تخطى إلى المحتوى

ما خطوات علاج الفصام؟

خطوات علاج الفصام

الفصام مرض نفسي معقّد، فقد عاشت ماريا كاري مع هذا الاضطراب، وأكدت أن المرض النفسي لا يُلغي الموهبة، بل قد يكون دافعًا للإبداع، والتأثير. ومن خلال الوعي، والدعم، والعلاج المناسب، يمكن لأي شخص مواجهة الفصام، وتحويل التحديات إلى إنجازات، فما خطوات علاج الفصام؟

ما هي الطريقة التي يعالج بها من الفصام نهائيا؟

تبدأ خطوات علاج الفصام نهائيا بمزيج من الأدوية، والعلاج النفسي بهدف تقديم الدعم، والعلاج اليومي؛ لضمان الاستقلالية، وينقسم العلاج بالتفصيل إلى:

  • الأدوية | مضادات الذهان

يُوصى الطبيب في بداية العلاج باستخدام مضادات الذهان كعلاج أولي لأعراض النوبة الحادة من الفصام، وتعمل هذه الأدوية عن طريق منع تأثير مادة الدوبامين الكيميائية أو مواد كيميائية أخرى على الدماغ.

قد تقلل مضادات الذهان مشاعر القلق أو العدوانية خلال ساعات قليلة من الاستخدام، لكن قد يستغرق الأمر عدة أيام أو أسابيع؛ لتقليل الأعراض الأخرى مثل الهلاوس أو الأفكار الوهمية.

وقد يوصي طبيبك بإجراء فحص بدني، وبعض الفحوصات الأخرى مثل تخطيط القلب الكهربائي (ECG) قبل البدء في تناول مضادات الذهان، وضرورة التعاون مع الطبيب لاختيار الدواء المناسب لك.

يمكن استخدام مضادات الذهان عن طريق الفم على شكل أقراص، أو إعطائها في صورة حقن التي تُعرف باسم “الحقن المستودع” (Depot).

وهناك عدة أنواع من مضادات الذهان بطيئة المفعول، وتحتاج إلى أخذ حقنة واحدة كل أسبوع إلى 4 أسابيع، وعادةً ما يتم إعطاء المريض أقل جرعة ممكنة كافية للسيطرة على الأعراض بكفاءة.

وهناك نوعان رئيسيان من مضادات الذهان:

  • مضادات الذهان النمطية

تطور الجيل الأول من مضادات الذهان في الخمسينيات.

  • مضادات الذهان غير النمطية

تطورت مضادات الذهان الأحدث في التسعينيات.

يجب اختيار نوع مضاد الذهان بعد التحدث مع الطبيب النفسي حول الفوائد المتوقعة، والآثار الجانبية المحتملة.

فقد يسبب كلا النوعين آثارًا جانبية، لكن ليس كل شخص سيعاني منها، كما أن شدتها تختلف من شخص لآخر.

خطوات علاج الفصام

  • العلاج النفسي

بينما تضمن خطوات علاج الفصام النفسي حول التقنيات الحديثة التي قد تساعد الأشخاص المصابين بالفصام على التكيف بشكل أفضل مع أعراض الهلاوس أو الأوهام.

وقد تساعد أيضًا في علاج بعض الأعراض السلبية للفصام، مثل اللامبالاة أو فقدان المتعة، والاهتمام بالأشياء التي كان المريض يستمتع بها سابقاً.

ويعطي العلاج النفسي نتيجة أفضل عند دمجه مع الأدوية المضادة للذهان، ويشمل العلاج النفسي الشائع للفصام:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يهدف إلى مساعدة المريض على تحديد أنماط التفكير التي تجعله يعاني من مشاعر، وسلوكيات غير مرغوبة، وتعلّم كيفية تغيير هذا التفكير إلى أفكار أكثر واقعية، وفائدة.

على سبيل المثال، قد تتعلم كيفية التعرف على أمثلة التفكير الوهمي، ثم تحصل على المساعدة، والنصائح حول كيفية تجنب التصرف بناءً على هذه الأفكار.

يحتاج معظم الأشخاص إلى سلسلة من جلسات العلاج السلوكي المعرفي (CBT) على مدى عدة أشهر، وعادةً ما تستمر الجلسة لمدة ساعة تقريبًا.

يجب أن يكون طبيب الأسرة قادرًا على ترتيب إحالة المريض إلى معالج متخصص في العلاج السلوكي المعرفي.

  • العلاج الأسري

يهدف العلاج الأسري إلى دعم الشخص المصاب بالفصام، والأشخاص الذين يعيشون معه أو المقربين منه مثل أفراد الأسرة.

وقد يساعد جميع من قد يتأثرون بالفصام، وليس فقط الشخص الذي يعيش مع المريض، وتضمن خطوات علاج الفصام جلسات غير رسمية تمتد على مدار 6 أشهر.

وقد تشمل جلسات العلاج الأسري:

  • مناقشة معلومات عن خطوات علاج الفصام.
  • استكشاف طرق لدعم شخص مصاب بالفصام.
  • تحديد كيفية حل المشكلات العملية التي قد تسببها أعراض الفصام.
  • التخطيط لما يجب فعله في حالة حدوث أزمة.

إذا كنت تعتقد أن بإمكانك أنت، والأسرة الاستفادة من العلاج الأسري، تحدث مع طبيبك الخاص.

  • العلاج بالفنون

يهدف العلاج بالفنون إلى تعزيز التعبير الإبداعي، وقد يتيح لك العمل مع معالج بالفنون ضمن مجموعة صغيرة أو بشكل فردي التعبير عن تجاربك مع الفصام.

يعتقد بعض الأشخاص أن التعبير عن الأمور بطريقة غير لفظية من خلال الفنون قد يمنحهم تجربة جديدة؛ للتعامل مع الفصام، ويساعدهم على تطوير أساليب جديدة للتواصل مع الآخرين.

وقد أثبتت الدراسات أن خطوات علاج الفصام، واستخدام العلاج بالفنون قد تخفف من أعراضه السلبية لدى بعض المرضى.

كما يوصي المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (NICE) بضرورة تقديم العلاج بالفنون من خلال معالج بالفنون مسجل في مجلس المهن الصحية، والرعاية (HCPC)، ولديه خبرة في العمل مع الأشخاص المصابين بالفصام.

هل يمكن علاج مرض الفصام دون أدوية؟

تضمن خطوات علاج الفصام الأدوية مثل مضادات الذهان، والعلاج النفسي من الخيارات العلاجية التقليدية للأشخاص المصابين بالفصام، ورغم ذلك، يوجد نسبة تصل إلى الثلث قد يكونون مقاومين للعلاج. 

وقد أظهرت بعض الدراسات عدة طرق طبيعية تكميلية قد تساعد في السيطرة على أعراض الفصام، وقد كانت مفيدة للعديد من الأشخاص، وهي:

  • مكملات فيتامين ب

يُعد استخدام مكملات فيتامين ب أحد الطرق العلاجية الطبيعية التكميلية الواعدة للفصام، وتشير بعض الأبحاث إلى أن الجرعات العالية من فيتامين ب قد تساعد في تخفيف أعراض أنواع مختلفة من الفصام.

وقد أظهرت بعض الدراسات أن الجرعات العالية من فيتامينات B6 ،B8 ،B12، عند تناولها مع أشكال علاجية أخرى، تقلل من أعراض الفصام أكثر مما يحققه استخدام الطرق التقليدية وحدها.

  • التحفيز العميق للدماغ

تحتاج هذه العملية إلى إجراء جراحة لزرع أقطاب كهربائية داخل الدماغ، وتنتج هذه الأقطاب تحفيزًا كهربائيًا لمناطق معينة في الدماغ بهدف العلاج.

ويستهدف هذا العلاج منطقة محددة في الدماغ يُعرف عنها أنها تشارك في التحكم في الوظائف التنفيذية، والتعلم، والسلوكيات، والعواطف، وقد يساعد في تخفيف الأعراض التي لم تستجب للعلاجات الأخرى سابقًا.

  • خطوات علاج الفصام | الميلاتونين

يُعد الميلاتونين علاجًا فعّالًا محتملًا للفصام، فهو هرمون طبيعي يُفرَز في الجسم ويساعد على تنظيم النوم.

وعلى الرغم من أن اضطرابات النوم ليست جزءًا رسميًا من معايير تشخيص الفصام، فإنها تُعد من الأعراض التي لا بد من التبليغ عنها باستمرار لدى الأشخاص المصابين بالفصام. 

وقد أثبتت بعض الدراسات أن استخدام الميلاتونين على المدى القصير قد يكون فعّالًا لدى بعض المرضى الذي يرتبط الفصام لديهم الأشخاص باضطرابات النوم.

خطوات علاج الفصام

كم يستغرق علاج مرض الفصام؟

قد تحتاج لمضادات الذهان فقط حتى تمر نوبة الفصام الحادة، ورغم ذلك، يستخدم معظم الأشخاص العلاج لمدة سنة أو سنتين بعد أول نوبة ذهانية؛ للوقاية من تكرار النوبات الحادة لمدة أطول إذا كان المرض متكرر الحدوث.

هل هناك حالات شفيت من الفصام؟

وفي إطار الحديث عن خطوات علاج الفصام، فيجب ذكر قضية كيلسي باترسون الذي أُعدم في 2004، واحدة من أكثر الأمثلة إثارة للاهتمام لما يمكن أن يحدث عندما يفشل نظام الصحة النفسية في توفير الرعاية الكافية، فقد عانى باترسون من الفصام بجنون العظمة لأكثر من سنتين.

يساعد العلاج الدوائي، والنفسي على المدى البعيد السيطرة على الفصام، وأعراضه، ورغم ذلك، لا يوجد علاج له، وقد يحتاج بعض المرضى إلى الإقامة في المستشفى إذا كانت الأعراض قوية.

الخلاصة

تعتمد خطوات علاج الفصام على خطة متكاملة تبدأ بالتشخيص الدقيق، وتستمر بالمزج بين الأدوية المناسبة، والعلاج النفسي؛ لتعزيز استجابة المريض للعلاج، وتحسين جودة حياته، ولا بد من المتابعة الدورية مع الطبيب؛ لتعديل الخطة العلاجية حسب الحاجة، ومنع الانتكاسات، ومع الصبر والالتزام، يمكن للمريض أن يعيش حياة أكثر استقرارًا.

المصادر 

arArabic