الجنون والانتحار من مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية، والمريض النفسي في مجتمعاتنا العربية يعد شخص مجنون وعلى الرغم من الوعي بوجود الاضطرابات والأمراض النفسية إلا أن النظرة المجتمعية لم تتغير كليًا، لذلك التأخير في علاج الاضطرابات النفسية يكون بسبب النظرة المجتمعية والعار، ولكن وراء هذا التأخير العديد من المضاعفات والمشكلات المزمنة التي تضع حياة المريض على المحك، ولمعرفة تفاصيل مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية تابع معنا.
ما هي الاضطرابات النفسية وكيف تحدث؟
قبل أن نتحدث عن مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية لنتعرف على حيقية الاضطرابات النفسية، فالصحة النفسية هي أساس العواطف والتفكير والمشاعر والتواصل والتعاملات مع الآخرين، لذا الصحة النفسية لا تتجرأ من استقرار حياة الفرد والتطور و الإنجاز بشكل عام، لكن هناك أفراد يعانون من اضطرابات نفسية ولا يرغبون في الحديث عنها أو طلب العلاج بسبب الخوف.
المرض النفسي لا يميز بين الأشخاص فالكل معرض للإصابة بالاضطرابات النفسية بغض النظر عن المرحلة العمرية أو نوع الجنس، ولكن في المتوسط تبدأ أعراض الاضطراب النفسي في سن الـ24 سنة، واضطرابات الصحة النفسية تتأخذ أشكال مختلفة من ناحية الأعراض حيث توجد العديد من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق والتوتر والرهاب الاجتماعي والفصام وثنائي القطب وغيرها.
ويحدث الخلل والاضطراب النفسي لعدة أسباب أهمها التاريخ العائلي والتغييرات الكيميائية والصدمات ومشاكل الطفولة وغيرها، وبالنظر إلى خطورة الاضطرابات النفسية لابد من سرعة العلاج الفعالي للتخلص من الأضرار المحتملة، وطريقة العلاج تعتمد بشكل أساسي على التشخيص.
موضوعات ذات صلة: أشهر الاضطرابات النفسية التي تهدد حياتك
مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية

كما أوضحنا ما هي الاضطرابات النفسية لنتعرف الآن على مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية، والتي تتمثل في حجم الأضرار والمشكلات التي يتعرض لها الكثير من المريض النفسي، وتتمثل في النقاط التالية:
1_ الإدمان
أحد أخطر مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية الإدمان وعلاقته بالاضطراب النفسي، حيث أثبتت الأبحاث والدراسات حقيقة الترابط بين الاضطراب النفسي والإدمان خاصة عند التأخر عن العلاج، فحالة الاضطراب النفسي تزيد من فرص تعاطي المخدرات، ذلك بسبب طريقة العلاج الذاتي لتخفيف الألم بالمخدرات والعيش في حالة من السكون والراحة المؤقتة التي سرعان ما تتحول إلى ألم مزمن بجانب مشكلة الإدمان والتعاطي.
كما أن الاضطرابات النفسية تشجع المريض على الدخول إلى عالم المخدرات والكحوليات بحثًا عن طريقة للهروب من الألم، والعكس صحيح فعدد من متعاطي المخدرات يعانون من الاضطرابات النفسية لذا أصبحت العلاقة بين الإدمان والاضطرابات النفسية وثيقة، والتي توضع في أول قائمة مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية.
2_ الانتحار
مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية تشمل الخلل الذهني والنفسي والعقلي، لتكثر حالات الانتحار ومحاولات إيذاء النفس للتخلص من الألم النفسي، مثل مريض الاكتئاب الذي يصبح أسير لمشاعر الحزن والضيق واليأس ليصبح على حافة الانتحار، أو مريض الفصام الذي يعاني من هلاوس وضلالات تدفعه إلى الانتحار أو التصرف بشكل عدواني وخطير مع نفسه ومع الآخرين من حوله، وغيرها من الاضطرابات النفسية التي ينصح بسرعة علاجها قبل الوصول إلى مرحلة الانتحار.
3_ أمراض جسدية مزمنة
مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية تضم الأمراض الجسدية المزمنة، مثل الضغط والكبت النفسي الذي أصبح السبب في الكثير من الأمراض المناعية كالتهاب المفاصل، أو الاكتئاب الذي يصيب المرضي بأمراض هضمية أو نوبات الهلع التي تؤثر على وظائف التنفس وغيرها، فأصبحنا الآن أمام ارتباط وثيق ما بين الاضطرابات النفسية والأمراض البدنية التي تتضاعف وتزاد خطورته مع التأخر في علاج الاضطراب النفسي.
4_ مشاكل العلاقات
ضمن مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية مشاكل العلاقات الأسرية أو العاطفية أو مع الأصدقاء، لأن الاضطراب النفسي يتميز بحدوث خلل واضح في سلوكيات الفرد مما يشكل عائق أمام التواصل الاجتماعي الفعال، ذلك ما يقود العلاقات في حياة المريض النفسي إلى التدهور.
5_ تدهور الأداء الوظيفي والدراسي
الأداء الوظيفي والمدرسي ينهار بشكل واضح كواحدة من مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية، فلا يسهل على المريض النفسي التعامل بشكل صحيح وفعال ضمن البيئة العملية أو أثناء الدراسة، فضلًا عن التقاعس والعجز عن أداء المهام والمسؤوليات المطلوبة منه على أكمل وجه.
6_ المشكلات المالية
أحد مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية بسبب تراكم الديون أو الإفلاس، لأنه على الأغلب المريض النفسي لا يستمر في العمل أو يفصل بسبب انخفاض كفاءته العملية والسلوكية ضمن بيئة العمل.
7_ الانعزال والوحدة
الانعزال والوحدة وعدم المشاركة في النشاطات والفعاليات الاجتماعية من مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية، مع تطور المرض النفسي وأعراضه يشعر المريض بأنه غريب لا ينتمي إلى البيئة من حواله مما يدفعه إلى الوحدة التي تزيد من سوء الصحة النفسية.
8_ المشكلات القانونية
الكثير من المرضى النفسية الذين لا يتلقون العلاج النفسي مبكرًا ينتهي بهم المطاف في السجن بسبب ارتكاب الجرائم، لأن خلل المواد الكيميائية المسبب للاضطراب النفسي ينعكس سلبًا على أفكار ومشاعر وسلوكيات الفرد، وغالبًا ما ينتهك القانون بارتكاب جرائم مثل السرقة أو التعدي بالضرب أو تدمير المنشأت العامة أو التحرش او الاغتصاب وغيرها.
9_ ارتفاع التكلفة ومدة العلاج
من مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية ارتفاع التكلفة عند العلاج وزيادة المدة اللازمة للتعافي، لأن الأعراض والأضرار النفسية والسلوكية تزداد حدتها مع تجاهل العلاج لمدة طويلة، ولكن التدخل المبكر يساعد على تقليل مدة العلاج وبالتالي تقليل التكلفة العلاجية.
كيف أتحدث مع شخص يرفض العلاج النفسي؟
بعد الحديث عن مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية كيف يمكنك الحديث مع شخص يرفض العلاج النفسي، أولًا من المهم التفهم والصبر والتعاطف والتعامل بلطف واحترام ليشعر بالدعم المطلوب والأمان، وعدم لومه أو إحراجه بل ساعده على العلاج، وشجعه على اتخاذ خطوة التواصل مع الطبيب النفسي المتخصص لوضع التشخيص الصحيح، ومع فريقنا الطبي في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي نصمم البرنامج العلاجي لكل مريض نفسي بما يلائم مع نتائج التشخيص للوصول إلى النتائج المطلوبة من العلاج.
هل يمكن إجبار المريض النفسي على العلاج؟
بالنظر إلى مضاعفات التأخير في علاج الاضطرابات النفسية قد تواجه مشكلة مع بعض الأشخاص الذين يرفضون العلاج، وتتساءل هل من الممكن إجبار المريض النفسي على تلقي العلاج؟ في بعض الحالات يمكنك أن تلجأ إلى إجبار المريض النفسي على العلاج بحجزه في المركز إذا كان يشكل تهديد حقيقي على نفسه وعلى الآخرين من حوله.
فإذا أظهر أحد الأشخاص المقربين الذين يعانون من اضطراب نفسي الرفض للعلاج، ويشكل خطر على الآخرين من حوله أو على نفسه من خلال سلوكياته العدوانية أو محاولاته المتكررة في الانتحار سارع في طلب المساعدة، ويمكنك التواصل مع فريقنا الطبي في المركز للدكتورة منى اليتامي لتحديد ما هي الإجراءات اللازمة لقبول فكرة العلاج، والخبرة والكفاءة الطبية تساعد المرضى النفسيين على البدء في الخطوة الأولى نحو العلاج والتغيير للتحرر من الألم النفسي ومجابهة مضاعفات الاضطرابات النفسية، لا تفكر طويلًا وسارع في التواصل معنًا لمساعدة ما يهمك أمره على التعافي والعلاج من الاضطراب النفسي.
