أهمية التدخل المبكر لمريض الذهان وأشهر طرق العلاج بالأدوية والعلاجات السلوكية، وهو واحد من الاضطرابات الذهانية الأكثر خطورة على الإنسان بسبب التأثير العقلي والنفسي المتزامن لاضطراب الصحة العقلية، ومن خلال حديثنا اليوم سنتحدث عن الذهان وخطورته وأهمية التدخل المبكر لمريض الذهان تابع معنًا.
ما هو الذهان؟
لمعرفة أهمية التدخل المبكر لمريض الذهان لابد من توضيح أبرز النقاط عن هذا المرض، والذي يعد واحد من أشهر الاضطرابات الذهانية التي تصيب فئة من الأشخاص، ويتميز بوضع المريض في حالة من الانفصال التام عن الواقع وما يحيط به من أفراد، لذا يكون في حالة من صعوبة التمييز بين الحقيقة والخيال حيث يسمع أصوات غير حقيقة، ويرى أشياء وأشخاص لا وجود لهم في الواقع، لذا الكثير من الأشخاص يصفون مريض الذهان بالمجنون لغرابة تصرفاته.
الذهان في بعض التعريفات لا يعد مرض لحد ذاته بل مجموعة من الأعراض التي تشمل اضطرابات نفسية وجسدية مختلفة، لذا يقسم الذهان إلى نوعين على النحو التالي:
أولَا: الهلوسة
أهمية التدخل المبكر لمريض الذهان تحمي من تطور أعراض الهلوسة التي يصاب بها المريض، حيث يشعر بوجود أشياء غير موجودة في الواقع إلا أنها تكون واقعية وحقيقة تمامًا بالنسبة له، بالإضافة إلى الإحساسيس التي يشعر به ولا يوجد لها تفسير منطقي أو شم روائح غريبة، ومن أشهر أنواع الهلاوس هي الهلوسة السمعية.
ثانيًا: الأوهام
الذهان يسبب الأوهام وهي معتقدات خاطئة وغير منطقية يتمسك بها المريض بشدة، ولا يوجد لها أي أدلة إلا أنه يتمسك بها مثل أن هناك من يتجسس عليه أو يريد إيذاءه، أو وجود شخص يتحكم بأفكاره وتصرفاته عن بعد أو هناك من يرغب في اغتياله.
أعراض الذهان وخطورته
أهمية التدخل المبكر لمريض الذهان لإنقاذ المريض من مخاطر هذا الاضطراب العقلي والنفسي، وعلى الرغم من أن آلية حدوث حالة الذهان غير واضحة حتى الآن، إلا أنه الأدلة المتاحة الآن تشير إلى أن الأمر يرجع إلى اختلال في توازن بعض النواقل العصبية في الدماغ، لذا أعراض الذهان تكون مرتبطة بزيادة نشاط الدوبامين، وهو ناقل عصبي يلعب دورًا في تنظيم الحالة المزاجية.
بالإضافة إلى انخفاض نشاط مستقبلات الغلوتامات وهي مادة كيميائية مهمة في نقل الإشارات العصبية داخل الدماغ، وإليك بعض العلامات التحذيرية حول بداية الإصابة بالنوبات الذهانية:
- عدم القدرة على التركيز أو التفكير بوضوح.
- تبلد المشاعر.
- ضعف القدرة على التمييز بين الواقع والخيال.
- العزلة وتجنب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- عدم الاهتمام بالمظهر والنظافة الشخصية.
- تدني التحصيل الدراسي أو الأداء الوظيفي فجأة.
- الارتباك والتلعثم أثناء الكلام.
- اضطرابات ومشاكل النوم.
تشمل الأعراض الأساسية لنوبة الذهان ما يلي:
- الهلاوس مثل رؤية أشياء أو سماع أصوات غير حقيقية.
- الأوهام مثل معتقدات خاطئة كاعتقاد أنه شخص مشهور أو أن هناك من يحاول إيذاءه.
- القيام بسلوكيات غريبة لا تلائم المواقف.
- التحدث بكلام غير مفهوم وعبارات غير مترابطة.
- تشوش التفكير وعدم ترابط الأفكار.
- الانتقال بين موضوعات لا علاقة بينها.
- الجمود، أو التخشب أو عدم الاستجابة للمنبهات.
هل مرض الذهان خطير؟
نعم، الذهان اضطراب عقلي حاد يتركز على مجموعة أعراض خطيرة تتفاقم عند التأخر عن تلقي العلاج في أسرع وقت، وأشهر مضاعفات هذا الاضطراب السلوك العدواني والعنف والميول الانتحارية، مما يعرض مريض الذهان لأضرار جسدية لنفسه دون إدراك لما يفعله.
أهمية التدخل المبكر لمريض الذهان

أهمية التدخل المبكر لمريض الذهان تحسن من أعراض هذا الاضطراب لدى المرضى مقارنة بمن يتلقى العلاج متأخرًا، كما تكون احتمالية استكمال المريض للعلاج لمدة طويلة داخل المصحة العلاجية أقل لدى المرضى الذين حظوا بتدخل علاجي مبكر، وقائد فريق البحث الدكتور كريستوف كوريل باحث الطب النفسي في مستشفى زوكر هيلسايد في نيويورك يشير إلى أن العلاج المبكر لمريض الذهان يساهم في تحسن الوضع الصحي سريعًا.
وأضاف أن خدمات العلاج المبكر تتمثل في تناول الدواء وتتكامل عناصر خطة العلاج مثل التثقيف النفسي للمرضى وعائلاتهم والعلاج النفسي للأفراد والعلاج الأسرى والاستشارات المهنية والتعليمية والتعامل مع الحالة والاستجابة للأعراض الجانبية وإدارتها.
لذلك أهمية التدخل المبكر لمريض الذهان تقلل من معدلات الانتحار بين مرضى هذا الاضطراب، والأسرة يقع على عاتقه الدور الأكبر في إقناع المريض ببدء العلاج مبكرًا بالتنسيق مع أحد الأطباء والمتخصصين لإيجاد أفضل الطرق العلاجية وفقا لاحتياجات المرضى وعائلاتهم.
أيضًا هناك دراسة في دورية جاما للطب النفسي إن الفصام توضح أن مرضى الذهان في أغلب الحالات يمتنعون عن العلاج في وقت مبكر، ذلك ما يترتب عليه تفاقم الأعراض الجانبية وصعوبة النوبات الذهانية التي تهاجم المريض، ومن ضمن النتائج حول أهمية التدخل المبكر لمريض الذهان التالي:

- جميع التجارب تشير إلى توقف نحو 21 بالمئة من مرضى عن العلاج في برامج التدخل المبكر عن العلاج في وقت مبكر مقارنة بنسبة 31 بالمئة بين مرضى التدخل المتأخر، ويحدث التوقف عن العلاج عادة عندما لا يجري التحكم في الأعراض بشكل ملائم.
- أيضا نحو 32 بالمئة من مرضى التدخل المبكر مكثوا في المستشفى لمرة واحدة على الأقل لتلقي علاج نفسي مقارنة مع 42 في المئة تلقوا علاج في وقت متأخر.
- والدكتور باتريك مكجوري بمركز الصحة العقلية للشباب في جامعة ملبورن الاسترالية يوضح أن النتائج توفر أدلة جديدة على الإمكانيات وفوائد برامج العلاج المبكر لمرضى بتقديم منهج أكثر شمولية وفاعلية لرعاية مرضى الذهان، فلا تترد في البحث سريعًا عن أفضل طريقة للتعامل مع هذا الاضطراب اللعين.
طرق علاج مريض الذهان
بالحديث عن أهمية التدخل المبكر لمريض الذهان تعرف على أبرز الطرق العلاجية المتبعة مع مريض الذهان، في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يبدأ الفريق الطبي بالتشخيص المزدوج، ذلك لتحديد هل اضطراب الذهان تسبب في الوقوع بفخ الإدمان أم لا، فالكثير من مرضى الذهان يعانون من الإدمان على المخدرات تحدث تاثير هذا الاضطراب، لذلك فريقنا الطبي بمركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يقدم أحدث البرامج العلاجية للتعافي من الاضطراب النفسي، وبرنامج العلاج لمريض الذهان يشمل التالي:
أولًا: الأدوية
علاج الاضطرابات الذهانية يتطلب وصف مجموعة من الأدوية التي تساعد المريض على التخفيف من حدة الأعراض الجانبية التي سبق ذكرها، وبالتالي التقليل من خطورة الوقوع في فخ الإدمان أو الانتحار أو إيذاء الغير، ووصف تلك الأدوية يختلف بناء على نوع الذهان وطبيعة الأعراض الذهانية التي يعاني منها.
ثانيًا: العلاجات السلوكية
أهمية التدخل المبكر لمريض الذهان تتطلب الخضوع إلى العلاجات السلوكية التي تساعد مريض الذهان على تعديل السلوكيات الغير تكيفية، ومن أبرزها برنامج العلاج المعرفي السلوكي الجدلي الذي يعمل على تقليل سلوكيات إيذاء النفس، بما في ذلك محاولات الانتحار أو الأفكار والميول الانتحارية.
ثالثًا: العلاج المجتمعي
بالإشارة إلى أهمية التدخل المبكر لمريض الذهان سنتحدث عن أهمية العلاج المجتمعي، والتي تساعد على إدارة حالة الاضطراب الذهاني خاصة في حالة تعاطي المخدرات، وبالطبع برنامج العلاج يعتمد بشكل أساسي على طبيعة الوضع الصحي للمريض، وفريقنا الطبي يتبع نهج علاجي متطور من أجل التركيز على التواصل والنهج الفردي للغاية.
المجتمعات العلاجية تعني الرعاية السكنية طويلة الأمد من أجل علاج الاضطرابات المصاحبة للإدمان، والتي تركز على إعادة تأهيل الأفراد سلوكيًا واجتماعيًا، ويكون ذلك ضمن برنامج علاجي متكامل لعلاج الاضطرابات الذهانية الناتجة عن تعاطي المخدرات.
الخاتمة:
انتهينا من توضيح أهمية التدخل المبكر لمريض الذهان وطرق العلاج التي تساعد على الحد من الخطورة، ونوصي بطلب المساعدة من مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي، فالفريق الطبي يعتمد على أحدث برامج العلاج السلوكي المعرفي، وتتوفر الكوادر الطبية التي تتمتع بقدر من التميز والكفاءة العلمية والعملية على مدار سنوات العمل، والتي حقق خلالها المركز أكبر نسب شفاء في الوطن العربي.
