الإدمان مرض مزمن… وهذا يعني إن رحلة المريض ما تنتهي عند مرحلة التحسّن فقط. كثير يظنون إنهم بمجرد ما يستقرّون نفسياً وصحياً يقدرون يوقفون الجلسات، لكن الحقيقة إن المتابعة النفسية جزء أساسي من الوقاية، مو مجرد علاج وقت الأزمات.
الجلسات النفسية حتى لو كانت متقطعة تعطي المريض مساحة آمنة يفهم فيها نفسه أكثر، ويعيد ترتيب أفكاره، ويتعلم أدوات التعامل مع الضغوط، ويكتشف المحفزات اللي ممكن ترجعّه للخلف بدون ما يحس.
الاستقرار بدون متابعة يشبه بناء بيت قوي بس بدون صيانة… مع الوقت، أي ضغط بسيط ممكن يهدم اللي تم بناؤه.
التعافي الحقيقي يقوم على ثلاث ركائز:
الوعي… المتابعة… والاستمرار.
وغياب أي ركيزة منهم يعرّض المريض لانتكاسة غير متوقعة مهما كان متحسن.
كأخصائية، أشوف يومياً فرق كبير بين شخص يلتزم بجلساته حتى لو بكل فترة، وبين شخص يوقف بمجرد ما يتحسن. الأول يبني نفسه بوعي، والثاني يحارب بدون أدوات.
فكرة إن “أنا كويس خلاص” من أكثر المفاهيم اللي نحتاج نغيّرها.
لأن العلاج النفسي مو دليل ضعف… العلاج النفسي حماية، وعمرها ما كانت خسارة.
د. منى اليتامي
