الجنون من المخدرات هي حالة ذهنية متغيرة أو انفصال عن الواقع، وغالبًا ما يسبب الأوهام، والهلاوس التي تتمثل في تشوهات إدراكية تنشأ دون وجود محفز خارجي، وقد تكون سمعية أو بصرية أو شمية أو في أي حاسة أخرى، فما المخدرات التي تسبب الجنون، وما هي؟
أشهر المخدرات التي تسبب الجنون
قد يرتبط الذهان بسوء استخدام أنواع معينة من المخدرات أو الكحول، وقد تكون المخدرات المهلوسة مثل ثنائى ايثيل اميد حمض الليسرجيك (LSD)، والفينسيكليدين (PCP)، والفطر السحري أول ما يتبادر إلى الذهن.
وعلى الرغم من أن هذه المواد قد تسبب الجنون العميق، فإن هناك العديد من المواد الأخرى التي قد تسبب الجنون عند تعاطيها لفترات طويلة، وبكميات كبيرة.
وتشمل المخدرات التي تسبب الجنون:
- الأمفيتامينات.
- الميثامفيتامينات.
- الكوكايين.
- الكحول.
- البنزوديازيبين.
- الماريجوانا.
- البيوت.
- الكيتامين.
- الاكستاسي.
كيف تؤدي المخدرات إلى الجنون؟
قد يكون الذهان الناتج عن تعاطي المخدرات أكثر شيوعاً، إذ شملت إحدى الدراسات على 400 مريض في خمسة أقسام طوارئ نفسية، وتبين أن 44% منهم شخصهم الأطباء بالجنون بسبب تعاطي المخدرات.
قد يبدو الجنون الناتج عن تعاطي المخدرات واضحاً من حيث السبب، إذ تنجم الأعراض الجنونية عن إساءة استخدام المخدرات.
ورغم ذلك تؤثر المخدرات في الأشخاص بطرق مختلفة، فما قد يسبب أعراضاً ذهانية لدى شخص قد لا يؤثر بنفس الطريقة على شخص آخر.
لذلك، لا يمكن الجزم بكيفية تأثير أي مادة مخدرة على الحالة العقلية لكل فرد بدقة، فقد تسبب مادة معينة إلى ظهور أو ازدياد سوء مرض عقلي لدى شخص لديه استعداد وراثي لهذا الاضطراب.
بينما قد لا يكون لها أي تأثير طويل المدى على شخص آخر يتمتع بتركيبة وراثية مختلفة، ولا يقتصر الأمر على مساهمة تعاطي المخدرات في تطور المشكلات النفسية، بل يمكن أن تؤدي الاضطرابات النفسية إلى تعاطي المخدرات.
وقد تزداد حساسية الخلايا العصبية في الدماغ من تعاطي بعض المخدرات، وزيادة تعاطيها بمرور الوقت، وبكميات أكبر، وغالباً ما تتبع الاضطرابات النفسية نمطاً مشابهاً من حيث زيادة شدتها تدريجياً، إذ تتحول النوبات النادرة في البداية إلى حالات متكررة بفواصل زمنية أقصر بين كل نوبة، وأخرى.

أعراض المخدرات التي تسبب الجنون
قد تتطور أعراض الجنون نتيجة لعدة اضطرابات نفسية في سياق تعاطي المواد المخدرة، ويُعد كل من الاضطراب ثنائي القطب، والفصام من الأمراض العقلية التي قد تصاحب نوبات الجنون.
-
أعراض المخدرات (الأمفيتامينات، الميثامفيتامينات، الكيتامين)
تسبب الأمفيتامينات وما يشبهها أعراضاً جنونية مثل:
- الأوهام.
- الشك، والارتياب.
- الهلاوس السمعية، والبصرية، واللمسية، مع الشعور بوجود حشرات تحت الجلد خاصةً مع تعاطي الميثامفيتامين أو عند انسحابه من الجسم.
- القلق.
- الهوس.
- زيادة العدوانية، والعنف.
- مشاكل في الذاكرة.
- تدهور إدراكي، وصعوبة التركيز.
-
البنزوديازيبين
تتمثل التأثيرات العقلية، والنفسية لتعاطي المخدرات من البنزوديازيبين في:
- ضعف الإدراك.
- العدوانية.
- تقلبات مزاجية سريعة.
- تراجع القدرة على اتخاذ القرار.
- تشوهات إدراكية.
- الهلاوس.
- الهذيان.
قد يؤدي انسحاب هذه المواد أيضاً إلى ظهور أعراض نفسية مثل:
- القلق.
- اضطرابات إدراكية.
- الهلاوس.
- الهذيان.
-
الماريجوانا
تشمل أعراض الذهان الناتج عن تعاطي الماريجوانا التالي:
- إحساس متغير بالوقت.
- زيادة الإدراك الحسي.
- الخوف، والذعر.
- الشك، والارتياب.
- الهلاوس.
- الأوهام.
- الإحساس بفقدان الهوية الشخصية.
كما أظهرت بعض الأبحاث أن المتعاطين في مرحلة المراهقة، وكان لديهم أحد الجينات الوراثية يصبحون أكثر عُرضة للإصابة بالجنون.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تزداد أعراض الماريجوانا من تفاقم الأعراض الفصامية للذين يعانون منه منذ البداية مع زيادة العنف أو إيذاء النفس.
اقرأ أيضاً
كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية؟
-
أعراض الجنون من الكيتامين، والبيوت، والفطر، والاكستاسي
تشمل أعراض إدمان المخدرات التي تسبب الجنون مثل:
- الهلاوس.
- إحساس مشوه بالوقت، والمكان.
- خلط الحواس مثل “رؤية الأصوات” أو “سماع الألوان”.
- الإحساس بالانفصال عن العقل، والجسد.
- تشويه الواقع.
- تجارب روحية.
- الشك، والارتياب.
- نوبات هلع.
- نوبات ذهان مستمرة تسبب اضطرابات بصرية، وصعوبة في تنظيم الأفكار، وتقلبات مزاجية، وشعور بالشك.
- اضطراب الإدراك المستمر الناتج عن تعاطي المهلوسات (HPPD) الذي يشمل رؤية مسارات ضوئية أو هالات حول الأشياء المتحركة.
وقد يحدث استرجاع مفاجئ لبعض الأحداث السابقة مع بعض المخدرات التي تسبب الجنون دون سابق إنذار حتى بعد زوال تأثير المخدر بجانب الاكتئاب، والأفكار الانتحارية على المدى الطويل.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون الميثامفيتامين بكثرة، فقد تستمر الأعراض الجنونية لأشهر أو حتى سنوات بعد التوقف عن التعاطي.
قد تؤدي بعض المخدرات إلى الشعور وكأنك في رحلة سيئة، وتسبب أعراضاً جنونية من جرعة واحدة فقط، بينما قد يستغرق الأمر تعاطي كميات كبيرة، ومتكررة من مواد أخرى قبل ظهور الأعراض الذهانية.

كيف تؤثر المخدرات على الدماغ؟
إن تعاطي المخدرات التي تسبب الجنون له دوراً هاماً في تغيير وظائف الدماغ الحيوية في المناطق نفسها التي تتأثر ببعض الاضطرابات النفسية، والعقلية.
ففي بعض الحالات، لا يكون التسمم بالمادة المخدرة هو السبب المباشر للجنون، بل قد يكون بسبب الأعراض الانسحابية من المادة.
وهناك أيضاً احتمالية مساهمة تعاطي بعض أنواع المخدرات في ظهور الفصام لدى الأفراد المعرضين للإصابة به، بالإضافة إلى وجود سبب وراثي للإصابة بالفصام، وقد يرتبط بتعاطي بعض المواد المخدرة مثل LSD.
فقد أُجريت بعض الدراسات على مرضى أقاموا في المستشفى بسبب أول نوبة ذهانية جنونية، وتبين أن 74% منهم شخصهم الأطباء باضطراب تعاطي المخدرات (SUD) في مرحلة ما من حياتهم.
واستوفى 62% معايير هذا الاضطراب وقت حدوث النوبة الذهانية الجنونية، وتؤكد هذه الدراسات العلاقة الوثيقة بين إدمان المخدرات، والجنون.
قد يسبب التسمم بالمخدرات أو الأعراض الانسحابية إلى ظهور أعراض جنونية، لذلك قد يكون التدخل الطارئ، وإزالة السموم الطبية ضرورية.
اقرأ أيضاً
علاج الإدمان من المخدرات التي تسبب الجنون
في بعض الحالات، تزول أعراض الجنون بعد التوقف عن التعاطي، لكن في بعض الحالات الأخرى قد تستمر هذه الأعراض لفترة طويلة.
ولكن وفقاً لما نُشر بخصوص المخدرات التي تسبب الجنون، فقد يستمر الذهان الناتج عن تعاطي المخدرات أكثر من شهر في 1% إلى 15% من الحالات.
يمكن يسبب التسمم بالمخدرات أو أعراض الانسحاب إلى ظهور أعراض جنونية أخرى، ولكن عند حدوث ذلك، قد يكون من الضروري التدخل الطبي العاجل، وإزالة السموم طبياً.
بينما في النوبات الذهانية الشديدة، قد يكون العلاج ضرورياً لاستقرار الحالة العقلية، والجسدية في بيئة آمنة توفر المراقبة الطبية، والنفسية، والعلاج المناسب.
-
الأعراض الانسحابية
وقد لا يسبب تعاطي المخدرات الإدمان الجسدي، ولكنه يزداد خطراً يوماً بعد يوم، فكلما طالت مدة التعاطي، وزادت حدته، ارتفع مستوى الخطر.
ويتميز الإدمان الجسدي بظهور أعراض انسحابية عندما يتوقف الشخص عن تعاطي المخدرات التي تسبب الجنون، وتبعاً لنوع المادة المستخدمة، ومدة التعاطي، والجرعة المعتادة، تظهر شدة الأعراض، وقد تشمل أعراض الانسحاب الجنون، والذهان.
-
الأدوية
هناك العديد من الأدوية التي يمكن تجربتها لمدمني المخدرات التي تسبب الجنون بجانب الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب مثل الليثيوم الذي يملك القدرة على منع نوبات الهوس الشديدة التي تنتهي بالجنون.
وطُورت مضادات الاكتئاب الجديدة حتى لا تسبب التسمم أو الإدمان، وغالباً ما يكون الأمر مجرد وقت حتى يجد الطبيب الدواء المناسب للمريض ليتحكم في أعراض اضطراب الاكتئاب الحاد.
-
العلاج السلوكي المعرفي
ومن المهم لمدمني المخدرات التي تسبب الجنون حضور جلسات العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو نوع مشابه من العلاج.
ويهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تدريب المرضى على أنماط تفكير مختلفة تساعدهم على التكيف، وتعلّمهم مهارات سلوكية جديدة تعزز قدرتهم على التحكم في السلوكيات الاندفاعية، وإيجاد طرق صحية أكثر للتعامل مع الصعوبات.
بينما الذين يعانون من أمراض نفسية، وعقلية شديدة، ويكون الجنون أحد أعراضها، فيوجد بعض الأدوية التي يمكن استخدامها لتلك الحالات.
وغالبًا ما يوصي الطبيب باستخدام مضادات الاكتئاب أو أدوية القلق لهؤلاء المرضى، وأيضاً قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على الدواء المناسب الذي يستطيع التحكم في الأعراض.
-
العلاج النفسي الجماعي
إذا كان المريض يعاني من أعراض انفصامية، فغالباً ما يكون العلاج النفسي الجماعي مناسباً لحالتهم، إذ يصبح أكثر فائدة من العلاج النفسي الفردي عند الاستماع إلى تجارب مرضى آخرين يعانون من نفس الحالة.
بالإضافة إلى مساعدته على الالتزام بتناول أدويته خاصةً وأن 25٪ فقط من الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة يلتزمون تماماً بعلاجهم الدوائي خلال فترة 12 شهراً.
-
العلاج الأسري
وقد يساعد العلاج الأسري في علاج المريض، إذا يحفز التوتر الشديد نوبات الجنون، ويزيد من الرغبة في العلاج الذاتي.
وعلى الرغم من المعلومات المعروف الخاطئة، يمكن للمرضى المصابين بالفصام أن يعيشوا حياة طبيعية، فقد يستمرون في مواجهة بعض الهلوسات الطفيفة بين الحين والآخر مع الالتزام بالأدوية.
ولكنهم يكونون قادرين على إدراك أنها غير حقيقية، مما يساعدهم على تجنب الجنون، والذهان.
كيف تحمي نفسك من انتكاسة المخدرات التي تسبب الجنون؟
إذا تعرضت لانتكاسة، وعدت للتعاطي مرةً أخرى، تذكر أن التعافي لا يحدث بين ليلة وضحاها، لذلك لا بد من استغلال الفرصة حتى تتذكر ما سبب التوقف عن الإدمان في المرة الأولى، وسامح نفسك، وعد للتركيز في خطتك العلاجية.
تحدث مع طبيبك الذي يمكنه مساعدتك في استكمال العلاج بأفضل طريقة، أو قد يقترح نوعاً مختلفاً من العلاج.
وعندما تعود إلى المسار الصحيح، تعلم مما حدث:
- ما الذي تسبب في الانتكاسة؟
- هل حدث شيء خاطئ أدى إلى الانتكاسة؟
- كيف يكون التصرف الصحيح في المرات القادمة؟
وتذكر قد تكون الانتكاسة مميتة، فإذا أصبح جسمك يتحمل مادة مخدرة معينة على مدار الوقت ثم توقفت عن تعاطيها، فإن مستوى تحملك سينخفض في المرة الثانية.
وإذا تعرضت لانتكاسة، واستخدمت نفس الكمية التي كنت تتعاطاها قبل التوقف عن الإدمان، فقد تتعرض لجرعة زائدة بسهولة تقضي عليك تماماً.
الخلاصة
يُعد إدمان المخدرات التي تسبب الجنون حالة خطيرة تهدد حياة المريض حتى إذا لم يكن يشكو من الجنون، والذهان من قبل، فقد يسبب ظهور الأعراض، لذلك فإن تجنب تعاطي جميع أنواع المخدرات هو الخيار الأكثر أماناً للوقاية من الجنون، وما يترتب عليه من عواقب وخيمة.