تخطى إلى المحتوى

7 من مؤشرات اقتراب الانتكاسة وكيفيه التصدي لها

مؤشرات اقتراب الانتكاسة

مؤشرات اقتراب الانتكاسة بعد التعافي من الإدمان ومغادرة المصحة العلاجية، فالانتكاسة ليست بالأمر النادر بين متعافي الإدمان على المخدرات أو الكحول، حيث تعد من الأمور الشائعة المتزامنة مع متعافي الإدمان، والتي تعني العودة إلى تعاطي المخدرات أو الكحول بعد الخضوع لبرامج الإقلاع، كما أن الانتكاس خطيرًا بشكل خاص على من امتنع عن تعاطي المخدرات لفترة طويلة، حيث يتعاطون الكمية التي اعتادوا على تناولها في ذروة تعاطيهم قد يؤدي إلى جرعة زائدة وحتى الوفاة، لذلك مهم جدًا التحدث عن مؤشرات اقتراب الانتكاسة لمحاولة التصدي لها قبل الوصول إلى الانتكاسة الفعلية بتعاطي المخدرات.

مؤشرات اقتراب الانتكاسة

بمجرد حدوث الانتكاس قد يصعب على الفرد العودة إلى طريق التعافي مرة أخرى، لذلك ينصح الأطباء والمعالجين أفراد العائلة والأشخاص المقربين بالتعلم عن مؤشرات اقتراب الانتكاسة لمنع حدوثها والمحافظة على التعافي المستدام، والحد من احتمالية عودة المتعافي إلى التعاطي بجرعات كبيرة بحثًا عن النشوة الأولى، والتعرض إلى العديد من المخاطر الصحية أهمها الموت المفاجيء تحت تأثير الجرعة الزائدة.

سواء كانت محفزات الانتكاسة لفظية أو جسدية أو سلوكية أو بيئية فأنها تشكل خطرًا على سلامة واستمرار رحلة التعافي من الإدمان، لذلك سنوضح لكم كافة التفاصيل حول مؤشرات اقتراب الانتكاسة على النحو التالي:

أولًا: التغيرات السلوكية

مؤشرات اقتراب الانتكاسة تبدأ بالتغييرات السلوكية مثل تغير الروتين اليومي للشخص بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى تغيير أنماط النوم أو عادات الأكل أو الأنشطة الترفيهية، فضلًا عن الصمت والتكتم الذي يشير إلى اقتراب الانتكاسة، والعزلة بعيدًا عن العائلة والأصدقاء بالبقاء بمفردهم، بالإضافة إلى صعوبة التنبؤ بسلوكياته وتصرفاتهم وغالبًا ما يتوقفون عن الأنشطة أو الهوايات التي كانوا يستمتعون بها سابقًا، ذلك ما يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق.

ثانيًا: التقلبات العاطفية

تعد التقلبات المزاجية المتكررة أحد مؤشرات اقتراب الانتكاسة كالتحول بين مشاعر السعادة والحزن سريعًا بدون سبب واضح، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات التهيج أو الغضب غير المبرر مع صعوبة التأقلم دون تعاطي المواد المخدرة، وهنا قد يزداد القلق ومشاعر اليأس وضوحًا غالبًا ما تعكس هذه التقلبات العاطفية صراعًا داخليًا وصعوبة متزايدة في الحفاظ على التعافي.

ثالثًا: مشاكل الصحة البدنية

ضمن مؤشرات اقتراب الانتكاسة تتدهور الصحة البدنية بشكل ملحوظ، والتي تشمل التغيرات في الشهية إلى التغييرات في الوزن سواءً نقصانًا أو زيادة، حيث يعاني المتعافي أيضًا من أمراض متكررة غير واضح سببها والشعور الدائم بالتعب والإرهاق، وينتج ذلك عن صعوبة تعامل الجسم مع التوتر والتأقلم دون مساعدة المخدرات أو الكحوليات.

رابعًا: تغيير الدائرة الاجتماعية

مؤشرات اقتراب الانتكاسة تضم الاختلاف والتغيير في شبكة العلاقات الاجتماعية، حيث يبدأ المتعافي في الابتعاد عن مجموعات الدعم والتوقف عن حضور اجتماعات العلاج الجماعي، أيضًا التوقف عن الجلوس مع العائلة والأصدقاء المقربين وشركاء رحلة التعافي، وغالبًا ما يشير هذا التغيير إلى تقلب في الأولويات الفرد ورغبة في العودة إلى العادات القديمة، كذلك يتجنب الشخص المواقف الاجتماعية مما يزيد من عزلته.

خامسًا: تغييرات في عادات العناية الشخصية

يبدأ المتعافين بعد الاهتمام بمظهرهم كما في السابق كأحد مؤشرات اقتراب الانتكاسة، ذلك ما يشمل قلة الاستحمام عدم العناية بغسل الأسنان والفم وعدم العناية بقص الشعر والأظافر، وقد يرتدون ملابس متسخة أو مجعدة مما يدل على عدم اهتمامهم بمظهرهم أمام الآخرين، ويمكن ملاحظة هذه التغييرات بشكل خاص إذا كان الشخص يهتم بمظهره سابقًا.

سادسًا: الرغبة الشديدة

تكون الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات أو الكحول أحد أقوى مؤشرات اقتراب الانتكاسة، والتي يتحدث عنها المتعافي باستمرار فلا يمكن تجاهل الأمر حتى لو كان الشخص متعافيًا لفترة طويلة، ومن الشائع أن يبدأ الأفراد بالتفكير بشكل متكرر في المادة التي سبق لهم تعاطيها، وغالبًا قد يبدأون في تبرير استخدام المادة مرة أخرى، ومحاولة إقناع أنفسهم بقدرتهم على التحكم فيها هذه المرة، ويصاحب ذلك الأرق والانفعال بسبب الصراع الداخلي للفرد بين الرغبة في البقاء متعافيًا والرغبة الشديدة في التعاطي.

سابعًا: إنكار المشكلات أو التقليل منها

يلجأ الأفراد الذين يعانون من الإدمان إلى إنكار مشكلاتهم أو التقليل من خطورتها، وعلى سبيل المثال، قد يصرون على أن تعاطيهم للمخدرات تحت السيطرة، حتى عندما يكون من الواضح أنه يسبب مشاكل في حياتهم ويختلقون أعذارًا لسلوكهم، ويلقون باللوم على عوامل خارجية أو يقللون من تأثير أفعالهم عليهم وعلى الآخرين، بالإضافة إلى عدم تقبل مخاوف أحبائهم بحجة أنهم يبالغون في رد فعلهم أو يسيئون فهم الموقف.

هل الانتكاسة بعد التعافي أمر خطير؟

الانتكاسة ليس نادرة بل من الاحتمالات الطبية المتوقعة بعد خروج المتعافي من المصحة العلاجية، ويرجع السبب إلى الإحاطة بعدد كبير من امحفزات سواء البصرية أو السمعية وغيرها، لذا معدلات الانتكاسة تصل إلى ما يقارب 40% إلى 60% من الأفراد الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المواد، وعندما ينتكس شخص ما في مرحلة التعافي لا يعني ذلك وجود خلل أخلاقي أو حتى فشل العلاج، بل بحاجة إلى ضرورة استشارة طبيبه لاستئناف العلاج أو تعديله أو تجربة نوع آخر من العلاج يساعده على التعافي المستدام.

ولكن الانتكاسة بعد التعافي تعد أمر خطيرًا بل مميتًا في بعض الحالات، ذلك ف حالة انتكاسة الشخص وتعاطي جرعات كبيرة من المخدر كما كان يفعل في الماضي، وهنا يصاب بمخاط الجرعة الزائدة التي تعرض حياته للخطر بسبب احتمالية حدوث الجلطات أو السكتات الدماغية أو الموت بسبب عجز الجسم على التكيف مع كمية المخدر.

تعرف على: دور الأسرة في تقليل الانتكاسة

الوقاية من الانتكاسة بعد التعافي

بعد الانتهاء من الحديث عن مؤشرات اقتراب الانتكاسة سننتقل بالحديث عن كيفية الوقاية من الانتكاسة، وأهم أداءة فعالة لمنع الانتكاسة هي العلاجات النفسية والسلوكية التي يقدمها المعالجين النفسيين داخل مراكز العلاج المتخصصة، وغالبًا ما يساعد التحدث إلى شخص ما عن الرغبة في العودة إلى تعاطي المخدرات على تقليل هذه الرغبة وتفعيل التفكير العقلاني في مقدمة أولويات العلاج، ولهذا السبب يجب الاستعانة بالمتخصصين لتطبيق العديد من برامج الدعم للتعامل مع مشاعر الفرد عند ظهور الرغبة في التعاطي.

كذلك دعم الأصدقاء والعائلة أمر بالغ الأهمية لمنع الانتكاسة الفعلية بعد التعافيـ ومن المهم لهؤلاء الأشخاص أن يكونوا على معرفة كافية بعملية التعافي، بالإضافة إلى مخاطر الانتكاس والمؤشرات التحذيرية، كما أن القدرة على مراقبة المتعافي بعد الخروج من المصحة العلاجية يعد أمر بالغ الأهمية في منع وصول المتعافي للانتكاسة الفعلية.

وبالتالي إعادة الالتحاق بمركز علاجي متخصص خطوةً ضروريةً أحيانًا لمنع الانتكاسة، خاصة إذا أصبحت الرغبة في التعاطي قويةً بما يكفي للعودة إلى الإدمان مرة أخري، فإن إعادة دمج الشخص في البيئة التي بدأ فيها تعافيه والانتقال إلى برامج الرعاية الداخلية قد يكون هو المطلوب لإبقائه على طريق التعافي بالنسبة للآخرين، كما يكون العلاج في العيادات الخارجية كافيًا أيضًا في ظل المتابعة المستمرة بإشراف نخبة من الأطباء والاستشاريين النفسيين.

فلا تردد في التحدث مع فريقنا الطبي في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي، والحصول على خدمة الاستشارة الطبية لتحديد أفضل برامج الرعاية والدعم النفسي والاجتماعي لتقليل الانتكاسة المحتملة للمتعافي بعد مغادرة المصحة العلاجية.

مصدر1

مصدر2

arArabic