Skip to content

ما دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي؟

دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي

قد يؤثر تعاطي المخدرات على الأسرة من خلال كسر الثقة، وضعف التواصل، وغالبًا ما يمر أفراد الأسرة الذين لديهم شخص عزيز يعاني من الإدمان بمشاعر مؤلمة متعددة، ومع ذلك، إن دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي هاماً للغاية لاستعادة استقرار المريض، والأسرة معاً، فكيف يمكن تحقيق ذلك؟

كيف يؤثر وجود مدمن بين أفراد الأسرة على استقرارها؟

لا يؤثر الإدمان على المدمن المتعاطي فحسب، بل إن تعاطي المواد والأسرة مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، إذ تتكيف الأسرة  غالبًا مع وجود الإدمان.

ومن الشائع أن تتأقلم حياة الأسرة مع اضطراب تعاطي المواد لدى أحد أفرادها، مما يؤدي إلى ظهور آليات تأقلم غير صحية تشمل الأسرة بأكملها.

وتشير أبحاث جديدة إلى أن الإدمان هو مرض عائلي، فليس كافياً أن يتوقف المريض عن التعاطي فحسب؛ بل يجب على جميع أفراد الأسرة أيضًا حضور جلسات العلاج، ومجموعات الدعم؛ للمساعدة في تعزيز دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي، وإنهاء الدورة التي تسمح باستمرار الإدمان.

لماذا تساهم الأسرة في عملية التعافي؟

قد يشعر أفراد الأسرة بأنهم تائهون عندما يرون أحد أحبائهم عالقًا في براثن الإدمان، فعلى سبيل المثال، قد يتسبب العثور على ملاعق محترقة أو حقن مستخدمة في إثارة مشاعر الخوف، والصدمة، والعجز، واليأس بسبب عدم القدرة على مساعدة المريض.

يمكن لأفراد الأسرة أن تتبنى أدوارًا، وسلوكيات صحية؛ لتشجيع، ودعم التعافي، فعلى سبيل المثال، قد يقوم أحد الوالدين بدور الداعم، والحازم في الوقت نفسه، لتشجيع المريض الشخص العزيز على اتخاذ خطوات مدروسة، وإيجابية.

دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي

وإليك أهم الأسباب لأهمية دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي:

  • المسئولية

قد يشارك أفراد الأسرة في تحمل المسئولية من خلال تعزيز المسؤولية الشخصية، وتشجيع أبنائهم على الالتزام بخطة التعافي، وإبقائهم متحمسين؛ للتمسك بخطة التعافي.

وتشمل الأدوار، والسلوكيات الأسرية الصحية تحميل الشخص المسؤولية عن أفعاله، ووضع مكافآت مقابل الاختيارات الإيجابية.W

  • الفهم

تشارك الأسرة في برامج علاج الأسرة أو العلاج النفسي من أجل فهم تعقيدات الإدمان، والتعافي، واكتساب رؤية أعمق لما يمر به أبنائهم، مما يعزز الصبر، والتعاطف، والحب.

  • تعزيز السلوكيات الإيجابية

ما دور الأسرة في منع الانتكاسة
ما دور الأسرة في منع الانتكاسة

تشجع الأسرة التغييرات الإيجابية، مما يعزز تقدير الفرد لذاته، ومعنوياته، وثقته في التعافي.

  • الأمل

يوفر نظام الدعم القوي للفرد الأمل في التعافي، ومستقبل خالٍ من المخدرات.

  • بيئة صحية

ما دور الأسرة في منع الانتكاسة
ما دور الأسرة في منع الانتكاسة

يساهم دعم الأسرة في خلق بيئة منزلية أكثر صحة تشجع على التعافي، ويمكن تعزيز أهمية دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي من خلال الوعي بالمحفزات، وتعزيز العادات التي تساعد الفرد في رحلة التعافي.

كما يمكنهم مراقبة أي علامات للانتكاس، والتصرف بسرعة عند الحاجة.

  • الدافع

ما دور الأسرة في منع الانتكاسة
ما دور الأسرة في منع الانتكاسة

إن وجود أسرة داعمة تؤمن بقدرة الفرد على التعافي، يمكن أن يكون حافزًا قويًا لمن يخضعون للعلاج، إذ يعزز دعم الأحباء الالتزام بأهداف التعافي، والمواظبة على حضور جلسات العلاج، وتبني ممارسات حياة صحية.

  • القدوة الإيجابية

تعزز القدوة الإيجابية دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي، إذ تظهر في الذين يمثلون قدوة في أنماط الحياة، والسلوكيات الصحية مصدر إلهام، وتحفيز؛ للحفاظ على حياة صحية، وخالية من المخدرات.

  • التواصل

يعد التواصل الصحي داخل الأسرة أمرًا ضروريًا لفهم الإدمان، وعواقبه، وعملية التعافي، فقد يحل التواصل المفتوح الخلافات، ويكشف عن أي سلوكيات تمكينية قد تعيق تقدم التعافي.

  • الدعم طويل الأمد

يتطلب التعافي من إدمان المخدرات أو الكحول دعمًا أسريًا مستمرًا وطويل الأمد، مما يساعد الشخص على منع الانتكاسة، والحفاظ على التعافي.

وقد يشارك أفراد الأسرة في حضور مجموعات دعم مع المريض، أو ينضم إلى مجموعات دعم خاصة بأسر المدمنين، ووضع حدود صحية أحد الركائز الأساسية لتعافي الأسرة.

ما دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي؟

عندما يصبح شخص ما مدمناً، يمكن لدعم الأسرة أن يساعده على التحرر من هذه العادة السامة، وقد يكون التعافي من الاعتماد على المخدرات أمرًا صعبًا إذا حاول الشخص القيام به بمفرده.

ولكن مع مساعدة الأسرة، والأصدقاء، ومركز لعلاج الإدمان مثل مركز اختيار يصبح الأمر ممكنًا، ويجب على الأسر أن تتذكر ضرورة التعامل مع المريض بالمحبة، والدعم العاطفي. 

فغالباً ما يرتبط تعاطي المخدرات بمشاعر الذنب، والخجل، وإذا شعر المتعاطي بأنه موضع حكم أو انتقاد بأي شكل، فقد يبتعد، ويتجنب طلب المساعدة.

ويظهر دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي في تفهمهم، ورغبتهم في مساعدة المريض، وقد لا يكون ذلك سهلًا دائمًا، لكنه سيساعد المريض على الشعور بأنه مرئي، ومفهوم أكثر.

إن الوقاية من تعاطي المخدرات، والتدخل العلاجي كلاهما نهجان ممكنان، وفاعلان لمساعدة الأشخاص المصابين باضطراب تعاطي المواد.

وهناك العديد من المتخصصين في الصحة النفسية الذين يركزون على علاج اضطراب تعاطي المواد، ويمكنهم المساعدة في تنفيذ هذه البروتوكولات المختلفة مع دعم أحبائك.

لا يمكن المبالغة في أهمية دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي، فقد يحدث وجود نظام دعم صحي فرقًا كبيرًا في رحلة التعافي، وصحة المريض، ورفاهيته، إليك الدور الذي يمكنك القيام به في دعم المريض خلال تعافيه من الإدمان، ومنع الانتكاسة:

  • تقديم المشورة

تعزز الأسرة الشعور بالانتماء، وتحقيق الهدف، وتزيد من السعادة، وتشجع على الثقة بالنفس، لذلك يمكنك تقديم الدعم، والمشورة القيّمة للمريض أثناء سعيه للعلاج.

  • مساعدة المريض على تجنب المحفزات

من المهم الحفاظ على علاقة قوية داعمة حتى بعد انتهاء العلاج، لذلك لا بد من معرفة المحفزات الخاصة بإدمان المريض؛ لتساعده على تجنبها، ومنع الانتكاس.

  • الثقة في العلاج

لا بد أن تدرك أن التعافي عملية مستمرة، وأن تتحلى بالصبر، والواقعية طوال فترة العلاج، فمجرد تقديم الدعم العاطفي يمكن أن يكون له أثر كبير في تعافي المريض.

  • ممارسة أنشطة خالية من المخدرات

يمكنك القيام بالعديد من الأنشطة الخالية من التعاطي معًا لتعزيز الروابط، ومنع الشعور بالوحدة، وتشجيع الشفاء، فيمكن تقديم دعوة بسيطة لحضور حصة رياضية أو رحلة مشي، تجعل المريض يشعر بالتقدير، والحب، بالإضافة إلى تحقيق أهداف صحية معاً؛ لدعم المريض طوال فترة العلاج.

دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي

ما دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي مع المراهقين؟

قد يكون دور الأسرة في الوقاية من تعاطي المخدرات فعالًا للغاية بالنسبة للمراهقين، والشباب، وحتى البالغين، وعلى الرغم من وجود العديد من العوامل التي يمكن أن تسهم في تعاطي المخدرات، فقد يساعد دعم الأسرة في منع حدوث ذلك من الأساس.

ويظهر دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي من تعاطي المخدرات من خلال إجراء محادثات مفتوحة، وصادقة حول مخاطر تعاطي المخدرات والإدمان مع أبنائهم، إذ تخشى الكثير من العائلات من التحدث عن هذه المواضيع الثقيلة، والمخيفة، ولكن يظل التواصل أمرًا أساسيًا في الوقاية من تعاطي المخدرات.

كما يجب على الأسرة إظهار التفهم، وعدم إصدار الأحكام عند مناقشة موضوع تعاطي المخدرات، فلن يحقق استخدام أساليب التخويف الكثير في مجال الوقاية.

وغالبًا ما يكون تجربة المخدرات أمرًا لا مفر منه بالنسبة للمراهقين، والشباب، لذا فإن فتح باب الحوار قد يعزز الثقة، والصدق في دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي. 

وقد يؤثر وجود مدمن في الأسرة على رفاهية الأسرة بأكملها، ولكن هناك العديد من الموارد التي تساعد على ضمان سلامة كل فرد خلال فترة الإدمان.

ومن المهم الاهتمام بمشاركة كل شخص في حياة المدمن برعاية نفسه، والحصول على الدعم الذي يحتاجه.

الخلاصة

لا يمكن إنقاذ مريض من الإدمان من دون دور الأسرة في منع الانتكاسة والحفاظ على التعافي، وذلك بسبب طبيعة مرض الإدمان المزمنة، وعدم قدرته على التمييز، فقد يصيب أي شخص بغض النظر عن العمر أو العرق أو الجنس، فإذا كنت تعاني أنت أو أحد المقربين من الإدمان، فمركز اختيار في خدمتك حتى تستعيد حياتك، وصحتك.

المصادر 

en_USEnglish