان يعاني من الإدمان السلوكي، لذا الإجابة على سؤال هل الطفل يصاب بالإدمان نعم، وتحديدًا الإدمان السلوكي بأنواعه.
السلوكيات الادمانية لدي الطفل
تعتبر السلوكيات الادمانية لدي الطفل نشاطات قهرية تمارس بإفراط من قبل الطفل، ويكون لها الهيمنة الكاملة على حياته بتعطيل كل الجوانب الحياتية الأخرى بحثًا عن الراحة والسعادة والمتعة، ومن أمثلة السلوكيات الادمانية لدي الطفل الآتي:
- الإفراط في استخدام ألعاب الفيديو والتكنولوجيا.
- الجلوس ساعات طويلة على الإنترنت.
- ألعاب المقامرة الإلكترونية.
- الإدمان على الطعام.
- والإدمان على المحتويات الجنسية والإباحية.
أسباب السلوكيات الادمانية لدي الطفل
السلوكيات الادمانية لدي الطفل تظهر لعدة أسباب منها التغييرات في كيمياء الدماغ، أو العوام الوراثية أو العوامل والظروف البيئية والاجتماعية وعلى سبيل المثال، قد يكون الأطفال الذين يُظهر آباؤهم سلوكيات إدمانية أكثر عُرضة لأنماط مُماثلة بسبب التعرض له في الحياة المحيطة بهم.
كيف تبدأ السلوكيات الادمانية لدي الطفل؟
تبدأ بفقدان السيطرة على السلوك أو النشاط الإدماني وإنكار الآثار السلبية على حياتهم، بالإضافة إلى ذلك، تؤدي هذه السلوكيات إلى عواقب وخيمة منها المشاكل الصحية وضعف الأداء الأكاديمي، لذلك على الآباء سرعة التدخل الطبي بمعرفة أفضل الحلول الطبية التي تساعد الطفل على إنهاء السلوك أو النشاط الإدمان ذلك بمساعدة أحد المتخصصين النفسيين.
علامات السلوكيات الادمانية لدي الطفل
هناك مؤشرات تدل على أن الطفل يعاني من أحد السلوكيات الادمانية، والتي تعرف من خلال بعض العلامات والأعراض على النحو التالي:
- قضاء ساعات طويلة في ممارسة هذا النشاط أو السلوك لتعزيز شعوره بالرضا والراحة والسعادة.
- سيطرة السلوك أو النشاط الإدماني على حياة الطفل ليصبح هو الأولوية الأولى في حياته، وإهمال الجوانب الأخرى مثل المدرسة أو المذاكرة أو النوم أو تناول الطعام حتى إهمال النظافة الشخصية وغيرها.
- الاعتماد على النشاط أو السلوك للحصول على مستويات عالية من السعادة بشكل متزايد.
- استخدام السلوك أو النشاط الإدماني كوسيلة للتعامل مع العواطف والمشاعر السلبية.
- صعوبة في تغيير السلوك على الرغم من الشعور بالخجل أو الإحراج أو تأثيراته السلبية على حياة الطفل مثل الرسوب في المدرسة.
- إنكار حقيقة أن السلوك أو النشاط الذي يمارسه يعيق حياته بشكل واضح.
- الاستمرار في السلوك بالرغم من محاولات التوقف عن ممارسته، لأن محاولة التوقف تسبب مشاعر غير مريحة تعرف بالأعراض الانسحابية.
موضوعات ذات صلة: إدمان التاتوه والشوبينج
كيف يمكن للوالدين منع السلوكيات الادمانية لدي الطفل؟
السلوكيات الادمانية لدي الطفل ناقوس الخطر لدى العديد من الأطفال بالمجتمعات العربية ويغفل الأباء عن ذلك، على الرغم من أن الأبوين هما الشخصان الأكثر تأثيرًا في حياة الطفل، لذا يمكنهم لعب دور هام في منع السلوكيات الإدمانية لدى الطفل قبل كل شيء، فيجب على الوالدين أن يكونوا قدوة من خلال السلوكيات المناسبة الذي يرغبون في رؤيتها لدى أطفالهم.
لذا على الوالدين الالتزام بهذا السلوك ووضع قواعد عملية وحدود مناسبة حول السلوك، وعلى سبيل المثال الحزم والجدية حول منع الطفل من لعب ألعاب الفيديو لساعات طويلة خلال اليوم، أو بعد الانتهاء من الواجبات المنزلية والأعمال اليومية الملزم بها، بالإضافة إلى تعزيز مهارات التكيف لدى الطفل والحفاظ على سلامة صحته النفسية مما يساعد بشكل كبير في تقليل السلوكيات الادمانية لدي الطفل.
أيضًا الاهتمام بالحوار والمحادثة بطرح الأسئلة المفتوحة والاستمتاع إلى الطفل دون مقاطعة، الاحترام لوجهة نظر الطفل وسؤاله عن أسباب انخراطه في هذا السلوك وحاولوا تحديد السبب لمعالجته، كما أن الفحص النفسي السنوي للطفل والمراهق أمر في غاية الأهمية.
متى يجب على الوالدين طلب المساعدة؟
السلوكيات الادمانية لدي الطفل من أخطر المشكلات التي تحيط بالأطفال خلال عصرنا الحالي، حيث نجد أن العديد من الأطفال يعانون من الإدمان على سلوكيات أو أنشطة تحفيزية بحثًا عن المتعة، ويكون على الوالدين طلب المساعدة عند ملاحظة أن الطفل فقد السيطرة على سلوك ما، وتحول من رغبة إلى سلوك قهري يؤثر سلبًا على الطفل، فلابد من سرعة التدخل بطلب المساعدة، وابدأ بزيارة طبيب نقسي متخصص للأطفال وإخبارة عن تاريخ طفلكَ الطبي، والخضوع إلى العديد من برامج التقييم والعلاج لإيجاد أفضل الحلول العلاجية.
كيف يتم علاج السلوكيات الإدمانية لدى الطفل؟
السلوكيات الإدمانية لدى الطفل مؤشر على أن الطفل بحاجة إلى المساعدة على الفور، ولا يجب ترك الطفل حتي يصل للمراهق ويغرق في بحر الإدمان والتعاطي، فلا يمكن للسلوك الإدماني يختفي من تلقاء نفسه كما تظن الكثير من العائلات، بل يحتاج الطفل إلى المساعدة من قبل مختص نفسي ومدرب سلوكي عبر الاستشارة العائلية أو الجلسة الفردية مع الطفل، وتأكد من سرعة اتخاذ تلك الخطوة يساهم بشكل كبير في تلاشي المشكلة قبل تفاقمها.
ونحن في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي لدينا مجموعة من الأطباء، والاستشاريين والأخصائيين النفسين الذين يقدمون برامج علاجية متكاملة بالاستناد على الأدلة، مثل العلاج السلوكي المعرفي لتحديد كيفية تأثير أفكار الأطفال السلبية على سلوكياتهم، بالإضافة إلى تعليم الأطفال مهارات التأقلم للاستجابة لهذه الأفكار بطريقة أكثر فعالية.
كما يبحث المعالجون النفسيين من خلال الجلسات النفسية عن عن الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك، فعلى سبيل المثال قد يلجأ الطفل إلى ألعاب الفيديو إذا كان يوم المدرسة صعب عليه أو كان يشعر بالاكتئاب والحزن والضيق، حيث يبحثون عن اهتمامات أخرى تساعد الطفل على التحرر من المشاعر السلبية الي يمر بها.
كما أن متخصصي المصحة العلاجية يركزون على السلوكيات الإدمانية لدى الطفل التي تحتاج إلى العلاج سريعًا، سواء من خلال وصف الأدوية بجرعات مناسبة أو العلاج النفسي المدمج مع العلاج الدوائي، ذلك لعلاج فرط اليقظ ومهارات اليقظة الذهنية وتحمل الضيق لمعالجة اليقظة والانفصال عن الذات.
العلاجات السلوكية المعرفية لعلاج التشوهات في التفكير التي تحدث كعرض من أعراض الإدمان واضطراب ما بعد الصدمة، لذلك لمعرفة ما يناسب طفلك يجب أن تلجأ إلى المتخصص النفسي لاختيار أفضل برنامج علاجي يساعدك على التخلص من السلوكيات الادمانية لدي الطفل، فلا تردد في التواصل معنا واستشارة الأطباء المتخصصين لدينا.