تخطى إلى المحتوى

العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل

تعرف على تفاصيل العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل الشائعة بين الفتيات والمراهقين في الوقت الحالي، حيث أن اضطرابات الأكل تعد أحد السلوكيات الإدمانية المشابهة لتعاطي وإدمان المخدرات أو القمار، والكثير من الدراسات تشير إلى وجود علاقة ما بين الإدمان واضطراب الأكل الذي ينجم عنه سلوكيات وسواسية وقهرية، لذا تتشابه اضطرابات الأكل من الإدمان من حيث التشخيص لكونها سلوكيات قهرية يصعب التوقف عنها، كما أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل عادة ما يعانون من مشكلا جسدية واضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق، لذا يلجأون إلى تعاطي المخدرات وقد يؤدي هذا غالبًا إلى الإدمان الكامل، ومن هنا ظهرت العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل.

ما هو اضطراب الأكل وأنواعه الشائعة؟

قبل أن نتحدث عن العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل لنوضح ما هو المقصود باضطراب الأكل، هو أحد الاضطرابات التي يصاب بها عدد كبير من الأفراد وتكثر بين الشابات والمراهقات اللواتي يبحثن عن المثالية في الوزن والمظهر الجسدي، وينجم هذا الاضطراب عن العادات والسلوكيات والعلاقة الخاطئة مع الطعام، وإليك أشهر أنواع اضطرابات الأكل:

أولًا: الشره العصبي

هناك أفراد يفرطون في تناول الطعان بشكل لا إرادي ثم يُحاولون التخلص من السعرات الحرارية لخسارة الوزن، ذلك ما يعرف بالشره العصبي واحد من الاضطرابات النفسية الخطيرة التي قد تهدد حياة الفرد، حيث يعيش المصابون به عادةً في خوف دائم من زيادة الوزن، ويكون انشغاله بالوزن وشكل الجسم هوس قهري، لذا يعيشون في دوامة من فقدان السيطرة على تناول الطعام ويتبع ذلك نوبات شراهة في الأكل، ومن ثم إجبار أنفسهم على ممارسة الرياضة أو التقيؤ للتخلص من السعرات الحرارية وهكذا.

ثانيًا: فقدان الشهية العصبي

فقدان الشهية العصبي ضمن اضطرابات الأكل الخطيرة التي تعرف بتكون بصورة غير واقعية للجسم، والخوف شديد من زيادة الوزن والوقوع في تحديات لا حسر له، كما يعد فقدان الشهية العصبي ثالث أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا بين المراهقين، وعل الرغم أنه قد يُصيب الذكور والإناث على حد سواء إلا أنه أكثر شيوعًا لدى النساء بعشر مرات.

وأعراض فقدان الشهية العصبي تبدأ برفض تناول الطعام واستمرار محاولات إنقاص وخسارة الوزن حتى مع انخفاض مؤشر كتلة الجسم، ويطلق الناس على فقدان الشهية العصبي اسم فقدان الشهية ولكن هذا غير صحيح، لأن فقدان الشهية يعني فقدان الشهية أو عدم القدرة على تناول الطعام ولكنه ليس حالة صحية نفسية، وبشكل عام تظهر العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل بشكل واضح بين مصابي هذا الاضطراب.

ثالثًا: اضطراب الشره العصبي

اضطراب الشره العصبي من أكثر اضطرابات الأكل شيوعًا حول العالم، حيث يحدث عندما يُصاب الفرد بنوبات متكررة من الشره والرغم في تناول كمية طعام كبيرة تفوق ما يتناوله الشخص الطبيعي، وفي هذه النوبات يشعر المرضى بفقدان السيطرة على أنفسهم ويتناولون الطعام حتى يشعرون بعدم الراحة، ثم يشعرون بالخجل والذنب وتأنيب الضمير، لذا يعانون مصابي هذا الاضطرابات من السمنة المفرطة والاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق.

أقرأ أيضًا عن: اضطراب نهم الطعام

العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل

العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل إحدى العلاقات الطبية الأكثر توثيقًا، لأن الإصابة بأحد اضطرابات الأكل قد تزيد من خطر إدمان المخدرات وتعد محاولة من الفرد بالعلاج الذاتي بالمخدرات أو الكحول لتخفيف أعراضه، وعند العلاج الذاتي يكون خطر الإدمان أو الاعتماد على المخدرات متزايد حيث يعتاد الفرد على الأعراض المتغيرة بعد تعاطي المخدرات.

علاوة على ذلك الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل لتخفيف التوتر والقلق المرتبط بالطعام، قد يتناولون المنشطات مثل أديرال والميثامفيتامين والكوكايين لتكبح الشهية دون الشعور بآثار جانبية أو تعاطي مواد مخدرة أو الكحول والمهدئات.

كما أجريت دراسة عام 2003 على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل، وأثبتت أنهم أكثر عرضة 5 مرات لإدمان الكحول أو المخدرات مقارنةً بالأشخاص غير المصابين بها، ووجد أن 50% من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل قد أدمنوا المخدرات والكحول بالفعل.

وعلى الجانب الآخر العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل قد أثبتت الدراسات أنه من كان قد أساء استخدام الكحول أو المخدرات يصبح أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأكل 11 مرة مقارنة بغير المتعاطين، أيضًا قد عانى حوالي 35% من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات والكحول أو كانوا مدمنين عليها من اضطرابات الأكل سابقًا.

أوجه التشابه في العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل

العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل
العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل

تتضمن العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل سلوكيات قهرية، حيث يشعر المصاب باضطراب الأكل أنه غير قادر على التوقف أو تنظيم تناول الطعام خلال اليوم، كما يشعر الشخص المصاب باضطراب تعاطي المخدرات أنه لا يستطيع التوقف عن تعاطي المخدرات أو الكحول، ومن خلال النقاط التالية سنوضح العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل من خلال أوجه التشابه كالتالي:

  1. السلوكيات القهرية: غالبًا اضطرابات الأكل واضطرابات تعاطي المخدرات والكحول تنطوي على سلوكيات قهرية، وقد يشعر الأفراد بالاندفاع للانخراط في هذه السلوكيات حتى مع العلم أنها ضارة.
  2. الهروب: الأشخاص المصابون بكلا النوعين من الاضطرابات سلوكياتهم تكون وسيلة للهروب من الألم النفسي أو العاطفي مما يساعدهم على الشعور براحة مؤقتة من المشاعر الصعبة.
  3. الانسحاب: في حالة اضطراب الأكل أو اضطراب تعاطي المخدرت يتطور التحمل والانسحاب، وتكون هناك حاجة إلى المزيد من الطعام أو المادة المخدرة لتحقيق نفس التأثير، والحد من أعراض الانسحاب عند تقليل السلوك أو إيقافه.
  4. أسباب الإصابة وعوامل الخطر: أحد أوجه التشابه في العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل هي أسباب الإصابة وعوامل الخطر، والتي تتمثل في التاريخ العائلي والعوامل الوراثية والصدمات والاضطرابات النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب وغيرها.
  5. التوتر: يعد الشعور بالقلق والتوتر أحد الأسباب المحفزة لحدوث العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل.
  6. التأثير على العلاقات والحياة اليومية: الاضطرابات بشكل عام يكون لها تأثير سلبي على العلاقات الشخصية والعمل والحياة اليومية، حيث تؤدي إلى العزلة الاجتماعية ويؤثرا على قدرة الفرد على أداء مسؤولياته اليومية

كيف أعالج اضطراب الأكل والإدمان؟

بالحديث عن العلاقة بين الإدمان واضطراب الأكل حان الوقت لتوجيه كلامنا عن كيفية العلاج، لأن تزامن اضطراب الأكل مع تعاطي المخدرات والإدمان من الاضطرابات النفسية الخطيرة التي تهدد حياة الفرد، لذلك لابد من سرعة التدخل الطبي لأن قد يؤدي إدمان المواد إلى تفاقم اضطرابات الأكل وزيادة الاضطرابات والمشكلات النفسية والعاطفية والجسدية التي تهدد الحياة.

ومن المهم علاجهما معًا لتغيير السلوكيات المرتبطة باضطراب الأكل والإدمان بشكل إيجابي، وفي مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يمكنك أن تحصل على المساعدة الطبية اللازمة لعلاج اضطراب الأكل والإدمان معًا، ولتحقيق ذلك يجري أطباؤنا تقييمًا دقيقًا من الناحية الجسدية والنفسية والعاطفية والاجتماعية.

ويتم الأخد في الاعتبار العديد من جوانب حياة الشخص بما في ذلك العوامل النفسية والاجتماعية والبيولوجية، ذلك لنبدأ الخطوة الأولى للعلاج فضلًا عن إجراء العديد من الفحوصات لمعرفة أضرار اضطراب الأكل، بالإضافة إلى اضطرابات تعاطي المخدرات للوصول إلى أفضل النتائج العلاجية، وضمان عدم حدوث الانتكاسة بالعودة إلى الإدمان أو سلوكيات الأكل القهرية مرة أخرى.

مصدر1

مصدر2

مصدر3

arArabic