تخطى إلى المحتوى

مزاج يتغير

مزاج يتغير

المخدرات دايمًا بتدخل حياتنا من باب صغير جدًا…
مزاج يتغير، ضحكة أسرع، إحساس خادع إن الدنيا بقت أخف.
لكن الحقيقة اللي لازم تتقال بوضوح: اللي يرفعك بدقيقة، ممكن ينزلك من مكان ما كنتش متخيل توصل له.

في البداية، الإحساس بيكون جميل ومغرٍ، وكأنك أخيرًا لقيت الحل السريع للتوتر، الحزن، أو الفراغ.
لكن مع الوقت، المزاج اللي كنت بتدور عليه بقى مش كفاية، والجرعة بتزيد، والمسافة بينك وبين نفسك بتكبر.

لكن المخدر ما بيخلّيش حد كويس، هو بيأجل الوجع شوية، وبعدين يضاعفه.

الإدمان مش سقطة أخلاقية، ولا ضعف شخصية،
الإدمان مرض يغيّر طريقة التفكير، ويخلي الإنسان يعيش في وهم الارتفاع، وهو في الحقيقة بينزل خطوة ورا خطوة.

أصعب حاجة إن النزول بيكون بطيء، صامت، لحد ما تلاقي نفسك في مكان ما كنتش تتصور إنك ممكن توصله.
وعشان كده، الوعي في البداية أهم من ألف محاولة علاج متأخرة.

لو بتفكر تجرب… قف.
لو حاسس إنك اتسحبت… اطلب مساعدة.
ولو شايف حد بيقع… قربه منك بدل ما تحكم عليه.

افتكر دايمًا:
مش كل مزاج يستاهل ثمنه،
ومش كل ارتفاع حقيقي.

د. منى اليتامي

arArabic