كيف تبدأ رحلة التعافي من الإدمان من غير خوف أو قلق، فرحلة التعافي من الإدمان ليست سهلة بل مليئة بالتحديات، ويتردد الكثيرون في اتخاذ الخطوة الأولى نحو التعافي خوفاً من الفشل أو القلق من المواجهة، وفي هذا المقال، سنعرف كيفية التغلب على الخوف من العلاج، وخطوات التعافي من الإدمان.
كيف تبدأ رحلة التعافي من الإدمان من غير خوف أو قلق؟
قد يبدو الخوف من الفشل شعوراً طاغياً، ولكن هناك استراتيجيات يمكنك استخدامها للتعامل مع الخوف، وبناء الثقة في رحلتك نحو التعافي، فستساعدك هذه الاستراتيجيات على اتخاذ خطوات إيجابية نحو النجاح، ومن أهمها:
-
الفرح بالانتصارات الصغيرة
من أكثر الطرق فعالية للتعامل مع الخوف هي التركيز على الإنجازات الصغيرة، لذلك احتفل بالانتصارات الصغيرة مثل إكمال جلسة علاج نفسية أو اجتياز يوم دون الشعور برغبة ملحة في التعاطي، فهذه النجاحات تظهر لك أن التقدم ممكن حتى عندما يبدو بطيئاً.
-
ضع أهدافاً واقعية
كيف تبدأ رحلة التعافي من الإدمان من غير خوف أو قلق، إذ يساعد تحديد أهداف قابلة للتحقيق، ومحددة في تجنب الشعور بالفشل، وقسّم أهداف التعافي الكبيرة إلى مهام أصغر، وأكثر قابلية للإدارة، وبهذه الطريقة لن تشعر بالارهاق، وكل مهمة تنجزها ستزيد من ثقتك بنفسك.
-
ممارسة التعاطف مع الذات
من المهم أن تكون لطيفاً مع نفسك أثناء رحلة التعافي، فغالباً ما يزداد الخوف من الفشل عندما تكون قاسياً على نفسك بسبب الأخطاء، ومارس التعاطف الذاتي من خلال تذكير نفسك بأن حدوث الانتكاسات أمر طبيعي، والتعلّم من التجارب هو جزء من الرحلة، وليس علامو على الهزيمة.
-
طلب الدعم
كيف تبدأ رحلة التعافي من الإدمان من غير خوف أو قلق، فقد يصنع التحدث مع أشخاص يفهمون رحلتك فرقاً كبيراً، فيمكنهم تقديم التشجيع والنصائح حتى لا تشعر بأنك وحدك، ويصبح التعامل مع مخاوفك، وصراعاتك أسهل.
-
غيّر طريقة تفكيرك
يساعد تبنّي عقلية النمو على رؤية التحديات كفرص وليست تهديدات بدلاً من الخوف من الفشل، اعتبرها فرصة للتعلّم، والتطوّر، إذ يقلل هذا التغيير في طريقة التفكير من قوة الخوف عليك، ويساعدك على التركيز على أهداف التعافي.
كيف أهيئ نفسي لرحلة التعافي؟
في إطار الحديث عن كيف تبدأ رحلة التعافي من الإدمان من غير خوف أو قلق، إذ تتميز مرحلة ما قبل التأمل في التعافي من الإدمان بأن المريض ليس مستعداً بعد لأي برنامج علاجي، وتتسم هذه المرحلة بالدفاعية المفرطة، والتبرير لسلوكياتهم الإدمانية مع انعدام الوعي بتأثير الإدمان السلبي على حياتهم، والتركيز على الآثار الإيجابية التي يشعر بها نتيجة إدمان المخدرات أو الكحول.
قد يظل المريض في هذه المرحلة بسبب نقص المعلومات حول السلوكيات الإدمانية أو بسبب الإحباط الناتج عن محاولات فاشلة متكررة للتعافي، والعلاج، ويشعر معظم المرضى في هذه المرحلة أن التعافي غير ممكن لهم، بينما الحقيقة أن التعافي ممكن في أي مرحلة.
وفي هذه المرحلة، تكون التحديات الأساسية هي الإنكار، والمقاومة لأي مساعدة خارجية، والشعور باليأس، وغالباً ما يجد المقربون صعوبة في التواصل مع المريض دون إثارة دفاعيته، لذلك تُعد التوعية، والمقابلات التحفيزية، وبناء الثقة أدوات لمساعدة المريض على تجاوز هذه المرحلة، ومن المهم التعامل مع المريض بالتعاطف لا بالمواجهة.

خطوات التعافي من الإدمان
كيف تبدأ رحلة التعافي من الإدمان من غير خوف أو قلق، إذ يتضمن علاج إدمان المخدرات ثلاث مراحل أساسية مترابطة، تهدف إلى تحقيق التعافي الكامل، واستعادة التوازن النفسي، والجسدي
للمريض:
المرحلة الأولى: إزالة السموم
المدة:
تتراوح عادة بين أسبوع إلى أربعة أسابيع، وقد تمتد لأكثر من ذلك تبعًا لحالة المريض ونوع المادة المخدّرة المستخدمة.
الهدف:
كيف تبدأ رحلة التعافي من الإدمان من غير خوف أو قلق من خلال تنقية الجسم من السموم الناتجة عن تعاطي المواد المخدّرة، والتعامل بأمان مع الأعراض الانسحابية تحت إشراف طبي متخصص.
الإجراءات:
يقيم الطبيب الحالة الصحية، والنفسية للمريض، ووضع خطة علاجية مناسبة، ثم استخدام أدوية وبروتوكولات علاجية تساعد في تخفيف الأعراض وتعزيز الاستقرار الجسدي، مع متابعة دقيقة من الفريق الطبي على مدار الساعة.
المرحلة الثانية: إعادة التأهيل
المدة:
تتراوح من 3 إلى 6 أشهر، وقد تمتد إلى 9 أشهر تبعًا لاستجابة المريض ومدى التزامه بالبرنامج العلاجي.
الأهمية:
تُعد هذه المرحلة جوهر رحلة التعافي، إذ تشير الدراسات إلى أن الاكتفاء بمرحلة إزالة السموم فقط يؤدي إلى انتكاسة تصل نسبتها إلى 90%. وكلما طالت فترة البقاء في البرنامج العلاجي، قلت فرص الانتكاس.
البرنامج العلاجي:
يشمل مزيجًا من العلاجات السلوكية الفردية والجماعية، من أبرزها:
- العلاج المعرفي السلوكي.
- العلاج الجدلي السلوكي.
- اليقظة الذهنية.
- برنامج 12 خطوة.
الأهداف:
- تعزيز دافع المريض نحو التعافي.
- تحقيق انقطاع تام عن التعاطي.
- اكتساب أسلوب حياة منظم، وإيجابي.
- تمكين المريض من الاندماج مجدداً في المجتمع.
المرحلة الثالثة: الرعاية اللاحقة
المدة:
تُحدد وفقًا لتقييم حالة المتعافي واحتياجاته الفردية.
الهدف:
ضمان استمرارية التعافي، وتقليل خطر الانتكاس بعد مغادرة المركز العلاجي.
الإجراءات:
تُعد خطة متابعة شاملة تشمل جلسات دورية مع الطبيب النفسي، الأخصائي النفسي والاجتماعي، مرشد التعافي، والمرشد الديني، لمساعدة المتعافي على مواجهة تحديات الحياة اليومية وتعزيز اندماجه الإيجابي في المجتمع كفرد منتج ومستقر.
الدعم النفسي في رحلة التعافي
كيف تبدأ رحلة التعافي من الإدمان من غير خوف أو قلق، إذ يتمثل دور الدعم النفسي في استكشاف الأسباب الجذرية لتعاطي المخدرات، وتساعد الأفراد على تعلّم آليات فعّالة للتعامل مع الضغوط،
والمشاعر، فالنمو الشخصي الذي يحدث خلال برامج العلاج من الإدمان يشكّل الأساس الذي يقوم عليه استمرار التعافي.
تُعلِّم برامج العلاج من الإدمان الأشخاص المهارات الأساسية التي يحتاجونها للتعامل مع المحفزات، والرغبات الشديدة، وضغوط الحياة اليومية، وتوفر مساحة آمنة يمكن للأفراد من خلالها استكشاف الأسباب العميقة وراء إدمانهم، فالشعور بالأمان والدعم يساعدهم على الانفتاح، والتحدث بصدق تام مع المعالج دون خوف أو تردد.
تُعوِّد الأشخاص في مرحلة التعافي على التفكير في أنفسهم، وفي اضطراب تعاطي المواد دون أحكام أو لوم أو خجل، مما يعزز التقبّل الذاتي، كما تمكّنهم من اكتساب استراتيجيات فعّالة لتجنّب الانتكاس من خلال وضع خطة شخصية تتناسب مع علامات الإنذار المبكرة لديهم، ومعرفة كيفية التصرف عند مواجهة أشخاص أو أماكن أو مواقف تُثير الرغبة في التعاطي.
وتؤدي هذه العملية إلى تحولات عميقة في الشخصية، إذ تُستبدل أنماط التفكير السلبية، والخطرة بأخرى إيجابية وبنّاءة، مما يغيّر الطريقة التي يرى بها الأفراد أنفسهم، فالإدراك الذاتي، والمعتقدات تحدد الأفعال، ومع تغيّر الفكر، يتغيّر السلوك تدريجيًا نحو التعافي الحقيقي.

دور الأسرة في دعم المتعافي
كيف تبدأ رحلة التعافي من الإدمان من غير خوف أو قلق، فقد يؤثر التعاطي على الأسرة بسبب هدم الثقة، وضعف التواصل، ويمر أفراد الأسرة عادةً بمجموعة من المشاعر المؤلمة مثل الشعور باليأس، والإحباط، والعجز عند وجود أحد أفراد الأسرة مدمناً.
ويُصاب أفراد الأسرة بالصدمة، والخوف عند مواجهة أدلة واضحة على التعاطي مثل العثو على ملاعق محترقة أو حقن مستخدمة، مما يخلق شعوراً بالذهول، والخوف.
وقد تساهم الأسرة في مساعدة المريض على تحقيق التعافي من خلال التواصل مع المريض، وتشجيعه على العلاج من الإدمان دون انتكاسة.
الخلاصة
كيف تبدأ رحلة التعافي من الإدمان من غير خوف أو قلق، فرحلة الإدمان ليست سباقاً، بل مسارًا نحو السلام الداخلي واستعادة الذات. قد يرافقك الخوف في البداية، لكن بالإصرار والدعم الصحيح يتحول هذا الخوف إلى قوة تدفعك للأمام. تذكّر أن كل خطوة، مهما كانت صغيرة، هي دليل على شجاعتك وإرادتك في التغيير. لا تخشَ التراجع، فكل تجربة هي درس يقربك من الشفاء.
