يقف الشبو والكيميكال كأخطر أنواع المخدرات التي تُحدث دمارًا صامتًا في أعماق الدماغ، فحين يفقد المتعاطي السيطرة على عقله وجسده، فهذه المواد لا تسرق العمر فقط، بل تمحو هوية الإنسان قطعةً قطعة، في هذا المقال، سنتحدث عن الشبو والكيميكال واتلاف خلايا المخ.
أضرار الشبو على الجسم
يتعاطى الناس الميثامفيتامين بسبب تأثيراته الممتعة التي تشمل:
- زيادة اليقظة والانتباه.
- ارتفاع مستويات النشاط البدني.
- انخفاض الشهية للطعام.
- الشعور بالراحة أو النشوة.
- تسارع في التنفس.
- نبضات قلب سريعة أو غير منتظمة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة درجة حرارة الجسم.
تحدث التأثيرات الممتعة للميثامفيتامين عندما يُفرز الجسم مستويات عالية للغاية من مادة الدوبامين، وهي ناقل عصبي في الدماغ مرتبط بالدافع، والمتعة، والحركة.
وكحال العديد من المنشطات، يُساء استخدام الميثامفيتامين غالبًا بنمط يُعرف بـ“نوبات التعاطي والانهيار”، إذ يحاول المتعاطي الحفاظ على حالة النشوة عن طريق تناول جرعات إضافية قبل زوال مفعول الجرعة الأولى، ويؤثر هذا المخدر في مناطق الدماغ المسؤولة عن المكافأة، مما يجعل الرغبة في تناول جرعة أخرى شديدة الإغراء.
يستخدم بعض الأشخاص الشبو لعدة أيام متواصلة دون نوم أو طعام، ويعتقد العلماء أن هذه المستويات العالية من الدوبامين تجعل المخدر أكثر سمّية للخلايا العصبية في الدماغ، ويُعد الميثامفيتامين أكثر خطورة من غيره من المنشطات؛ لأن نسبة كبيرة من مكوناته تبقى دون تغيير في الجسم، مما يجعله يستمر لفترة أطول داخل الدماغ، ويطيل من تأثيره المنشط، والمدمر.

أضرار الكيميكال على الجسم
يمكن أن يسبب الكيميكال العديد من الآثار الجانبية السلبية، والخطيرة التي لا تنتج عن تعاطي الحشيش الطبيعي، وتظهر آثارها بشكل أسرع، وتكون أكثر شدة من آثار الحشيش العادي، ونظرًا لتعدد أنواع القنّبيات الاصطناعية، تختلف التأثيرات من نوع لآخر، وتشمل:
- الشعور بالاسترخاء أو النشوة.
- تغيّر الإدراك والإحساس بالزمن.
- فقدان التنسيق الحركي.
- تسارع وعدم انتظام ضربات القلب.
- اضطراب التفكير.
- التوتر، القلق، والبارانويا.
- الذهان.
- ألم في الصدر.
- التعب والإرهاق.
- ارتفاع ضغط الدم.
- صعوبة في التنفس.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- تكسير في أنسجة العضلات.
- فشل كلوي حاد.
قد تؤدي القنّبيات الاصطناعية إلى الوفاة، لذلك يجب الاتصال بالإسعاف فورًا إذا ظهرت أعراض مثل:
- ألم أو ضغط في الصدر.
- صعوبة التنفس.
- تسارع ضربات القلب.
- نوبات ذهانية.
- تشنجات.
- سكتة دماغية.
- قيء شديد.
- ارتفاع حرارة مفرط أو تصرفات غير منطقية.
الأعراض طويلة الأمد
قد تستمر بعض التأثيرات لأيام أو أسابيع بعد الاستخدام، مثل:
- القلق.
- الهلوسة.
- الأرق.
- نوبات الذهان.
أما الاستخدام المزمن فيرتبط بـ:
- اضطرابات نفسية كالاكتئاب، والقلق.
- أمراض القلب والكلى.
- مشاكل في النوم.
- ضعف في الذاكرة، والتركيز.
تأثير الكيميكال على المخ والصحة النفسية
يزداد خطر الإصابة بأعراض القلق، والاكتئاب لدى مستخدمي الكيميكال، كما أن الاستخدام الطويل قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة مثل الفصام (الشيزوفرينيا)، ويمكن أن تسبب هذه المواد الذهان حتى لدى أشخاص لم يعانوا مسبقًا من أي مشاكل نفسية، وتكون الأعراض أكثر حدة من تلك الناتجة عن الحشيش الطبيعي، وقد تستمر لأسابيع بعد آخر استخدام.
لذلك، يُنصح بشدة أن يتجنب الأشخاص الذين لديهم مشاكل نفسية أو تاريخ عائلي للأمراض النفسية استخدام الكيميكال.

العوامل التي تؤثر في تعافي الدماغ
هناك عدة عوامل تحدد مدى سرعة، وفعالية تعافي الدماغ، وقدرته على إعادة بناء نفسه بعد إدمان الشبو والكيميكال واتلاف خلايا المخ، وتشمل ما يلي:
-
شدة ومدة الإدمان
كلما كانت فترة التعاطي أطول، وشدته أكبر، كانت التغيرات في الدماغ أعمق، مما يجعل عملية التعافي أبطأ، وأصعب، وفقًا لعلم الأعصاب المتعلق بالإدمان.
-
نوع المادة المخدّرة
تؤثر المواد المختلفة على الدماغ بطرق متباينة؛ فمثلًا تسبب المواد الأفيونية اعتمادًا جسديًا قويًا، بينما تؤدي المنشطات مثل الشبو إلى تلف إدراكي، ومعرفي أشدّ.
-
العمر والحالة الصحية العامة
يتمتع الأشخاص الأصغر سنًا، والأكثر صحة بقدرة أفضل على إعادة بناء الخلايا العصبية بفضل مرونة الدماغ العالية لديهم.
-
نظام الدعم الاجتماعي
يعزز وجود دعم قوي من الأسرة، والأصدقاء، والمجموعات العلاجية فرص التعافي بشكل كبير، إذ يلعب الدعم النفسي، والعاطفي دورًا أساسيًا في الحفاظ على الامتناع عن التعاطي، وتشجيع شفاء الدماغ.
-
الالتزام بالعلاج
يسهل الانخراط في برامج علاج الإدمان الشاملة التي تشمل العلاج النفسي، والسلوكي، وتغيير نمط الحياة عملية إعادة بناء المسارات العصبية السليمة، ويساعد المريض على اكتساب مهارات التعامل مع الضغوط، والتحديات دون العودة إلى التعاطي.
كيف يُعالج تلف خلايا المخ بعد الإدمان
يتمتع دماغنا بقدرة مذهلة على التكيّف، والإصلاح حتى بعد فترات طويلة من تعاطي المواد المخدّرة أو الإدمان، ويستمر الدماغ في تكوين خلايا عصبية، ومسارات جديدة طوال حياتنا، وتُعرف هذه القدرة على التكيّف، والنمو، وإعادة التنظيم باسم المرونة العصبية (Neuroplasticity)، وهي ما تمكّنه من إعادة بناء نفسه بعد إدمان الشبو والكيميكال واتلاف خلايا المخ.
لكن تستغرق عملية شفاء الدماغ وقتًا، وتعتمد مدتها غالبًا على نوع المادة التي تعاطاها المدمن، وحجم الضرر الناتج، إذ إن بعض الأضرار الناتجة عن الإدمان قد تكون غير قابلة للعلاج الكامل، ولكي يبدأ الدماغ في التعافي، يجب أن يكون خالياً تمامًا من المادة المخدّرة أو أن تُقلل تقليل كميتها بشكل كبير.
وتوجد مجموعة واسعة من خيارات العلاج؛ لمساعدة الأشخاص على التقليل أو التوقف عن تعاطي الشبو والكيميكال واتلاف خلايا المخ إذا كان هذا هو الهدف.
أما مرحلة إزالة السموم أو الانسحاب من الكحول أو المخدرات فقد تستغرق من عدة أيام إلى عدة أسابيع، وذلك بحسب عدة عوامل تشمل:
- نوع المادة المستخدمة.
- كمية، وتكرار، ومدة التعاطي.
- الحالة الصحية، والنفسية للشخص.
- طريقة تنفيذ عملية الانسحاب.
ما دور الأدوية في علاج إدمان الشبو والكيميكال واتلاف خلايا المخ؟
وقد يحتاج المريض استخدام الأدوية في مراحل مختلفة من علاج الإدمان، لمساعدته على التوقف عن التعاطي، واستمرار العلاج، وتجنب الانتكاسة.
-
علاج أعراض الانسحاب
عندما يتوقف المريض عن تعاطي المخدرات في البداية، قد يعاني من مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية مثل الأرق، القلق، الاكتئاب، أو التوتر، وتُستخدم بعض الأدوية والأجهزة الطبية لتقليل هذه الأعراض، مما يجعل عملية الإقلاع عن تعاطي الشبو والكيميكال واتلاف خلايا المخ أسهل، وأكثر أمانًا.
-
استمرار العلاج
تُستخدم بعض الأدوية والتطبيقات العلاجية لمساعدة الدماغ على التكيف تدريجيًا مع غياب الشبو والكيميكال واتلاف خلايا المخ، تعمل هذه العلاجات ببطء لتقليل الرغبة الشديدة في التعاطي، وتهدئة أنظمة الجسم، مما يساعد المريض على التركيز في جلسات العلاج النفسي، والسلوكي.
-
منع الانتكاسة
أثبتت الدراسات أن الضغوط النفسية، والمحفزات المرتبطة بالمخدر مثل الأشخاص أو الأماكن أو المزاج، بالإضافة إلى التعرض للمخدر نفسه، هي أكثر الأسباب شيوعًا لحدوث الانتكاسة، لذلك، يطور العلماء علاجات جديدة للتدخل في هذه المحفزات، ومساعدة المرضى على الاستمرار في رحلة التعافي بثبات.

هل يمكن أن تعود خلايا دماغك بعد إدمان الشبو والكيميكال واتلاف خلايا المخ؟
يمكنك دعم دماغك، وجسمك، وتحسين صحة الدماغ، والمرونة العصبية من خلال ما يلي:
-
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
تساعد على زيادة حجم الحُصين الذي يتأثر بتعاطي المخدرات، كما أن الرياضة مفيدة للصحة الجسدية، والنفسية معاً.
-
ممارسة اليقظة الذهنية
تساهم اليقظة الذهنية في تقوية الدوائر العصبية التي تضررت بسبب تعاطي المخدرات أو الكحول، وتساعد على استعادة التوازن العقلي.
-
تناول نظام غذائي متوازن
يساعد على تعويض نقص الفيتامينات، والمعادن الذي يحدث غالباً بسبب تعاطي الشبو والكيميكال واتلاف خلايا المخ.
-
الحصول على قسط كافي من النوم
ينقي الدماغ نفسه من السموم أثناء النوم، لذلك يُعد تبنّي عادات نوم صحية خطوة مهمة في عملية تعافي الدماغ، واستعادته لوظائفه الطبيعية.
الخلاصة
في نهاية الحديث عن الشبو والكيميكال واتلاف خلايا المخ، فهما ليسا مجرد مواد مخدرة بل قنابل مدمرة للجسم، والعقل، فهما يسلبان الإنسان قدرته على التفكير، ويدمران خلايا الدماغ بشكل قد يكون لا عودة منه، ولكن العلاج ممكناً، إذ يمتلك الدماغ قدرة مذهلة على التعافي إذا توفرت الإرادة الصادقة، والعلاج الصحيح، التوقف عن التعاطي هو أول خطوة نحو استعادة نفسك الحقيقية، واستعادة السيطرة على حياتك.
المصادر
- Methamphetamine: What you should know
- Synthetic Cannabinoids
- Can addiction be treated successfully?
- Brain recovery after alcohol and other drug use
- How Long Does it Take to Rewire the Brain After Addiction?
