Skip to content

ما أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان؟

أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان

لا تنتهي الرحلة بعد التعافي من الإدمان، ومغادرة مركز اختيار، فهي رحلة طويلة تستمر طويلاً؛ لتظهر أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان في مساعدة المريض في أن يعيش حياة صحية، وسعيدة، فكيف يمكن تحقيق ذلك؟

ماذا يحدث بعد التعافي من الإدمان؟

يستحق التعافي من الإدمان الاحتفال، ومع ذلك، فإن البقاء متعافيًا هو عملية تستمر مدى الحياة، إذ يُعتقد أن برنامج علاج الإدمان يمكنه حل جميع مشاكل المريض، ويقلل حجمها.

كما يستغرق الأمر بعض الوقت للعودة إلى ما كنت عليه قبل الإدمان، لكن هناك الكثير من الأشخاص الذين يرغبون في مساعدة المريض على تجاوز الحياة بعد التعافي.

وقد تحتاج إلى التكيف مع نظرة الأصدقاء أو أفراد العائلة أو زملاء العمل، وقد يضطر المريض بعد الخروج من التعافي إلى التأقلم مع أنماط حياته الجديدة، وإيجاد أصدقاء جدد.

ولا بد من الابتعاد عن الأصدقاء الذين يشجعون على شرب الكحول أو تعاطي المخدرات الذين يلحقون ضررًا أكبر بعد التعافي، ويضع المريض في موقف ضعيف، ويعرّضه للانتكاس.

وقد يضطر آخرون إلى البحث عن وظائف جديدة، وبدء روتين جديد، وأيًا كان القرار الإيجابي الذي يتخذه المريض بعد التعافي، فإنه يدعم اختياره في السيطرة على مستقبله، والتحلي بالاستمرارية بعيداً عن الإدمان.

ما هي أهداف التأهيل النفسي بعد الإدمان؟

قد تظهر أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان في وضع أهداف قصيرة المدى، وطويلة المدى؛ للحفاظ على الحافز، وتتبع التقدم، وتشمل هذه الأهداف ما يلي:

  • التعليم، والمسار المهني

السعي لمواصلة التعليم أو تحقيق أهداف مهنية قد يمنح شعورًا بالإنجاز، والاستقرار المالي.

  • الصحة، والعافية

التركيز على الصحة الجسدية سواء من خلال ممارسة الرياضة أو التغذية السليمة أو الرعاية الطبية المنتظمة، قد يعزز الصحة العامة.

  • التطوير الشخصي

قد يسهم استكشاف هوايات أو اهتمامات جديدة أو ممارسات روحية في حياة أكثر إشباعًا لتظهر أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان في هذه المرحلة.

أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان

ما التحديات التي يواجهها المدمن بعد التعافي؟

واستكمالاً لمقالنا عن أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان، فيواجه المريض بعض التحديات بعد إعادة التأهيل في مرحلة التعافي، وهي: 

  • الضغط الاجتماعي

قد يمثل الضغط الاجتماعي تحديًا كبيرًا في الحفاظ على التعافي بعد الخروج من مركز إعادة التأهيل، ففي البيئات الاجتماعية، قد يعرض البعض المخدرات أو الكحول دون أن يدركوا التزام الشخص بالتعافي.

  • أحط نفسك بأصدقاء، وعائلة داعمين يفهمون أهدافك، ويحترمون تعافيك.
  • وضّح حدودك، وأهمية التعافي للأشخاص من حولك.
  • ضع خطة للخروج إذا وجدت نفسك في موقف قد يهدد تعافيك.
  • العزلة بعد إعادة التأهيل

تتبلور أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان، إذ يشعر الأفراد بالعزلة أو الوحدة، وقد يضطرون إلى إعادة بناء دائرة معارفهم الاجتماعية أو الابتعاد عن المؤثرات السلبية.

ويمكن استخدام أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان في التعامل مع العزلة من خلال الخطوات التالية:

  • المشاركة في مجموعات دعم أو برامج خريجي إعادة التأهيل للتواصل مع أشخاص لديهم تجارب مشابهة.
  • البحث عن هوايات أو أنشطة جديدة تعزز التفاعل الاجتماعي، والنمو الشخصي.
  • الحفاظ على تواصل منتظم مع معالج الإدمان أو المستشار النفسي؛ لمناقشة مشاعر العزلة، ووضع استراتيجيات للتعامل معها.
  • قد ترغب في إبلاغ صاحب العمل عن حالتك السابقة مع الإدمان حتى يتمكن من دعمك في موازنة أعباء العمل أثناء فترة ضعفك.

كيفية التعامل مع المدمن بعد العلاج

تظهر أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان في ضرورة تعليم المدمنين يوجد بعض المهارات الحياتية، وتقدم العديد من مراكز العلاج جلسات جماعية تتناول مهارات الحياة. ويجب على الشخص المتعافي أن يفهم أفضل الطرق للبقاء في مسار التعافي وتجنب الانتكاس.

وترتكز مهارات الحياة على العناية الذاتية، والتعرّف على المحفزات المحتملة، ومن أهم هذه المهارات الحياتية:

  • تجنب المواقف الخطرة

نظرًا لأن الانتكاس قد يحدث إذا شاهد الشخص المتعافي أشخاصًا أو مرّ بأماكن مرتبطة بتعاطي المواد في الماضي، فيجب عليه تجنب أي مواقف مغرية أو خطرة قد تعرض تعافيه للخطر.

  • تطوير آليات التأقلم

لجأ كثير من الأشخاص في البداية إلى المخدرات أو الكحول للتعامل مع أحداث حياتية أو مواقف مرهقة، لذلك، يجب على الشخص في مرحلة التعافي أن يحدد آليات التأقلم التي تناسبه. وقد تكون هذه الآليات بسيطة مثل أخذ وقت لممارسة التنفس العميق أو الابتعاد عن الموقف، والخروج في نزهة سيرًا على الأقدام.

  • إدارة التوتر، والمشاعر

التعرف على المشاعر، وفهمها أمر صعب، لكن عند التعافي من تعاطي المواد، يمكن للشخص التفكير باستمرار في مشاعره، وكيف تؤثر على سلوكه.

وبمجرد تحديد المشاعر، يصبح من الأسهل استخدام آلية التأقلم المناسبة، وإيجاد طريقة للتخلص من مصدر التوتر عندما تظهر أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان.

  • تطوير روتين يومي

قد يكون وضع روتين صحي وسيلة فعالة لدعم التعافي من خلال النوم الجيد ليلًا، والحفاظ على نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني، والعناية الذاتية، فعالاً في تقليل احتمالية الانتكاس.

كيفية حماية المريض من الانتكاسة بعد العلاج

تظهر أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان في بعض الأمور التي يمكن للمريض القيام بها؛ لتقليل احتمالية الانتكاس:

  • الاستمرار في الاستفادة من الدعم المتاح، سواء كان جلسات علاج فردية، أو جلسات جماعية، أو أنشطة، أو مجموعات دعم من خلال قضاء الوقت مع أشخاص يفهمون تجارب المريض، ويدعمون مساره الجديد.
  • تجنب قضاء المريض الأوقات العاطفية في السنة بمفرده، إذا كان لديه عيد ميلاد أو ذكرى سنوية قريبة، فلا بد من ترتيب الاحتفال بها مع أشخاص يدعمونه.
  • تظهر أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان في تجنب الأمور التي تعتقد أنها قد تُحفز الانتكاس مثل الأماكن التي تذكره بتعاطي المخدرات أو الكحول، أو الأشخاص غير الداعمين للتعافي أو المواقف المسببة للتوتر.
  • يفضل كثير من الأشخاص في مرحلة التعافي  إبقاء أنفسهم مشغولين، ومنتجين من خلال ممارسة هواية جديدة أو القيام بعمل تطوعي.
  • وضع خطة لممارسة الأنشطة الأسبوعية بحيث يكون المريض لديه دائمًا شيء إيجابي يركز عليه.
  • عمل قائمة بالأشياء الإيجابية التي اكتسبها المريض من تعافيه، إذا بدأ وظيفة جديدة أو  التواصل مع عائلته، فمن الجيد تذكير نفسه بهذه الإنجازات.
  • مراقبة أي تغييرات في طريقة تفكير المريض أو سلوكه، على سبيل المثال، إذا تذكر فترات تعاطيه السابقة، أو اخبار نفسه أن التجربة لمرة واحدة ستكون بخير، أو إخفاء شعوره عن الآخرين.
  • إذا شعر المريض أنه على وشك الانتكاس، فلا يخاف من التحدث مع شخص ما حول ما تشعر به.

أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان

هل المدمن يرجع طبيعي بعد العلاج؟

ونظراً لأهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان، فلا يزال البحث حول تعافي الدماغ من تأثير الكحول، والحشيش محدودًا نسبيًا، ومع ذلك، بدأت الأبحاث تشير إلى أن هناك قدرًا من التعافي يحدث بالفعل.

على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن المراهقين الذين امتنعوا عن شرب الكحول أظهروا تحسنًا ملحوظًا في ما يتعلق بتثبيط السلوكيات غير المنضبطة، والمشاعر السلبية. وأن هذا قد يشير إلى عودة الدماغ إلى أداء قريب من الطبيعي في قشرة الفص الجبهي بعد فترة من الامتناع. وأظهرت دراسات أخرى أن زيادة عدد أيام الامتناع عن الكحول ارتبطت بتحسن في الوظائف التنفيذية، وزيادة حجم المادة الدماغية.

ورغم أن هذه النتائج واعدة، فإن هذا المجال البحثي لا يزال في مراحله المبكرة نسبيًا، مع ظهور دراسات جديدة بانتظام. كما وُجدت نتائج متضاربة أظهرت تعافيًا ضئيلًا أو معدومًا من العجز الإدراكي بعد استخدام الكحول والحشيش.

ويُعد هذا ملحوظًا في الدراسات التي تتحدث عن تعافي الدماغ من تأثير الحشيش، كما أثمرت بعض الدراسات أن مستخدمي الحشيش الممتنعين أظهروا وظائف إدراكية، وتنفيذية أفضل من غير الممتنعين.

ولا يزال البحث جاريًا لمعرفة ما إذا كان ذلك مرتبطًا باستجابة تعويضية أم بتعافي عصبي فعلي.

ما هو واضح أن الكحول، والحشيش لهما تأثيرات سامة عصبيًا، وأنه يمكن عكس هذا الضرر بطريقة مشابهة لقدرة الدماغ على التعافي من استخدام مواد أخرى.

ولا يزال البحث مستمرًا حول كيفية تحسين تعافي الدماغ من تأثير المواد المخدرة بشكل محدد، لكن تشير الدراسات الحديثة إلى أن ممارسة النشاط البدني قد تكون مفيدة من خلال تحسين اللدونة العصبية، وهي قدرة الدماغ على التكيف مع الأضرار، وتعديل المسارات العصبية للسماح بعودة الأداء الطبيعي بعد التلف.

وقد أظهرت دراسات سابقة أن النشاط البدني يمكنه تحسين تدفق الدم في الدماغ، والحفاظ على سلامة المادة البيضاء، وتعزيز التحكم التنفيذي.

ولا بد من إجراء المزيد من الدراسات لفحص التدخلات المرتبطة بذلك لدى المراهقين المستخدمين للكحول أو الحشيش.

الخلاصة

إن الحياة بعد الإدمان ليست خالية من التحديات، وبالرغم من هذه التحديات، هناك المزيد من الفرص للشفاء من خلال احتضان الصعوبات، والتعلم من الماضي، ووضع مسار للمستقبل، وتظهر أهمية المتابعة بعد التعافي من الإدمان في مركز اختيار في الكويت على يد خبراء متخصصين في علاج الإدمان حتى يبدأ المريض حياة جديدة مليئة بالتحديات، والمكافآت.

المصادر 

en_USEnglish