تخطى إلى المحتوى

العلاج من الإدمان قرار حياة مش مرحلة

العلاج من الإدمان

الإدمان ليس نهاية الطريق، بل قد يكون بداية لرحلة جديدة نحو حياة أكثر صحة، وحرية، لذلك لا يعني العلاج من الإدمان مجرد الامتناع عن التعاطي، بل هو استعادة السيطرة على حياتك، وبناء مستقبل أفضل مع العلاج المناسب، والدعم المستمر، ويمكن تجاوز قيود الإدمان، واستعادة القوة الجسدية، والنفسية، فكيف يمكن تحقيق ذلك؟

كم مدة علاج مدمن المخدرات؟

كلما تمكنت من قضاء وقت أطول في العلاج من الإدمان، زادت فرصك في التعافي، ومع ذلك، تختلف درجة الإدمان من شخص لآخر، لذا تقدم العديد من مراكز إعادة التأهيل برامج علاجية بفترات زمنية مختلفة.

وعادةً، يقضي معظم الأشخاص ما بين 28 و90 يومًا في مراكز التأهيل، يليها برنامج رعاية لاحقة بعد المغادرة.

ما هو العلاج الأكثر شيوعا للإدمان؟

يوفر مركز اختيار عدة اختيارات مختلفة من أجل العلاج من الإدمان، تشمل:

  • التحكم في الأعراض الانسحابية 

تسبب العديد من المواد المخدرة أعراضاً انسحابية قوية، ومزعجة، وقد تكون خطيرة للمريض، لذلك لا بد من التواجد في المستشفى أثناء التعرُّض للأعراض الانسحابية لمراقبة المريض، والعناية به.

  • الأدوية 

قد تخفف بعض الأدوية الأعراض الانسحابية، والبحث الملح عن المخدرات بجانب علاج الأمراض النفسية المصاحبة للإدمان مثل اضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب.

  • مصحات أو مراكز علاج الإدمان

توفر المصحات والمراكز مثل مركز اختيار بيئة صحية لعلاج الإدمان لتشجيع المرضى على العلاج، ودعمهم نفسياً، وتوعيتهم بأضرار الإدمان، وإهمال علاجه.

ويوجد أمامك اختيارين للعلاج أن تكون مريضاً مقيماً أو مريضاً غير مقيم، ويحدد الطبيب البرنامج العلاجي حسب الحالة الصحية للمريض مع التركيز على الخدمات الصحية الأخرى لمساعدة المريض على التخلص من الإدمان على المدى الطويل من أجل حياة صحية.

العلاج من الإدمان

  • العلاج النفسي

يوجد العديد من التقنيات الحديثة لمساعدة المدمن على تبني وجهات نظر مختلفة للحياة، وتغيير عاداته، وسلوكياته القديمة مثل:

  • العلاج السلوكي المعرفي 

لقد ثبت أن العلاج المعرفي السلوكي (CBT) علاج فعّال لعديد من الأمراض النفسية، بما في ذلك الإدمان، ويُعتقد أنه فعّال بشكل خاص في علاج الإدمان لأنه يساعد المدمن على التعرّف على الأفكار، والسلوكيات السلبية المرتبطة بالإدمان، وتغييرها.

ويهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى 3 أهداف رئيسية، وهي:

  • تعليم المدمن كيفية التعرف على الأفكار، والسلوكيات السلبية، وتحديها.
  • مساعدة المدمن على تطوير آليات تأقلم إيجابية.
  • مساعدة المدمن على إدارة مشاعره بطريقة بنّاءة.
  • العلاج السلوكي الجدلي

يهدف إلى مساعدة المدمنين على تغيير سلوكياتهم، ويشمل ذلك تعلّم آليات تأقلم جديدة للتعامل مع المشاعر أو المواقف الصعبة، أو إجراء تغييرات في طريقة تفكير المدمن تجاه نفسه، وإدمانه.

كما أثبت فعاليته في علاج حالات أخرى حتى أصبح يُستخدم الآن بشكل فعّال في علاج تعاطي المواد المخدرة والإدمان، واضطراب الشخصية الحدية (BPD)، والاكتئاب، والقلق، واضطراب الوسواس القهري (OCD)، وغيرها من الاضطرابات النفسية التي تتضمن صعوبات في العلاقات الشخصية.

وذلك بسبب وجود ثلاث سمات للعلاج السلوكي الجدلي (DBT) تجعله علاجًا فعّالًا للإدمان، وهي:

  • يقوم العلاج السلوكي الجدلي على الدعم.
  • يقوم العلاج السلوكي الجدلي على الإدراك.
  • يعتمد العلاج السلوكي الجدلي على التعاون.
  • العلاج الجماعي

يساعد العلاج الجماعي على التحكم والعلاج من الإدمان من خلال مشاركة المرضى تجاربهم مع الإدمان، وكيفية التغلب عليه مثل زمالة المدمنين المجهولين.

  • العلاج بالموسيقى

إن للموسيقى تأثير قوي للغاية لدرجة أن لها تأثيرًا واضحًا على الحالة المزاجية، والقدرات الإدراكية على المدى القصير.

كما أن معالجو الموسيقى محترفون، ومدربون تدريبًا عاليًا، إذ يستخدمون مهاراتهم، ومعرفتهم لتسخير قوة الموسيقى للغوص في مشاعرك، ومساعدتك على التعامل مع المشاعر الصعبة.

كما أن تأثيرات الموسيقى على العقل، والجسم عميقة بما يكفي لجعلها أداة تُستخدم لأغراض علاجية متعددة، بما في ذلك تحسين مهارات التواصل، وتنمية المهارات الاجتماعية، وإدارة التوتر، والقلق، وتقليل أعراض الاكتئاب، وتعزيز احترام الذات، وتشجيع الإبداع.

ويُستخدم العلاج بالموسيقى ضمن برامج العلاج من الإدمان لمساعدة المرضى على التعامل مع الأعراض الانسحابية، ومعالجة الصدمات، والسيطرة على الرغبة الشديدة، وتطوير مهارات تأقلم صحية.

ويتيح العلاج بالموسيقى التعمق في هذه الجوانب المختلفة من الإدمان في بيئة آمنة، وخاضعة للرقابة من خلال:

  • تشجيع التعبير عن المشاعر.
  • تهدئة التوتر، والقلق.
  • تحفيز الإبداع.
  • تحسين الإدراك، والوعي.
  • تعزيز الصحة الجسدية، والنفسية.
  • بناء الثقة بالنفس.

العلاج من الإدمان

  • العلاج بالفن

يُستخدم العلاج بالفن لمساعدة المدمنين في العلاج من الإدمان في جميع مراحله بدءًا من مرحلة إزالة السموم، والأعراض الانسحابية وصولًا إلى مرحلة التعافي، وهو منهج مرن يمكن تعديله؛ ليتناسب مع احتياجات كل فرد.

وله بعض الفوائد في علاج الإدمان التي تشمل:

  • تعلّم كيفية فهم المشاعر، والتعبير عنها بطريقة صحية.
  • تطوير طرق جديدة؛ للتعامل مع التوتر، والقلق.
  • تعزيز الوعي الذاتي، والثقة بالنفس.
  • تحسين مهارات التواصل، والعلاقات الاجتماعية.
  • معالجة الصدمات، والتجارب الحياتية الصعبة.
  • اكتشاف اهتمامات، ومواهب جديدة.

كل هذه الأمور مهمة جدًا للأشخاص الذين يعانون من إدمان المخدرات أو الكحول أو السلوكيات الضارة، لأن الإدمان حالة معقدة لا تؤثر فقط على الجسد، بل تدمّر جوانب متعددة من حياة الإنسان.

ومن أهم هذه المشاكل أمراض الصحة النفسية، إلى انخفاض تقدير الذات، إلى تفكك العلاقات، يساعد العلاج بالفن في التعامل مع هذه المشكلات الأساسية بطريقة آمنة، وصحية.

ويمثل في العلاج من الإدمان وسيلة للتنفيس، والقيام بشيء يفخر به المدمن، مما يساعده على التغلب على أي مشاعر سلبية قد تكون لديه تجاه نفسه.

مضاعفات إهمال علاج الإدمان

يوجد بعض العلامات التي تدل على إهمال المريض العلاج من الإدمان، وهي:

  • تدهور الصحة الجسدية

يؤثر الإدمان في الجسم تأثيراً كبيراً، إذ تتضرر الأعضاء وكذلك الجهاز العضلي الهيكلي، وتشمل العديد من المشاكل الصحية الشائعة مثل تلف الكبد، وتلف الرئتين، وتلف القلب، وتلف الدماغ.

وقد تؤدي هذه المشاكل الصحية إلى مشكلات أخرى مثل السرطان، والسكتات الدماغية، والنوبات، وحتى الوفاة. بالإضافة إلي أن الاستمرار في التعاطي قد يضعف جهاز المناعة، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

بالإضافة إلى فقدان أو زيادة الوزن، وتغيير عادات الأكل، وتغيير عادات النوم، والإرهاق، والارتعاش، والكلام المتداخل أو غير الواضح، واحمرار العينين، واتساع حدقة العين.

  • تدهور الصحة النفسية

وقد يؤدي الإدمان أيضًا إلى أمراض نفسية مثل القلق، والاكتئاب اللذان يُعدان من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا المرتبطة بالاستمرار في التعاطي.

كما قد يؤدي الإدمان إلى تفاقم الأمراض النفسية الموجودة مسبقًا مثل الاضطراب ثنائي القطب، والفصام، ويصبح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية أكثر عرضة للجوء إلى المخدرات أو الكحول كوسيلة للتطبيب الذاتي.

ويوجد عدة علامات على التدهور النفسي مثل الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، والمشكلات في العمل أو الدراسة، والمشاكل في العلاقات، والتغيرات المزاجية، والسلوكية، وتغييرات في المظهر.

  • العنف أو السلوك العدواني

قد يؤدي الإدمان إلى العنف، فقد تغير المواد طريقة تفكير الشخص، وتصرفاته، مما يجعله أكثر اندفاعًا، وأقل قدرة على التحكم في مشاعره.

ويمكن أن تضعف المواد المخدرة حكم الشخص على الأمور، مما يجعله أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات خطرة أو متهورة.

ويكون الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات أكثر عرضة للتورط في أنشطة غير قانونية، مما يزيد من احتمالية وقوع العنف.

ما هي أفضل وسيلة لمنع إدمان المخدرات؟

يوجد بعض الطرق التي تستطيع من خلالها منع، والعلاج من الإدمان، وتشمل:

  • الابتعاد عن المواد المخدرة

ابتعد عن المواد التي قد تسبب الإدمان، وضرورة إبلاغ الطبيب المعالج إذا شعرت أنك تفقد قدرتك في التحكم في استخدام هذه المواد.

  • اخبار الطبيب بالتاريخ المرضي العائلي

إذا كان لديك في تاريخك المرضى أحد أقاربك المدمنين، فمن الأفضل إخبار الطبيب لمساعدتك على منع الإدمان، وتطوره.

  • التحكم في الضغط

يزداد الإدمان عند التعرّض للضغط النفسي، والعصبي، لذلك لا بد من تبني وسائل صحية لمقاومة هذا الضغط من خلال التأمل أو تعلّم هواية جديدة أو زيارة طبيب نفسي إذا أصبح الأمر خارج عن السيطرة في أثناء العلاج من الإدمان.

الخلاصة

إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من الإدمان، فقد تشعر بالتعب، والإرهاق، وفقدان السيطرة، ولكن هناك أمل، فيمكن العلاج من الإدمان من خلال العلاج الطبي المتخصص، والالتزام، وقوة الإرادة، فقد ساعد مركز اختيار  ملايين الأشخاص التغلب على اضطرابات تعاطي المواد المخدرة، والإدمانات السلوكية ليعيشوا حياة سعيدة، وصحية. 

المصادر 

arArabic