أنماط من اضطرابات الشخصية تؤدي إلى الإدمان ففي واقع الأمر فإن هناك أنماطا من الشخصيات تقود الأشخاص إلى عالم الإدمان والتعاطي، وعلينا أن نعي بأن المخدرات، هي العالم الكبير المليء بالمخاطر التي تحيط بمتعاطيها وتأخذهم في طريق اللاعودة إلا أن من امتلك القدرة والإرادة التي تجعله ينتصر علي ذاك العدو اللدود والإرهاب الخفي المدمر والي يتخفى في ثوب السعادة الوهمية والنشوة المؤقتة .
وفي واقع الأمر فإن الفتيات يكونون أكثر عرضة للاضطرابات النفسية المختلفة بسبب تلك الضغوط التي يتعرضن لها في حياتهن وقد يكون المهدئات أو المخدرات الأثر في هذا الأمر كوسيلة من أجل التحفيف من وطأة الضغوط عليهم، بالإضافة الي ان الاضطرابات النفسية لا ترتبط بالحالة المادية او الصحة والذكاء، بل انها قد تتعلق بسمات شخصية مرتبطة بالشخص نفسه ومن هنا تكون تلك الاضطرابات موجودة دون علم الشخص نفسه بها .
ومن خلال هذا الموضوع سوف نتعرف علي ابرز أنواع أنماط من اضطرابات الشخصية تؤدي إلى الإدمان ، فعلينا ان نعي مدي قوة العلاقة بين اضطرابات الشخصية وبين الإدمان علي المخدرات ومدي احتياج الأشخاص المرضى الي المصحات النفسية الخاصة والتواصل مع المختصين.
ومن هنا فاننا في مركز اختبار للطب النفسي وعلاج الإدمان بالفيوم نوفر احدث طرق علاج الإدمان وعلاج الاضطرابات النفسية والاضطرابات الشخصية المختلفة.
ما هو الإدمان؟
يعد الإدمان شبح العصر الحديث الذي يطارد الشباب ويجعلهم يخسرون صحتهم ومستقبلهم.
- ومصطلح الإدمان يشير إلى الاعتماد الجسدي والنفسي على تعاطي بعض المواد المخدرة لكي تجعل الشخص يعيش في حالة من المتعة والنشوة.
- ويعد الإدمان سلوكًا قهريًا لا يستطيع المدمن كبته بسبب تلاعب المخدرات في كمية إنتاج بعض الهرمونات بالمخ التي تشعر الفرد بالسعادة والحاجة الشديدة إلى تعاطي المخدرات وتجعل سلوك المدمن خارجًا عن السيطرة.
- ولهذا لا يمكن علاج الإدمان في المنزل أو عن طريق الأعشاب الطبيعية وإنما يجب اختيار مراكز صحية موثوقة وتحتوي على فريق طبي متخصص لعلاج الأضرار الجسدية والنفسية التي نتجت عن الإدمان.
ما هي العوامل التي تدفع الشباب إلى الإدمان
هناك بعض العوامل التي تساعد على وقوع الشباب فريسة للإدمان ومن أهم هذه العوامل ما يلي:
- رفاق السوء هم الذين يمهدون الطريق للإدمان ويشجعون على المغامرة وتجربة شيء مختلف دون إدراك العواقب الوخيمة الناتجة عن هذا الفعل.
- رخص ثمن المخدرات أو زيادة الأموال مع الشخص وزيادة الرفاهية والتدليل.
- بعض الأقاويل الكاذبة عن المخدرات مثل أنها تتسبب في الإحساس بالنشوة والسعادة ونسيان الهموم.
- الشعور بالحاجة إلى دعم أسري واجتماعي.
- امتلاك شخصية ضعيفة لا تستطيع مواجهة ظروف الحياة.
خصائص الإدمان
هناك بعض العلامات والخصائص التي تدل على الوقوع في شباك الإدمان مثل:
- الرغبة الشديدة في تعاطي المادة المخدرة بأي طريقة، ولهذا نجد أن الشخص قد يسرق من أجل شراء المخدرات.
- رغبة المدمن في زيادة الجرعة حتى يشعر بالمزيد من السعادة، وقد تؤدي هذه الرغبة إلى هلاك صاحبها.
- عند محاولة التوقف عن التعاطي تظهر أعراض انسحاب جسدية ونفسية تمنع المدمن من النجاح في محاولته.
- الاستمرار في تعاطي المواد المخدرة حتى لو كلفته خسارة الأسرة والعمل.
أضرار المخدرات وتأثيرها علي الصحة النفسية
وتتنوع الأضرار التي تنجم عن تعاطي المخدرات ما بين الأضرار النفسية والمخاطر الجسمانية ولعل من أبرز أعراض الإدمان النفسية والتي تنبئ عن اقتراب العديد من الأمراض النفسية ما يلي:-
1- التعرض إلى نوبات من العزلة والاكتئاب.
2- الاتجاه المضاد للمجتمع والإصابة باضطرابات الشخصية العدوانية.
3- الإصابة بنوبات من الهلاوس السمعية والبصرية بسبب تعاطي المخدرات والإدمان علي الكحوليات.
بالإضافة إلى أن هناك العديد من أنماط الشخصية التي يمكن أن تقود صاحبها إلى عالم الإدمان وهي كالتالي:-
أولاً:- اضطراب الشخصية القلقة أو الانطوائية، وفي عادة الأمر ما تلجأ تلك الشخصية إلى تعاطي المخدرات بهدف التغلب والانتصار علي مشاعر القلق وخاصة في حال مواجهة الآخرين.
ثانياً:- الشخصية السيكوباتية، أو ما تعرف بالشخصية المضادة للمجتمع، وفي العادة ما تحاول تلك الشخصية البحث عن الشعور بحالة من النشوة والسعادة الكاذبة في تعاطي المخدرات، ومن أهم ما يميز أصحاب الشخصية السيكوباتية حدة التقلبات المزاجية والتعرض إلى نوبات من الغضب السريع والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى سلوكيات عدوانية مدمرة.
كما أننا نجد تلك الشخصيات غير مستجيبة أو متأثرة بمعاناة الآخرين، حتى لو كان أقرب المقربين إليهم، بالإضافة إلى حالة من انعدام الصبر، ولا يوجد أي صورة من احترام مشاعر الآخرين، وتلك الخصائص التي تميز تلك الشخصية في العادة ما تؤدي بهم إلى حالة من الصراع الدائم مع النفس ومن حولها سواء كان الأهل أو القانون، واصحاب تلك الشخصية يرتكبون الجرائم وعرضة للسجن، وقد ينتهي بهم الامر في كثير من الأحيان الي تعاطي المخدرات والإدمان عليها ومن هنا نجد أصحاب تلك الشخصية عرضة للوقوع في حظيرة الإدمان علي المخدرات بكل سهولة.
ثالثاً:- الشخصيات التي تعاني من أي من الاضطرابات العقلية، خاصة الشخصية التي تعاني من الاكتئاب والتوتر بشكل دائم، وفي عادة الأمر ما يخطو أولئك الأشخاص الذين يعانون من تلك الاضطرابات اولي خطواتهم نحو الإدمان علي المخدرات، وتناول المواد التي تساعدهم علي التخلص من حالات التوتر والقلق والاكتئاب التي يعيشون فيها.
ولكن بالطبع تلك المخدرات والمواد الكحولية التي يتعاطونها سرعان ما يذهب مفعولها ومن ثم تعود الأعراض مرة أخرى لما كانت عليه بل أشد، ومن هنا يشير الأطباء والمختصون بأن تعاطي المخدرات والكحوليات من أكبر الأسباب والعوامل التي تصيب الأشخاص بالاضطرابات الذهانية والنفسية المختلفة فكلاهما وجهين لعملة واحدة.
رابعاً:- الشخصية الاضطهادية وهي من أبرز أنماط الشخصية التي تؤدي إلى الإدمان، وفي عادة الأمر تتميز تلك الشخصية بحالة من الحساسية المفرطة تجاه أي فشل أو حالة من الإحباط التي قد تتعرض لها تلك الشخصية في حياتها، ومن أبرز ما يميز أصحاب الشخصية الاضطهادية هو الشعور بالعظمة والأهمية الكبرى لهم.
بالإضافة إلى أنه يسيطر عليهم حالة من الشكوك الكبيرة والمبالغ فيها بصورة غير طبيعية، وفي عادة الأمر يكون هناك أوهاما ليس لها أي أساس من الصحة مما يدفع الشخص إلى تعاطي المخدرات من أجل الحصول على الشعور بالأهمية حتى لو كانت تلك الأهمية مزيفة.
خامساً:- الشخصية الوسواسية، وهي تلك الشخصية التي تعاني دوماً من الإحساس بانعدام الاستقرار وعدم الأمان حتى مع أقرب المقربين، بالإضافة إلى ضعف الثقة بالنفس فيحاول الأشخاص دوماً مكافحة هذا الشعور من خلال تعاطي المخدرات ومن ثم يكون ضحية تلك السموم من المخدرات دون رحمة، وفي واقع الأمر الحديث عن اضطراب الشخصية الوسواسية القلقة يجعلنا نتطرق إلى الحديث عن اضطراب الوسواس القهري وهو من أشهر أنواع الاضطرابات النفسية.
ويطلق عليه العلماء إنفلونزا العصر وهو من اضطرابات القلق ويتميز بالمخاوف غير المنطقية والوسواسية التي تؤدي إلى التصرفات القهرية حيث يشعر الشخص المريض بالحاجة الملحة من أجل القيام بالتصرفات المعينة بصورة مكررة وبشكل قهري خارج السيطرة والإرادة، ومن أبرز سمات تلك الشخصية الانشغال الزائد بالتفاصيل والقواعد والنظام ويسعى إلى تحقيق الكمال.
أما عن السلوكيات الصادرة عن اصحاب الشخصية المصابة باضطراب الوسواس القهري فانه يكن لديه شعور بالغ بالقلق من عدم القدرة علي السيطرة علي العالم المحيط به وكلما حاول ان يمارس السيطرة كلما كان يشعر أنه خارج السيطرة، وكما أنه يقبل علي تعاطي المخدرات والأدوية ومن هنا فإن العلاقة بين اضطراب الشخصية الوسواسية والإدمان علاقة قوية ومتوطدة.
سادساً:- اضطراب الشخصية الحدية، حيث يفتقر الشخص المصاب بتلك الأنواع من اضطرابات الشخصية إلى الشعور بالذات ونتيجة لذلك فإنه يواجه مشاعر من الفراغ والمخاوف الدائمة من التخلي عنه ويعاني من حالة من عدم الاستقرار العاطفي مع نوبات من العنف والغضب والسلوكيات المتهورة، وفي عادة الأمر ما يبدأ اضطراب الشخصية الحدية مع مرحلة البلوغ ويبدو بأن الحالة تزداد سوءاً في مرحلة الشباب وقد تتحسن الأعراض بشكل تدريجي مع تقدم العمر.
وهناك العديد من سمات اضطراب الشخصية الحدية ما بين الخوف المرضي من الرفض والهجر أو التخلي بالإضافة إلى شعور مستمر بالفراغ والغضب العارم بالإضافة إلى الدخول في معارك بدنية، مع تغيرات سريعة في الهوية، وأما عن سلوكيات الشخصية الحدية فهو السلوك الاندفاعي والمخاطر وخاصة الإقبال علي تعاطي المخدرات والوقوع في حظيرة الإدمان وليس الإدمان علي المخدرات فحسب بل إدمان المقامرة مع القيادة المتهورة والجنس الغير أمن والإسراف في الشراب والأكل القهري وسوء استعمال العقاقير، وفي واقع الأمر هناك علاقة وطيدة بين اضطراب الشخصية الحدية وبين الإدمان علي المخدرات.
سابعاً:- اضطراب الشخصية الاعتمادية، والشخص المصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية يتميز بالحاجة المفرطة للعناية والرعاية فهم معتمدين بشكل كبير علي الأشخاص الآخرين ومن هنا يطلق عليها اضطراب الشخصية الاتكالية، حيث إنهم يتكلون علي الأشخاص الآخرين من أجل قضاء حوائجهم وتلبية احتياجاتهم ويخشون بشكل كبير من الانفصال.
أما عن سمات الشخصية الاعتمادية فإنها تمتاز بعدم القدرة على اتخاذ القرارات اليومية البسيطة والخوف الكبير من تخلي شخص عنهم والشعور بحالة من الدمار في حال انتهاء العلاقة حتى أنهم يقومون بالانتقال من علاقة لأخرى بسرعة من أجل التعويض، ويمتاز أصحاب الشخصية الاعتمادية بالخوف من إبداء الرأي والاعتراض على الآخرين خوفاً من فقد دعمهم لهم.
أما عن أبرز السلوكيات للشخصية الاعتمادية فهي الاعتماد على تعاطي المخدرات والكحوليات، مع عدم القدرة في البدء في إي مشروع وصعوبة التصرف بنفسه والخوف الشديد من الوحدة، والرغبة الدائمة في المسامحة حتى مع إيذاء الاخرين له، ووضع احتياجاتهم قبل احتياجات الآخرين مع الميل إلي السذاجة والعيش في عالم من الخيال.
مقالات ذات صلة