هل ما يدعى بالشخصية المدمنة خرافة أم حقيقة؟ هناك اعتقاد شائع أن العديد والعديد من الأشخاص لديهم ميول إدمانية أكثر من غيرهم، كما أن العديد من السمات الشخصية التي ربطت بزيادة خطر الإدمان أصبحت حديث الأفراد، ومن المهم ملاحظة أن الإدمان اضطراب معقد يتداخل فيها عوامل عديدة، مثل الوراثة والبيئة والتجارب الشخصية لذا سمات الشخصية ليست سوى جزء من هذا الاضطراب، وللمزيد من المعلومات أكمل القراءة للنهاية.
ما هي الشخصية المدمنة؟
الشخصية المدمنة عبارة عن فكرة تنطوي على أن بعض الأشخاص يمتلكون سمات معينة ترتبط بزيادة خطر الإدمان، ومع ذلك اضطراب الإدمان معقد للغاية ولا يوجد نوع شخصية واحد أكثر عرضة للإدمان، ويمكن لأي شخص أن يقع في فخ الإدمان على مواد مثل المخدرات والكحول، أو على سلوكيات معينة مثل القمار والتسوق والإباحية وغيرها، ورغم أن بعض السمات قد تشترك بين الأشخاص الذين يعانون من الإدمان، إلا أن هذه السمات ليست ثابتة.
ولكن سمات الشخصية المدمنة هي السلوكيات التي تظهر على الفرد وتشجع من قوقعه في هذا الفخ، لذا من الصعب التنبؤ بأن من يمتلك سمات محددة سوف يقع في الإدمان بلا شك، ولكن تابع معنًا لنوضح لك أبرز السمات عن الشخصية المدمنة التي قد تقع في الإدمان بسرعة مقارنة بغيرها.
سمات الشخصية المدمنة
الشخصية المدمنة ليست مرضًا أو حالةً قابلةً للتشخيص كما يظن الكثير من الأشخاص، حيث لا توجد سمةٌ واحدةٌ تؤدي إلى الإدمان بل يُستخدم هذا المصطلح لوصف مجموعةٍ من السمات التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالإدمان، وتشمل سمات الشخصية المدمنة ما يلي:
- المغامرة أو البحث عن الإثارة.
- صعوبة في ضبط النفس.
- السلوكيات الخطرة مثل القيادة المتهورة.
- صدمات الطفولة.
- المشكلات العائلية.
- تشخيص اضطراب نقص الانتباه.
- البحث دائمًا عن المتعة والإثارة والنشوة.
- صعوبة تحمّل المسؤولية.
- التعرض للمخدرات والكحول.
- تاريخ عائليٌّ للإدمان.
- الاندفاعية والعصبية المفرطة.
- اضطرابات الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب.
- السلوكيات الوسواسية والقهرية.
ولكن ليس كل من لديه هذه السمات من الضروري أن يصاب بالإدمان، فوجود بعض أو كل هذه السمات لا يحدد مصير الشخص، ولكن تؤثر القرارات الشخصية والعوامل الوراثية والبيئية الأخرى على احتمالية ظهور السلوكيات الإدمانية.
موضوعات ذات صلة: هل البنات يقعن في فخ الإدمان
هل الشخصية المدمنة خرافة أم حقيقة؟
هل الشخصية المدمنة خرافة أم حقيقة؟ في الواقع مفهوم شخصية إدمانية مُحددة يُحذّر منه مُعظم الباحثين في مجال الإدمان حتى اليوم، كما ينكر البعض الآخر من الباحثين والأطباء وجود للشخصية المدمنة، وهناك أدلةٌ على أنه لا يوجد نوعٌ واحد من الشخصية قد يُؤدي إلى الإدمان.
وفي حين أن هناك أنواعًا مختلفة من السمات التي يمكن تمييزها لدى الأفراد الذين يعانون من باضطراب تعاطي المخدرات، إلا أنها لا تظهر جميعها لدى كل من يُصبح مدمنًا لذلك، فإن الصورة التي يتبناها البعض عن الشخص المنبوذ اجتماعيًا غير دقيقة للشخص الذي يصبح مدمنًا على المخدرات أو الكحول.
عوامل الخطر للإدمان
الإدمان اضطراب معقد وقد يصيب أي شخص ولكن الشخصية المدمنة ترتبط أحيانًا ببعض السمات، وبالرغم من ذلك لا تعد سببًا واضح للوقوع في فخ الإدمان حيث أن مجموعة من العوامل الوراثية والفردية والبيئية تلعب الدور الأهم في ظهور الإدمان، ومن أبرزها التالي:
1_ الجينات والتاريخ العائلي
الدراسات الحديثة تشير إلى أن خطر الإدمان لها علاقة قوية بالجينات والتاريخ العائلي، حيث أن بعض السمات مثل الاندفاعية والسعي وراء كل ما هو جديد يمكن أن تُورث، ذلك ما يزيد من خطر الإدمان ومع ذلك، فإن وجود هذه السمات أو وجود تاريخ عائلي للإدمان لا يعني بالضرورة الإصابة بالإدمان.
2_ العوامل البيئية
ترتبط بعض العوامل البيئية بزيادة خطر الإدمان بما في ذلك الفقر وسهولة الحصول على المخدرات، والصدمات النفسية ونمط الحياة الغير صحي مثل الانخراط في عادات تُسهم في الإدمان السلوكي.
3_ اضطرابات الصحة النفسية
الإصابة بحالة صحية نفسية مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب أو الفصام أو اضطراب ما بعد الصدمة، يزيد من خطر الإدمان حيث يلجأ المرضى النفسيين إلى تعاطي المخدرات والكحول لتخفيف آلامهم.
تعرف على: طرق الوقاية من الإدمان
ما هي السلوكيات الإدمانية؟
بدلاً من التركيز على سمات الشخصية المدمنة عند دراسة خطر الإدمان من الأفضل مراقبة السلوكيات الضارة، فإذا كنتَ أكثر عرضة للإصابة بالإدمان بسبب بعض العوامل التي ذكرت أعلاه، فقد يكون الانخراط في عادات أو سلوكيات معينة أكثر خطورة مثل:
1_ الأكل بشراهة
الشخصية المدمنة من سماتها الأكل بدافع الراحة أو بشراهة كطريقة لتحسين مزاجك عند الشعور بالألم أو القلق أو التوتر أو الإرهاق، ورغم أن تناول الطعام بدافع الراحة ليس ضارًا باعتدال، إلا أنه إذا أصبح عادة فقد يسهم في إدمان الطعام والشراهة.
2_ استخدام الهاتف بإفراط
من السلوكيات التي تتمتع بها الشخصية المدمنة هو التحقق من البريد الإلكتروني أو حساب فيسبوك كل ساعة أو أكثر، وعدم إبعاد الهاتف من جوارك وتصفح الإنترنت كلما سنحت الفرصة، مع أن هذه الأنشطة قد تبدو طبيعية هذه الأيام إلا أنها قد تؤدي إلى مشاكل إدمان الإنترنت.
3_ شرب الكحول للتواصل الاجتماعي
التواصل الاجتماعي أحد أهم الأسباب التي يتقود إلى الشخصية المدمنة، حيث أن البيرة أو كأس من النبيذ طريقة سريعة لتخفيف القيود والاستمتاع بوقت ممتع مع الأصدقاء، وقد يصبح الكحول هو السبيل الوحيد للتواصل مع الناس مما يجعلك تشعر بالملل أو القلق في المواقف التي يكون فيها الجميع في كامل وعيهم.
4_ إدمان التسوق
الإفراط في التسوق قد يكون أحد سمات الشخصية المدمنة حيث أن المتسوقون القهريون يعانون من تراكم ديون التجزئة هو الشعور بالدفعة التي يحصلون عليها عندما يعتقدون أن الملابس والأحذية الجديدة ستغيرهم وتجعلهم أشخاصًا أفضل، وهي من السمات التي تعزز من الوقوع في شباك الإدمان.
5_ ممارسة الجنس إلكترونيًا كبديل للعلاقة الحميمة
من المتناقض القول إن الجنس عبر الهاتف أو المواقع الإلكترونية يمكن أن يحل محل العلاقة الحميمة، ولكن الأشخاص المدمنين على الجنس يروون قصة مختلفة حيث إن السعي الدائم للإثارة والإشباع الجنسي قد يبعدك عن شريكك، وتقع في فخ الإدمان على الجنس وهنا الإدمان على المخدرات أوالكحول.
6_ العلاج الذاتي بالأدوية
الشخصية المدمنة على الأغلب تكثر بين الأشخاص الذين يستخدمون الأدوية كعلاج للمشكلات، والاضطرابات والألم والصدمات وصعوبة النوم من المشاكل النفسية التي يحاول الناس علاجها عادةً بالأدوية بدون استشارة طبية، ولكن هذا لا يُجدي نفعًا بدون سؤال أحد المختصصين، لأن لكل مشكلة يكون لها علاج مخصص بناء على الوضع الصحي، وللأسف من الممكن أن يصل الفرد إلى مرحلة الاعتماد على الدواء والإدمان.
الخاتمة:
الشخصية المدمنة ليست إلا مجموعة افتراضية من السمات الشخصية التي قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإدمان، ولكن على الرغم من شيوع هذا المصطلح إلا أن الإدمان من الاضطرابات المعقدة التي تحتاج إلى مساعدة فورية بدلًا من النظر إلى أسبابها فقط، وبالتوجه إلى مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يمكنك أن تتواصل مع أفضل الأطباء والاستشاريين بهذا المجال لتحديد ما هي الطريقة العلاجية الملائمة لتحقيق الاستدامة اللازمة.
English 
Arabic