Skip to content

العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية…..دائرة مغلقة

العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة

يظن الكثيرون أن السهر مجرد عادة، لكن قد تكون قلة النوم الشرارة الأولى لانهيار نفسي غير متوقع، كما حدث مع النجم مايكل جاكسون الذي عانى من أرقٍ مزمنٍ قاده إلى اضطرابات نفسية، وانتهى به الأمر إلى الاعتماد على المهدئات للنوم، النوم ليس رفاهية، بل هو خط الدفاع الأول لعقلٍ متوازن، ونفسٍ مطمئنة، فحين يختل توازنه، تبدأ سلسلة من الاضطرابات التي تسرق الهدوء من حياتنا، في هذا المقال، نستكشف العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة.

ما هي الأعراض النفسية التي تشير إلى قلة النوم؟

الأرق لديه عدة أعراض محتملة، يمكن تصنيفها في فئات:

  • عندما تواجه صعوبة في النوم.
  • الآثار النهارية.
  • خصائص الأرق المزمن.

العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة

عندما تواجه صعوبة في النوم

تُعد صعوبة النوم أحد الأعراض المهمة للأرق، وهناك 3 طرق رئيسية للحدوث، وغالباً ما ينتقل الأشخاص بينها مع مرور الوقت:

  • صعوبة بدء النوم

عندما تجد صعوبة في الدخول في النوم.

  • صعوبة الاستمرار في النوم

الاستيقاظ في منتصف الليل، ولكنك تعود للنوم بعدها مرة أخرى، وهذا ما يصيب قرابة ثلثي الأشخاص الذين يعانون من الأرق.

  • الاستيقاظ المبكر

عندما تستيقظ مبكراً للغاية، ولا تستطيع العودة إلى النوم.

الآثار النهارية

وفي إطار توضيح العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة، فتسبب اضطرابات النوم مثل الأرق أعراضاً تؤثر عليك أثناء اليقظة مثل:

  • الشعور بالتعب أو الإعياء أو النعاس.
  • بطء الاستجابة مثل التفاعل المتأخر أثناء القيادة.
  • صعوبة تذكر الأشياء.
  • بطء التفكير أو ضعف التركيز.
  • التقلبات المزاجية مثل القلق أو الاكتئاب أو التهيج.
  • مشكلات في العمل أو الأنشطة الاجتماعية أو الهوايات أو الأنشطة اليومية.

الأرق المزمن

يوجد بعض الخصائص التي قد تشير إلى الإصابة بالأرق المزمن، ومن أهمها:

  • الظروف

يتطلب التشخيص معرفة العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة، وأن يكون الأرق موجوداً دون وجود ظروف تعيق قدرتك على النوم مثل تغيير مواعيد العمل أو الأحداث الحياتية الطارئة، إذ يستلزم وجود صعوبة في النوم على الرغم من توفر الوقت والبيئة المناسبة للنوم.

  • التكرار

يُشخص الأرق عند حدوث نوبات الأرق بشكل متكرر، أي 3 مرات على الأقل في الأسبوع.

  • المدة

يُعد الأرق مزمناً إذا استمر لمدة لا تقل عن 3 أشهر.

  • التفسير

لا يجب أن يكون الأرق ناتجاً عن تناول مواد أو أدوية طبية أو غير طبية أو عن اضطرابات نوم أخرى، فلا يمكن تفسير صعوبة النوم من خلال حالة طبية أخري.

العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة

ما هي نتائج السهر وقلة النوم على الصحة النفسية؟

وفي إطار الحديث عن العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة، فيرتبط الأرق بالاكتئاب، والانتحار، والسلوكيات المتهورة، بينما الأطفال، والمراهقون الذين يعانون من الأرق، فقد يواجهون صعوبة في التعامل مع الآخرين، وقد يشعرون بالغضب، والتسرع في التصرفات، ويعانون من التقلبات المزاجية، ومشاعر حزن، واكتئاب، وقد يفتقرون إلى الدافع، والرغبة في القيام بالأنشطة اليومية.

ما علاج قلة النوم؟

استكمالاً لحديثنا عن العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة، فهناك العديد من الطرق لعلاج الأرق، تتراوح بين تغييرات بسيطة في نمط الحياة، والعادات اليومية، وصولاً إلى استخدام أنواع مختلفة من الأدوية. وتشمل الأساليب الرئيسية لعلاج الأرق ما يلي:

  • تحسين جودة النوم

ممارسة عادات نوم صحية من خلال الالتزام بمواعيد نوم، واستيقاظ ثابتة، وتجنب المنبهات قبل النوم، وتوفر الوقت والبيئة المناسبة للنوم.

  • الأدوية التي تساعدك على النوم أو البقاء نائمًا

هناك العديد من أنواع الأدوية التي يمكن أن تساعد على النوم أو الاستمرار فيه، وتشمل:

  • الأدوية المهدئة (Sedatives)

اشتُق اسمها من كلمة لاتينية تعني “التهدئة”، إذ تقلل نشاط الجهاز العصبي.

  • الأدوية المنومة (Hypnotics)

سُميت على اسم “هيبنوس” إله النوم في الأساطير اليونانية، إذ تساعدك على الشعور بالنعاس.

ومن المهم استشارة الطبيب المختص لتحديد العلاج الأنسب لحالتك، إذ يمكنه شرح الفوائد، والمخاطر المحتملة لكل دواء، والتأكد من عدم وجود تفاعلات دوائية أو آثار جانبية خطيرة، وتوضيح العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة.
وقد لا تفيد الأدوية جميع الأشخاص، كما يلعب العمر، والحالة الصحية دورًا كبيرًا في تحديد مدى فعاليتها، ورغم أن الأدوية قد تساعدك على النوم، إلا أن بعضها قد يؤثر سلبًا على دورة النوم، وجودته، لذلك، يجب استخدامها بحذر حتى الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية.

العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة

  • الأدوية الموصوفة لعلاج الأرق

هناك عدة أنواع من الأدوية الموصوفة لعلاج الأرق، ويخضع بعضها لقيود قانونية تبعًا لطريقة عملها وتأثيرها، وتشمل:

الأدوية الخاضعة للرقابة

  • البنزوديازيبينات (Benzodiazepines): مثل إستازولام (Estazolam)، وكوازيبام، وتمازيبام، وتريازولام.
  • أدوية “Z-drugs”: تشبه البنزوديازيبينات في خصائصها، ومن أمثلتها: إززوبيكلون، وزاليبلون، وزولبيديم.
  • مضادات مستقبلات الأوركسين الثنائية (DORAs): تُعد الأوركسين مادة كيميائية في الدماغ، تعزز اليقظة، ومنعها يساعد على النوم، مثل: سوفوركسانت، ولمبوركسانت، وداريدوركسانت.
  • أدوية مضادة للتشنجات: مثل غابابنتين، وبريغابالين التي تساعد في حالات مثل متلازمة تململ الساقين التي قد تمنع النوم.

الأدوية غير الخاضعة للرقابة

  • مضادات الاكتئاب المهدئة: تشمل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل دوكسيبين، وأميتريبتيلين، وترازودون.
  • الميلاتونين والأدوية المشابهة له: الميلاتونين مادة كيميائية ينتجها الدماغ لتنظيم دورة النوم، ويمكن الحصول عليه بوصفة طبية أو بجرعات أقل بدون وصفة، وهناك أيضًا أدوية اصطناعية مشابهة له مثل راميلتيون.

تنبيه: لا تتناول جرعات أعلى من الموصى بها من الميلاتونين دون استشارة الطبيب، فجرعات تتجاوز 10 ملغم قد تكون ضارة.

  • الأدوية غير الموصوفة (بدون وصفة طبية)

بعض مضادات الهيستامين التي تُستخدم لعلاج الحساسية قد تسبب النعاس، مثل:

  • ديفينهيدرامين (المادة الفعالة في Benadryl®).
  • دوكسيلامين (المعروف تجاريًا باسم Unisom®).
  • الأعشاب والمكملات الغذائية

هناك العديد من الأعشاب والمكملات التي يُعتقد أنها تساعد في علاج الأرق، ومع ذلك، لا ينبغي افتراض أنها آمنة تلقائيًا، ويُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب قبل تناول أي عشبة أو مكمل غذائي لتجنّب الآثار الجانبية أو التفاعلات مع الأدوية الأخرى، خاصة إذا كنت تعاني من حالة صحية معينة.

  • الرعاية النفسية

نظرًا لقوة العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة، وتأثير الصحة النفسية بشكل كبير على جودة النوم، فيُعد العلاج النفسي من أكثر الطرق فعالية لتحسين النوم بشكل مباشر أو غير مباشر، ويمكن لمقدّم الرعاية الصحية أن يشرح لك خيارات العلاج النفسي المناسبة، ويزوّدك بالمصادر اللازمة للحصول على الدعم، والرعاية النفسية التي تحتاجها.

ما المدة المثالية للنوم الصحي للبالغين؟

يحتاج معظم البالغين إلى ما لا يقل عن 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة للحفاظ على صحة مثالية، رغم أن المدة الدقيقة قد تختلف من شخص لآخر، أما الأطفال والمراهقون فلديهم احتياجات مختلفة؛ إذ يُوصى بأن ينام المراهقون من 8 إلى 10 ساعات، والأطفال في سن المدرسة من 9 إلى 12 ساعة يوميًا.
وللتخلص من العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة، فإن الحصول على أقل من 7 ساعات من النوم بشكل مستمر قد يؤدي إلى مشكلات صحية، وإذا كنت تشعر بالتعب المتكرر أو الإرهاق الدائم، فمن الأفضل استشارة الطبيب.

العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة

ما مضاعفات قلة النوم؟

تُظهر الدراسات أيضًا أن العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة، فقد يؤدي الأرق إلى تغيرات في نشاط بعض مناطق الدماغ، فإذا كنت تعاني من قلة النوم، فقد تواجه صعوبة في اتخاذ القرارات، وحل المشكلات، والتحكم في العواطف، والسلوك، وكذلك في التكيف مع التغييرات، كما يوجد علاقة بين الأرق، وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، والسلوكيات الانتحارية، والميول إلى المخاطرة.

الخلاصة

يتضح أن العلاقة بين قلة النوم والاضطرابات النفسية دائرة مغلقة، وليست مجرد تعب عابر، بل إنذار صامت يوجهه الجسد والعقل معًا، إذ تترك كل ليلة بلا راحة أثرًا عميقًا في التوازن النفسي، والعاطفي للإنسان، لذلك، احرص على أن تمنح نفسك حقها في النوم كما تمنحها الطعام، والهواء.

المصادر

en_USEnglish