المتعافي ودور الأسرة في تقليل الانتكاسة لمنعه من العودة إلى الإدمان مرة أخرى، وهي من المشكلات الشائعة بين عائلات مرضى الإدمان الذين يجهلون كيفية التعامل مع المتعافي من الإدمان، وللأسف ثمن هذا الجهل يكلف المتعافي الكثير وقد يكون سبب رئيسي في عودته إلى نقطة الصفر مرة أخرى، لذلك اليوم سنتحدث عن أهمية دور الأسرة في تقليل الانتكاسة تابع معنًا.
ما هي انتكاسة الإدمان؟
دور الأسرة في تقليل الانتكاسة مهم جدًا ولتأدية هذا الدور على أتم وجه لابد من معرفة ما هي الانتكاسة، والتي تعني عودة المتعافي من الإدمان إلى الحالة السابقة بتعاطي المخدرات أو المواد الكحولية، وتختلف الانتكاسات عن فقدان مؤقت للوعي حيث ينزلق الشخص ويلجأ إلى مادة المخدر لمرة واحدة، وطبقًا لتعرف أخصائي علاج الإدمان أنها حالة طبية تعني عودة المتعافي إلى الإدمان مرة أخرى بشكل كامل كالسابق.
فالإدمان مرض مزمن يعرف باضطراب تعاطي المخدرات ولا يعني أنه مرض غير قابل للعلاج، بل أنه مزمن من المحتمل أن تظهر أعراضه مجددًا فيما يعرف بالانتكاسة، ولا يعني ذلك فشل العلاج، لذا الحفاظ على نتائج العلاج والتعافي أمر مهم جدًا ضمن خطة تعافي شاملة.
لماذا تحدث الانتكاسة؟
دور الأسرة في تقليل الانتكاسة يبدأ من معرفة الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الانتكاسة، والتي تبدأ في مرحلة مبكرة من التعافي والخروج من المصحة العلاجية، والتي تبدأ من صعوبة تعامل المتعافي مع الرغبة الشديدة تجاه المخدر والحياة بدون النشوة الزائفة التي يحققها المخدر، حيث تتكيف الأدمغة المتعافية مع التغيرات الكيميائية ومن هنا يحدث التعافي من الإدمان، ولكن هناك بعض المؤثرات أو الأسباب التي تعيق من حدوث هذا التكييف مما يحفز من الانتكاسة، لذلك العلاج النفسي والسلوكي ضروري لمنع حدوث الانتكاسة.
تعرف على: تأثير الضغوطات النفسية على المتعافي
أنواع ومراحل الانتكاس
دور الأسرة في تقليل الانتكاسة يتطلب المعرفة الكاملة بمراحل الانتكاسة التي يمر بها المتعافي، لتتمكن من انقاذ الموقف قبل الوصول إلى مرحلة الانتكاسة الفعلية، حيث تمر الانتكاسة بثلاث مراحل كالتالي:
المرحلة الأولى: الانتكاس العاطفي
يحدث الانتكاس العاطفي في البداية حيث يعاني العديد من الذين يُعانون من اضطراب تعاطي المخدرات من مشاكل في الصحة النفسية أو ضعف في مهارات التأقلم حيث اعتادوا على كبت أي مشاعر سلبية، لذا المرحلة الأولى من الانتكاسة هو التفكير بدون وعي في المخدرات والتعاطي، الذي يعد المنفس الأول للألم العاطفي.
المرحلة الثانية: الانتكاس النفسي
دور الأسرة في تقليل الانتكاسة النفسية التي تعتبر من المراحل الحساسة، حيث يبدأ الصراع الداخلي للمتعافي بسبب رغبته في التعاطي في سبيل التكيف مع الحياة الخارجية والضغوطات بها، حيث يشعر بالتمزق بين تعاطي المخدرات أو الكحول والبقاء في حالة وعي واستمرار التعافي.
لذا خلال مرحلة الانتكاس النفسي يبدأ المتعافي بتبرير تعاطي المخدرات أو الكحول لنفسه، ذلك لتقليل شعوره بالذنب ويحاول يقنع نفسه بأنها مرة واحدة فقط وقادر على التحكم في نفسه، ولن يكون الأمر سيء كالسابق.
المرحلة الثالثة: الانتكاس الجسدي أو الفعلية
الانتكاسة الجسدية أو الفعلية هي المرحلة الأخيرة من الانتكاسة حيث عندما يعود الشخص إلى تعاطي المخدرات أو الكحول بتعاطي أول جرعة بعد التعافي، حيث يفقد السيطرة على نفسه ويخضع لرغبته الشديدة تجاه التعاطي، وقد يتعاطى الأفراد المخدرات أو الكحول عن طريق الخطأ دون علمهم في بعض الحالات مما يؤدي إلى الانتكاسة الفعلية، وهنا تصاب الأسرة بالإحباط، ومن خلال الأسطر التالية سنتحدث عن دور الأسرة في تقليل الانتكاسة تابع.
موضوعات ذات صلة: كيفية التعامل مع المدمن المتعافي
دور الأسرة في تقليل الانتكاسة
أهمية دور الأسرة في تقليل الانتكاسة من أهم النقاط التي يركز عليها فريقنا العلاجي بمركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي خلال جلسات الإرشاد الأسري، حيث يقع على الأسرة دور الحفاظ على نتائج التعافي من خلال تشجيع المتعافي على الاستمرار في طريق العلاج، ويمكن تلخيص دور الأسرة في تقليل الانتكاسة في النقاط التالية:
توفير بيئة صحية
أهم دور الأسرة في تقليل الانتكاسة توفير بيئة علاجية صحية للمتعافي من الإدمان، ذلك بالتخلص تمامًا من كل المواد المخدرة والكحوليات والأدوية كالمنومات والمسكنات والمهدئات، وتقليل جو المشاحنات والضغوطات اليومية التي تشعر بالحزن والضغط فيعود إلى الإدمان مرة أخرى.
تشجيع النشاطات الإيجابية
دور الأسرة في تقليل الانتكاسة يشمل تشجيع المتعافي على الإنخراط في الأنشطة الفعالة، والممارسات الإيجابية كأعمال التطوع والرياضة والأعمال الخيرية للاستمرار في الابتعاد عن حياة المخدرات.
استمرار التواصل
مهم جدًا أن تحافظ الأسرة على التواصل الفعال مع المتعافي من الإدمان، وخلق أجواء من المناقشة والحوار البناء حول حالته النفسية ومشاعره لإمكانية تقديم المساعدة المطلوبة.
استمرار التعلم الفعال
دور الأسرة في تقليل الانتكاسة ينطوي على استمرار التعلم عن مشكلة الإدمان، ومرحلة ما بعد العلاج والتعافي من خلال المشاركة في الجلسات العلاجية والندوات والدورات التدربيبة الخاصة بعائلات مدمني المخدرات، ويساهم ذلك بشكل مباشر على التعامل بإيجابية مع كافة المراحل التي يمر بها المدمن المتعافي بعد مغادرة المصحة العلاجية.
تقليل المغريات
كما ذكرنا أنه من ضمن أسباب الانتكاسة هي المغريات والمثيرات الخارجية التي قد تحيط بالمدمن المتعافي، لذا على الأسرة الحد من تلك المغريات كالتخلص من أصدقاء السوء، والتوقف عن زيارة الأماكن التي تروج للمواد المخدرة أو الكحوليات وغيرها.
الصبر والتحمل

دور الأسرة في تقليل الانتكاسة يبدأ مع التحلي بالصبر والتحمل، ومعرفة أن ما يمر به المتعافي من الإدمان خلال مرحلة ما بعد العلاج ليس بالأمر السهل التعامل معه أو تجاوزه سريعًا، لذا على أفراد الأسرة أن تتعامل مع المتعافي بصبر وتعاطف وتقدير لما يمر به، كذلك يجب عليهم فهم أن العلاج والتعافي من الإدمان يأخذ وقتاً طويلاً ويتطلب الصبر والمثابرة، لذا مهم جدًا التحلي بالصبر في تلبية احتياجات المدمن بشكل إيجابي وفعال.
الدعم النفسي والعاطفي
دور الأسرة في تقليل الانتكاسة يتطلب تقديم الدعم النفسي والعاطفي للمدمن المتعافي، وذلك من خلال الاستماع له وتشجيعه على الاستمرار في رحلته، وتوفير الدعم الذي يحتاجه للحفاظ على استقرار الصحة النفسية والتغلب على التحديات التي يواجهها خلال رحلته العلاجية، خاصة أن المدمن المتعافي يعاني من الكثير من المشاكل العاطفية والنفسية التس تتطور مع الإدمان، ويكون لها أثر سلبي على حالته النفسية وتعيق عملية التعافي المستدام.
وبالتالي يجب على الأسرة تقديم الدعم العاطفي والنفسي المطلوب للمدمن خلال مرحلة ما بعد العلاج للحد من الانتكاسة، فضلًا عن الاستماع إليه بشكل جيد ودعمه عندما يواجه صعوبات والضغوطات التي تعيق التعافي.
المشاورة الطبية اللاحقة
نجاح دور الأسرة في تقليل الانتكاسة يحتاج إلى استمرار المتابعة الطبية مع المعالج النفسي، ذلك بالتأكد من حضور المتعافي لجلسات العلاج الجماعي داخل المركز والانتظام في مواعيد جلسات التأهيل السلوكي والنفسي التي تساعده على اكتساب المعرفة بكيفية التعامل مع الضغوطات اليومية، والمشكلات التي قد يتعرض لها وتعزز من رغبته في التعاطي، ذلك ما يساهم بشكل كبير في تقليل خطر الانتكاسة العاطفية، لذلك مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يخصص مرحلة علاجية تعرف بالمتابعة اللاحقة، وتختص بالمتابعة الدورية مع المدمن المتعافي وأفراد العائلة للتأكد من استدامة التعافي وتقليل فرص حدوث الانتكاسة.