تخطى إلى المحتوى

تجربتي مع ابني المدمن

أقسى ما تجاوزته هي تجربتي مع ابني المدمن بعد وقوعه بين يدي مروجي المواد المخدرة على أنها مسببات السعادة، وأعتقد أن ابني لم يكن الوحيد أو الأخير الذي وقع في هذا الفخ خلال حضوره الحفلات الموسيقية والتجمعات الشبابية، لذا من واقع معاناتي خلال تجربتي مع ابني المدمن سأتحدث معكم عن تفاصيل هذه الرحلة، وكيف تواصلت إلى أفضل مصحة لعلاج ابني المدمن نهائيًا بسرية تامة لإنقاذ سمعته ومستقبله من الانهيار.

اكتشاف ابني المدمن

بدأت تجربتي مع ابني المدمن عندما شعرت بالشك لغرابة سلوكيات ابني وردود أفعاله، وظهور بعض العلامات الغريبة مثل الهالات السوداء واحمرار العين طوال الوقت، وعدم قدرته على الرؤية في الضوء بسبب حساسية العين، كما أنه تحول من شخص هاديء إلى عصبي ومتوتر طوال الوقت، أيضًا تقلبات حالته المزاجية الغير مبررة وطلبه المستمر للمال، وبعد فترة وجيزة وجدت كيس صغير يحتوي على مادة مخدرة بين ملابسه، وعند مواجته حاول الإنكار ولكن مع إلحاحي في السؤال أعترف بتعاطي المخدرات التي تباع خلال الحفلات والتجمعات الشبابية.

وفي هذا الوقت لم يكن أمامي سواء التحلي بالصبر والهدوء والبحث عن حل سريع لإنقاذ ابني، وفي بداية الأمر طلبت منه الإقلاع عن المخدرات ولكن أخبرني أنه غير قادر على ذلك، فجسده بحاجة يومية إلى جرعة من المخدر، ثم حاولت حرمانه من المال لمنعه من شراء المخدر، وفجأت بسرقته للمال حتى يتمكن من شراء المخدر، وبذلك لم يكن أمامي سواء البحث عن مساعدة أحد الأطباء المتخصصين، وبعد رحلة من البحث تواصلت مع مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي.

موضوعات ذات صلة: كيف تعرف أن في بيتك مدمن مخدرات

تجربتي مع ابني المدمن

بدأت تجربتي مع ابني المدمن بشكل فعلي عندما تمكنت من إيجاد أفضل مصحة لعلاج الإدمان، والتحدث مع الطبيب المعالج لإقناع ابني بالخضوع للعلاج والدخول إلى المصحة، فكانت هذه أصعب مرحلة بسبب رفضه المستمر للعلاج أو الاحتجاز في المصحة، ولكن الفريق الطبي بمركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي تمكن من إقناعه بخضوع تجربة العلاج لاستعادة حياته مرة أخرى، وهنا بدأت تجربتي مع ابني المدمن للعلاج والشفاء بخوض مجموعة من المراحل كالتالي:

1_ الفحوصات والتحاليل الطبية

قبل بدء تجربتي مع ابني المدمن للعلاج أخبرني الطبيب أن العلاج المناسب لكل مريض يختلف بناء على مجموعة من العوامل، ولإمكانية اختيار أفضل برنامج للعلاج لابد من إجراء مجموعة من الفحوصات والتحاليل اللازمة، بجانب المقابلات الشخصية مع متخصصي السلوك والعلاج النفسي للكشف عن أي اضطرابات أو أمراض نفسية قد يعاني منها المدمن، لذلك ما يعرف طبيًا بالتشخيص المزدوج.

وبدأ الطبيب المعالج في تحديد أفضل برامج العلاج التي تلائم ابني المدمن، وللأسف نتائج التحليل النفسي كشفت عن إصابته باضطرابات القلق والتوتر والاكتئاب، لذا كان بحاجة إلى جلسات العلاج النفسي لمعالجة تلك الاضطرابات نهائيًا، وما يترتب عليه تقليل احتمالية الانتكاسة مرة أخرى.

2_ العلاج الدوائي للتعامل مع الأعراض الانسحابية

تجربتي مع ابني المدمن كانت ستتحول إلى كارثة بسبب الأعراض الانسحابية المؤلمة التي كان يعاني منها بعد توقفه عن جرعات المخدر، ولكن بمساعدة الفريق الطبي تم وصف الأدوية والعقاقير التي تلائم ما يعاني منه من أعراض انسحابية، ذلك ضمن إشراف طبي على مدار الـ 24 ساعة لتعديل الجرعات بشكل منتظم لتجنب أي أعراض جانبية محتملة.

وبالفعل تمكن ابني من تجاوز هذه المرحلة خلال 14 يوم بدون أي مخاطر صحية كان من المحتمل أن يتعرض لها، والمميز في المركز الطبي هو طاقم التمريض المدرب على أعلى مستوى من الخبرة والكفاءة للتعامل مع حالات التعاطي والإدمان على المخدرات، وكانت وظيفتهم متابعة المؤشرات الحيوية للمريض طوال فترة أعراض الانسحاب، ويكون متاح على مدار اليوم للتدخل في حالة تدهور الوضع الصحي خلال هذه المرحلة، لذلك كنت أشعر بالأمان والراحة لوجود ابني داخل المركز.

3_ مرحلة العلاج النفسي والسلوكي

تجربتي مع ابني المدمن لمعالجته لم تنتهي مع اختفاء أعراض الانسحاب الجسدية، بل انتقلنا إلى مرحلة العلاج النفسي لمساعدته على علاج الاضطرابات النفسية والسلوكية والشخصية التي ترتبت على الإدمان، ويمكن القول أنها من أهم مراحل العلاج التي تساعد المدمن على تجاوز هذه المحنة نهائيًا، والمؤسف أن الإدمان على المخدرات يتسبب في أضرار على الصحة العقلية والنفسية لابد من معالجتها، كما ينصح دائمًا بسرعة العلاج حتى لا تتدهور الصحة العقلية مما يصعب علاجها.

كما أن الهدف الأساسي من العلاج النفسي لمدمني المخدرات التخلص من الأثار النفسية المصاحبة للإدمان، فضلًا عن التخلص من الأسباب والدوافع التي تسببت في الإدمان، وهذه المرحلة تشمل العلاج النفسي والسلوكي من خلال جلسات فردية أو جماعية، وتستمر هذه المرحلة عدة أشهر طبقًا لحالة المريض، وبهذه الطريقة يضمن الفريق الطبي عدم حدوث الانتكاسة بعد التعافي.

4_ الإرشاد الأسري

نأتي الآن لأحد أحد خطوات تجربتي مع ابني المدمن هو الإرشاد الأسري الذي يقدمه المركز لعائلات المرضى، والهدف هنا الحفاظ على الموازنة المطلوبة بين بيئة العلاج والبيئة الخارجية للمدمن، كما أن جلسات برنامج الإرشاد الأسري تزيد من الوعي بين أفراد الأسرة عن مرض الإدمان، وكيفية التعامل مع المريض أثناء فترة العلاج وتقديم الدعم النفسي والمعنوي.

ومن ضمن أهداف الإرشاد الأسري للمدمن ذكر أبرز وأهم نصائح التعامل مع المتعافي من الإدمان بعد الخروج من المصحة العلاجية، والكشف عن الأسباب وراء حدوث الانتكاسة لتجنبها، كما أن جلسات الإرشاد الأسري تقوي الرابط الأسري بين المدمن وأفراد عائلته للوصول إلى مستوى التعافي المطلوب.

5_ مرحلة المتابعة بعد العلاج

خدمة المتابعة اللاحقة التي يقدمها مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي من أهم الدوافع وراء بدء تجربتي مع ابني المدمن لعلاجه داخل هذا المركز تحديدًا، دائمًا ما أسمع عن حالات الانتكاسة وعودة المتعافي مرة أخرى إلى الإدمان، لذا كنت بحاجة إلى إيجاد مصحة علاجية توفر خدمة المتابعة العلاجية اللاحقة للمرضى بعد الخروج، وذلك ما يميز خدمات العلاج داخل مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي بإدارة متميزة من قبل الدكتورة مني إبراهيم اليتامي الحاصلة على ماجستير علاج الإدمان ودبلومة العلاج المعرفي السلوكي.

يقدم المركز جلسات العلاج النفسي والتأهيل السلوكي بالعيادات الخارجية بإشراف مجموعة من نخبة الأطباء والاستشاريين ومقدمي الرعاية النفسية، ويركز دورهم على متابعة سلوك المتعافي وردود أفعاله تجاه المواقف اليومية والضغوطات المستمرة، لمعالجة أي مؤشرات فعلية على حدوث الانتكاسة، وبهذا الشكل يضمن المركز انخفاض احتمالية تعرض المدمن المتعافي للانتكاسة، وبهذه الطريقة يقدم المركز الخطة العلاجية المتكاملة للتعافي من الإدمان.

مصدر1

مصدر2

arArabic