تخطى إلى المحتوى

كيف يمكن أن تقي نفسك من انتكاسة الفصام

كيف يمكن أن تقي نفسك من انتكاسة الفصام؟ ففي كثير من الأحيان هناك العديد من علامات الاستفهام التي تحيط بشخص ما في حياتنا، فقد يبدو الأمر طبيعياً منذ فترة وجيزة إلا أنه مع مرور الوقت فقد اختلفت السلوكيات بشكل تام وأصبح الشخص أكثر تشدداً وعنف في التعامل مع الأمور، ويري دوماً أن آرائه صائبة ولا تقبل النقاش ولا الجدال.

كما أنه يتخيل بعض الأشياء التي لم تكن موجودة على أرض الواقع، مع تشتت الذهن وعدم القدرة على ترابط الأفكار وغيرها من السلوكيات الغريبة والتصرفات الشاذة التي تصدر من هذا الشخص والجميع بالطبع يصيبه الدهشة مما يحدث فهل هذا الأمر طبيعياً أم أنه هناك شيء لا نعرفه؟

في واقع الأمر جميع الأعراض التي قد أشرنا هي أعراض مرض الفصام الشيزوفرينيا والذي يدق الباب في تلك الأعراض التي قد أشرنا إليه، فالفصام هو من الأمراض التي اكتسب شعبيته كونه من الأمراض العقلية بل إنه من أخطر أنواع مرض الذهان الذي يفقد فيه الشخص المريض استبصار بالواقع.

ويؤثر الفصام على جميع الأشخاص في مختلف المراحل العمرية إلا أنه يؤثر بشكل كبير على الأشخاص في مرحلة المراهقة وفي المرحلة المتقدمة من العمر، وقد كان ينظر إلى الفصام بأنه من الأمراض الذهانية المزمنة التي لا شفاء منها.

لكن في ظل وجود العديد من أدوية الفصام والعلاجات السلوكية والنفسية التي توصل إليها العلماء فقد أصبح هناك إمكانية علاج الفصام نهائياً وعودة الشخص الفصامي إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي وصار هناك إمكانية زواج مريض الفصام وإمكانية العمل وغيرها من الأمور الحياتية الأساسية في حياة الأشخاص المرضي الفصاميين.

ولكن هذا في ظل اكتشاف مريض الفصام في وقت مبكر قبل استفحال المرض وتفسخ الأعراض، إما عن المراحل المتأخرة من مرض الفصام فقد يكون الوصول إلى الشفاء من الفصام أقرب إلى المحال.

مراحل الكشف عن الفصام

وقبل الإجابة عن سؤالنا كيف يمكن أن تقي نفسك من انتكاسة الفصام؟ ففي واقع الأمر من أهم الأمور التي يجب أن نركز عليها هي الكشف عن مريض الفصام واكتشاف المرض في وقت مبكر من أجل الوصول إلى أقصى درجات التعافي والشفاء من الفصام نهائياً، وهناك العديد من المراحل من أجل التعرف على مريض الفصام والتي سوف نتعرف عليها من خلال هذا الموضوع.

وعلينا أن نسعى في الطريق الصحيح من أجل علاج الفصام نهائيا من خلال المختصين من أجل الوصول إلى مرحلة اتزان نفسي وسلوكي والعمل على إعادة الفصامي إلى ممارسة حياته بصورة طبيعية وعدم حدوث انتكاسة مريض الفصام وهي من الصعوبة بمكان.

أولاً: – مرحلة ما قبل الإصابة بالفصام، وتشمل تلك المرحلة بعض الاضطرابات التي تنذر بأن مرض الفصام قد أصبح على بعد خطوات وتلك الاضطرابات هي: –

1-قلت في الوظائف المعرفية مثل معدل الذكاء لدى الإنسان.

2-حدوث تأخر في مراحل النمو بالنسبة للأشخاص المراهقين.

3-الميل إلى العزلة والانطوائية والوحدة.

4-صعوبة كبيرة في إظهار الود أو القدرة على تكوين الصداقات أو العلاقات العاطفية.

ثانياً: – المرحلة المبكرة من الإصابة بالفصام، وتشتمل تلك المرحلة على العديد من الاضطرابات التي تتمثل فيما يلي: –

1-التوتر بصورة مبالغ فيها.

2-صعوبة كبيرة في التركيز.

3-الشعور بالاكتئاب.

4-الرغبة في العزلة عن الأصدقاء والمقربين

5-حدوث اضطرابات في النوم وخاصة الأرق وقلة في عدد ساعات النوم.

6-حدوث العديد من التصرفات الغريبة الغير معتادة من الشخص.

7-الشك الدائم في كل من حوله وهي ما تعرف في علم النفس ضلالات الشك.

8-عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وإهمال المنظر والهندام.

وفي واقع الأمر تلك من أبرز الأعراض التي تظهر على مريض الفصام وعلى الأسرة ملاحظة تلك الأعراض والتنبه لها والبدء في وقت مبكر في العرض على طبيب نفسي مختص من أجل علاج الفصام نهائياً فإن التدخل المبكر بالعلاج له دور كبير في الوصول إلى أقصى درجات التعافي من المرض.

ثالثاً – المرحلة الحادة من الإصابة بالمرض، وتشتمل تلك المرحلة على بعض الأعراض والتي تكون فيها أعراض الفصام أكثر وضوحا وأشد حدة، ومن بين أعراض الفصام في مرحلة الإصابة بالمرض ما يلي: –

1-التعرض للإصابة بالهلاوس السمعية والبصرية الكاذبة والاعتقاد بسماع أصوات ورؤية أشياء والحقيقة خلاف هذا.

2-عدم القدرة على التفكير صورة طبيعية، والسعي من أجل تحقيق أفكار مهووسة لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع كالرغبة في الاستثمار بمبالغ طائلة في أمور غير منطق به.

3- عدم قدرة الشخص على التنفس بشكل سليم.

4-التعرض إلى بعض نوبات من الاكتئاب.

وفي واقع الأمر فإن من الجدير بالذكر فإن تلك الأعراض تزداد تفاقما وحدة في حال تعرض الشخص الفصامي إلى تعاطي أي من أنواع المخدرات أو الإدمان على الكحوليات، فإن الدراسات تؤكد بأن العلاقة بين الإدمان وبين الفصام علاقة وطيدة.

كما أن إدمان المخدرات من أبرز الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى حدوث انتكاسة مريض الفصام، فلنحافظ ونقي أنفسنا من التعرض إلى انتكاسة الفصام فان الأمور عصيبة للغاية.

رابعاً: – المرحلة الأخيرة، وفي تلك المرحلة تقل الأعراض النشطة في حالة الفصام الغير منتظم حيث يكون الشخص المريض لديه الأعراض الواضحة في صورة مخففة ويصاحبها بعض الأعراض السلبية مثل حدوث اضطراب في الوظائف المعرفية والاكتئاب، بالإضافة إلى أن درجة استجابة الشخص المريض إلى الأدوية مضادات الذهان بالإضافة إلى الانتظام على العلاج سيكون له الدور الكبير في مستقبل المرض.

 انتكاسة الفصام

انتكاسة الفصام

تعرف علي: الأصوات التي يسمعها مريض الفصام

مريض الفصام والنوم

يعاني المرضى المصابون بالفصام عادةً من اضطرابات النوم، ويمكن أن تكون هذه الاضطرابات جزءًا من الأعراض النفسية الخاصة بالفصام. ويمكن أن تتضمن هذه الاضطرابات صعوبة في النوم، والاستيقاظ المتكرر خلال الليل، والشعور بالتعب والنعاس الزائد خلال النهار.

ويمكن أن تؤثر اضطرابات النوم على الحياة اليومية للمرضى المصابين بالفصام، وقد تزيد من خطر حدوث الانتكاسة وتؤثر على فعالية العلاج.

ويوصى بالإجراءات التالية لتحسين النوم لدى مرضى الفصام:

  1. الحفاظعلى نمط حياة صحي: يجب على المرضى المصابين بالفصام الحفاظ على نمط حياة صحي والتغذية السليمة والمتوازنة وممارسة الرياضة بانتظام.
  2. تنظيم الوقت للنوم: يجب على المرضى المصابين بالفصام تنظيم الوقت الذي يقضونه في الفراش والحصول على ساعات نوم كافية.
  3. تحسين بيئة النوم: يجب تحسين بيئة النوم بتقليل الضوضاء والإضاءة والحرارة المفرطة وتنظيم السرير والوسائد والملاءات بطريقة مريحة.
  4. الاسترخاء قبل النوم: يجب على المرضى المصابين بالفصام الاسترخاء قبل النوم وتجنب الأنشطة الحرجة والمحفزة قبل النوم، ويمكن ممارسة التمارين التنفسية العميقة أو اليوغا أو الاسترخاء العضلي التدريجي لتحسين النوم.
  5. الحصول على العلاج النفسي: يجب على المرضى المصابين بالفصام التحدث مع الطبيب المعالج بشأن الأدوية التي يمكن استخدامها لتحسين النوم، ويمكن أيضًا تلقي الدعم النفسي والعلاج النفسي المناسب لتحسين النوم.
  6. تجنب المنبهات: يجب على المرضى المصابين بالفصام تجنب المنبهات قبل النوم، مثل الكافيين والنيكوتين والتدخين والكحول، حيث يمكن أن تؤثر هذه المنبهات على النوم وتزيد من صعوبة النوم.

ويجب على المرضى المصابين بالفصام الالتزام بتلك الإجراءات لتحسين جودة النوم، وفي حال عدم تحسن النوم، يجب التحدث مع الطبيب المعالج لتقييم الحالة وتغيير العلاج إذا لزم الأمر، وتحسين جودة النوم يمكن أن يساعد على تحسن الحالة النفسية لدى المرضى المصابين بالفصام ويعزز فعالية العلاج.

متى تحدث انتكاسة الفصام

انتكاسة الفصام هي عودة الأعراض النفسية الخاصة بالفصام بعد فترة من الاستقرار، وتحدث هذه الانتكاسة بشكل شائع لدى الأشخاص المصابين بالفصام، ولكنها يمكن أن تحدث أيضًا لدى الأشخاص الذين يتعافون من الفصام.

وتختلف فترة حدوث الانتكاسة من شخص لآخر، وتعتمد على العديد من العوامل، مثل نوع الفصام وشدته، وفعالية العلاج، والالتزام بالدواء والعلاج النفسي، والعوامل البيئية والاجتماعية.

وتعتبر الانتكاسة من الأحداث الشائعة لدى الأشخاص المصابين بالفصام، ويمكن أن تحدث في أي وقت، حتى بعد سنوات من الاستقرار، وتزداد فرص حدوث الانتكاسة في الأشخاص الذين يتوقفون عن تناول الدواء الخاص بالفصام بشكل مفاجئ أو يقللون من الجرعة بشكل تدريجي دون استشارة الطبيب.

وتتضمن أعراض الانتكاسة لدى الأشخاص المصابين بالفصام ظهور الأعراض النفسية الخاصة بالفصام، مثل الهلوسة والانفصام والاضطرابات العقلية الأخرى، ويمكن أن تكون هذه الأعراض شديدة وتؤثر على حياة الشخص بشكل كبير.

لذلك، يجب على الأشخاصالمصابين بالفصام الالتزام بالعلاج الموصوف لهم من قبل الطبيب، وعدم التوقف عن تناول الدواء بشكل مفاجئ أو تقليل الجرعة بشكل تدريجي دون استشارة الطبيب، والالتزام بالتواصل مع الطبيب المعالج في حالة ظهور أي أعراض جديدة أو تغير في الحالة النفسية.

إقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع مريض الفصام

هل يمكن الوقاية من حدوث انتكاسة الفصام؟

على الرغم من إمكانية الشفاء من الفصام وبالفعل هناك حالات شفيت من الفصام واستطاعت العودة إلى ممارسة حياتها بصورة طبيعية، إلا أن الشخص المريض حين يشعر بحالة من التحسن بعد عدم أسابيع قليلة من تناول أدوية علاج الفصام ومن العلاجات النفسية والسلوكية التي خضع لها فإنه يتوقف عن تناول الدواء وهذا من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث انتكاسة الفصام لا قدر الله.

ومن أجل الإجابة علي سؤالنا كيف يمكن أن تقي نفسك من انتكاسة الفصام؟ وتجنب حدوث انتكاسة مريض الفصام فان هناك العديد من النصائح التي يجب اتباعها، وتتمثل تلك النصائح فيما يلي: –

1-الملاحظة الشديدة في حال حدوث أي من الأعراض السابقة والإسراع بإخبار الطبيب المعالج والمختصين من أجل تجنب حدوث انتكاسة الفصامي أو عودة الأعراض القديمة مرة أخرى.

2-المواظبة على تناول الدواء بشكل يومي وعدم التوقف عن تناوله لأي سبب من الأسباب فقد يؤدي هذا الأمر إلى تغير في الاتزان الكيميائي للمخ، مما قد يسبب عودة في الأعراض مرة أخرى.

3-الابتعاد تماماً عن تناول الكحوليات والمخدرات لان من أكبر الأسباب والعوامل كما أشرنا من قبل التي يكون لها دور في إصابة الأشخاص بالفصام هي تعاطي تلك السموم من المخدرات والكحوليات، حيث إنها تؤدي إلى إحداث خلل في الاتزان الكيميائي بالمخ وهذا يتعارض بصورة واضحة مع العلاج ويؤدي إلى زيادة في نسبة حدوث الانتكاس.

أما عن الأعراض التي تنذر بقرب حدوث الانتكاسة لمريض الفصام لا قدر الله فإنها تتمثل فيما يلي: –

1-الإحساس بصعوبة النوم ليلاً.

2-الإحساس بصعوبة في التركيز.

3-النسيان بصورة أكبر من المعتاد.

4-الخوف والقلق طيلة الوقت.

5-سماع الأصوات أو رؤية الخيالات والتي تعني في علم النفس الهلاوس السمعية والبصرية.

6-الشعور بالخوف الشديد من الناس والأماكن والأشياء المألوفة بالنسبة لك.

7-الشعور بأن هناك سخرية من قبل الأشخاص وأنهم يتحدثون عنك وغيرها من صور وأشكال الضلالات.

8-الشعور بحالة من الحزن والإحباط وفقدان الاهتمام.

ولكن كما نؤكد دوما بأهمية التزام الشخص المريض بالأدوية التي تم وصفها من خلال المختصين في مراكز الصحة النفسية أو مراكز إعادة تأهيل مريض الفصام من أجل الحفاظ عليه من انتكاسة مريض الفصام حتى لو شعر بتحسن فلا ينبغي ترك الدواء البتة.

كما عليه الابتعاد عن تعاطي المخدرات والكحوليات فإن من أكبر الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالفصام هي تلك الأشياء.

مصدر 1

مصدر 2

 

arArabic