تخطى إلى المحتوى

المخدرات ما بتيجيش فجأة وتمسك الإنسان من رقبته

المخدرات ما بتيجيش فجأة

المخدرات ما بتيجيش فجأة وتمسك الإنسان من رقبته،
هي بتيجي بهدوء، وتبدأ تمسكه من أعمق نقطة فيه:
المخ.

في البداية يفتكر الإنسان إنه صاحب القرار،
هو اللي اختار،
وهو اللي يقدر يوقف في أي وقت.
لكن الحقيقة الطبية بتقول إن أول ما المادة تدخل المخ،
تبدأ تغيّر مراكزه،
وتعيد ترتيب أولوياته،
وتبدّل مفهوم المتعة، والراحة، والألم.

ومع الوقت، العلاقة بتتقلب.
اللي كان اختيار،
يبقى احتياج.
واللي كان مرة،
يبقى عادة.
وبعدين… يبقى قيد.

المخدر ما بيطلبش منك تبقى عبد من أول مرة،
هو بس يخليك محتاج.
ومع الاحتياج،
تضيق مساحة الحرية،
وتختفي القدرة على الرفض،
وتبقى القرارات كلها مرهونة بالجرعة.

وده مش ضعف،
ولا انكسار شخصية،
ده استعباد كيميائي حقيقي،
بيخلّي الإنسان يعيش وهو فاقد السيطرة
لكن لسه فاكر إنه مسيطر.

عشان كده بنقول دايمًا:
أسهل طريق للحرية
إنك ما تدخلش السجن من الأساس.

ولو دخلت،
فمهم تعرف إن في مفاتيح،
وفي علاج،
وفي أمل حقيقي للرجوع.

التحرر ممكن…
بس أول خطوة فيه إنك تعترف إنك متقيّد.

 د. منى اليتامي

arArabic