حديثنا عن علاج الفصام الوجداني حيث يعد الفصام الوجداني ثنائي القطب Schizoaffective Disorder أحد أصعب أنواع الفصام حيث يجتمع لدي الشخص المريض كل من أعراض الفصام Schizophrenia وأعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب Bipolar Disorder في نفس الوقت.
يتميز الفصام الوجداني بنمطين رئيسين أحدهما النمط الهوسي Manic Type والنمط الآخر وهو نمط الاكتئاب Depressive Type وتأتي تلك الأنماط علي هيئية نوبات هوسية أو نوبات اكتئابية أو ربما تأتي مختلطة علي شكل نوبات مختلطة وتحدث في آن واحد.
لذلك فإن مريض الفصام الوجداني ثنائي القطب يكون لديه أعراض ثلاثة وهي أعراض الفصام وأعراض الهوس وأعراض الاكتئاب وواحدة من هذه الأعراض كافية لتعرقل مسيرة الشخص في الحياة لذا لا بد من سرعة علاج الاضطراب الوجداني والفصام فالمريض هنا بمثابة ثلاثة مرضي في آن واحد وهذا الاضطراب من أصعب وأثقل الاضطرابات النفسية في العالم.
بداية ما هو مرض الفصام؟
الفصام هو أحد الأمراض الذهانية الأكثر انتشارا يتميز مريض الفصام باضطرابات في التفكير والسلوك والوجدان والسلوك والناحية الإدراكية وإذا لم يتم علاج الفصام في وقت مبكر فإنه سيؤدي إلى تدهور في السلوك والنواحي الاجتماعية ويفقد المريض شخصيته ويصبح بمنأى عن العالم الحقيقي.
ويعد الفصام من أكثر الأمراض التي تعيق الشباب فقد يصيب المرض الشباب في ما بين 15 إلى 25 سنة وقد يظهر الفصام في مرحلة النضوج ونادرا ما تكون البداية بعد سن الأربعين.
ما هو اضطراب الفصام الوجداني Schizoaffective Disorder؟
يعد اضطراب الفصام الوجداني أحد الاضطرابات النفسية الذهانية تشمل صفات الفصام Schizophrenia وصفات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب Bipolar Disorder جميعا.
فالفصام الوجداني مرحلة بين المرحلتين كما يذكر العديد من الأطباء النفسيين، إلا أن هناك من الأطباء النفسيين يرى أن هذا التعريف غير دقيق ومن المفترض أن يسمي الفصام الوجداني اضطراب الفصام المزاجي حيث إن الخلل الحاصل يكون في الصفات المزاجية وليس في الصفات الوجدانية، لذا قد أوضح العديد من العلماء بأن من المفروض أن يسمي الفصام الوجداني Schizoaffective Disorder ب Schizo Mood Disorder يعني الفصام المزاجي وذكروا أن مصطلح الفصام الوجداني ليس إلا لسهولة اللفظ وان للمسمى عذوبة خاصة كما ذكر علماء متخصصين في تصنيف الاضطرابات النفسية.
كيف يتم تشخيص اضطراب الفصام الوجداني ؟
بحسب ما جاء في الدليل الاحصائي التشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية لابد من تواجد مجموعة من المعايير حتي يتم تشخيص اضطراب الفصام الوجداني والتي تشمل ما يلي :-
- يعيش الشخص فترة ليست منقطعة من الاضطراب النفسي الذي يحوي المعيير التشخيصية لمرض الفصام والتي من أهمها الهلاوس والضلالات كما تحوي تلك الفترة أيضا علي المعايير التشخيصية لنوبة الاكتئاب أو نوبة الهوس أو النوبة المختلطة للاكتئاب والهوس معاً .
- خلال تلك الفترة المنتظمة السابق ذكرها في النقطة الأولي لابد من وجود أسبوعين علي الأقل يحتويان الأعراض الفصامية بدون وجود لأعراض وجدانية سواء اكتئاب أو هوس .
- تشكل الأعراض الوجدانية جزءاً كبيراً من الفترة المرضية وليس مجرد نوبة عابرة ويحددها بعض العلماء بنحو 80% من فترة المرض .
- لا يتم تشيخص الاضطراب ولا تكون أعراض الفصام الوجداني ناتجة بشكل مباشر نتيجة سوء استعمال بعض المواد أو الأدوية كذلك لا يتم تشخيص الاضطراب نتيجة لمرض عضوي .
تعرف علي: علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب نهائياً مع خبراء متخصصين
والآن الحديث عن أبرز أنواع الفصام الوجداني؟
أولا:- الفصام الوجداني ثنائي القطب Schizoaffective Disorder Bipolar Type ويشترط أن يوجد نوبة من الهوس أو نوبة مختلطة من الاكتئاب والهوس معا.
ثانيا:- الفصام الوجداني الاكتئابي Schizoaffective Disorder Depressive Type وهو الفصام الذي يحوي نوبة اكتئاب فحسب ولا يوجد نوبة هوس.
ما هي أسباب الفصام الوجداني؟
على الرغم من التطور الرهيب الذي حصل في مجال الطب النفسي في العقود الأخيرة ومن خلال البحث في وظائف المخ البشري والخلايا الدماغية والتي تتعلق بالسلوك والأفكار والوجدان والكشف عن أسرار كثيرة كانت غامضة في الماضي وبعد أن توصل العلماء إلى العديد من الأسرار التي في الدماغ والكشف عن الكثير من المعاملات بين مراكز المخ المختلفة ومع هذه الطفرة العلمية الكبيرة في مجال علم النفس إلا أن العلماء لم يتوصولوا إلى أسباب دقيقة ومحددة للأمراض النفسية.
والحديث عن أسباب الاضطراب الوجداني مثل الحديث عن أسباب الفصام الوجداني فشأنه كشأن غيره من الاضطرابات النفسية لم يتوصل العلماء إلى سبب طبي محدد يمكن من خلاله تحديد سبب الفصام الوجداني بشكل مؤكد، وبعض العلماء يعتبر الفصام الوجداني أحد أنواع الفصام والبعض الآخر من الأطباء والعلماء النفسيين يعتبر الفصام الوجداني من أنواع الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ويري فريق آخر من علماء النفس أن الفصام الوجداني أحد الأمراض الذهانية المستقل بذاته.
لكن دعنا نتعرف علي مآلات الفصام الوجداني في المستقبل؟
ينظر بعض العلماء إلى الفصام الوجداني كونه أفضل من الفصام لكنه أسوأ من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لكن هناك بعض العوامل قد تتسبب في مضاعفات شديدة وتكون مآلات المرض أسوأ حالا مثل استخدام العقاقير والمواد المخدرة.
ومن أكثر ما يسبب انتكاسات للمرض ويجعل الأعراض تتفاقم والمرض يزداد سوءا هو عدم الانتظام علي العلاج الدوائي والنفسي من خلال طبيب نفسي مختص أو مصحة نفسية متخصصة للمتابعة الدورية حتى وإن طالت مدة علاج الفصام الوجداني.
ذكرت إحدى الدراسات المختصة أن نسبة الانتحار بسبب مرض الفصام الوجداني قد تصل إلى ما يقارب 10 % من مرضي الفصام الوجداني، وان نسبة مرضي الفصام الوجداني الذين يتعاطون المواد المخدرة والعقاقير المحظورة قد تصل إلى 50 %، وتصل نسبة مرضي الفصام الوجداني الذين يتركون ذويهم بلا مأوى إلى 12 % من نسبة مرضي الفصام الوجداني.
لذا لا بد من التعرف علي كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب وكيفية معاملة مريض الفصام حتى نستطيع التعامل بشكل صحيح مع مريض الفصام الوجداني والتعامل مع الأعراض بحسب النوبة الحاصلة دون حدوث مضاعفات مما يسهل علاج مريض الفصام الوجداني.
إقرأ أيضاً: هل مريض الفصام ذكي
ما هي أعراض الفصام الوجداني؟
تبدأ أعراض الفصام الوجداني في الصورة الهوسية في شكل ارتفاع في تقدير الذات مع أفكار العظمة مصحوبة بالسلوك العدواني والأفكار الاضطهادية كما أن الشخص المريض بالفصام الوجداني يتعدى الحدود والأعراف الاجتماعية ويخرج عن تقاليد البيئة بالإضافة إلى الأعراض الفصامية النموذجية.
أما أعراض مريض الفصام الوجداني في الصورة الاكتئابية فتظهر في أعراض خطيرة للغاية ويفكر المريض في الانتحار بالإضافة إلى الأرق الشديد وفقدان للطاقة مع اضطرابات في التركيز هذا بالإضافة أيضا إلى الأعراض الفصامية النموذجية.
أما بالنسبة للأعراض الفصامية فتظهر من خلال صلات الاضطهاد وضلالات العظمة وضلالات الجسد والعلل الجسمانية مع اضطرابات في التفكير.
والحديث عن أعراض الفصام الوجداني يجعلنا نشير إلى محور هام يتساءل عن الكثير من الناس ألا وهو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والزواج فالتقييم يقوم علي مجموعة من الأسس ولا يمكن أن نقول إن جميع مرضي الاضطراب الوجداني يستطيعوا الزواج ولا يمكننا القول بأنهم لا يستطيعوا الزواج، فالطبيب المعالج هو الذي يقرر الحالة فإذا كان الشخص مستعدا للعلاج ويقوم بدوره كزوج فليس ثم ما يمنع من زواج مريض ثنائي القطب.
أما عن العلاقة بين الاضطراب الوجداني والجنس فلا شك أن المرض يؤثر تأثيرا سلبيا علي القدرة الجنسية من حيث الدواء الذي يتناوله المريض لكن تأثيرا بسيطا وليس بالذي يعيق المعاشرة الزوجية وقدرة مريض الاضطراب الوجداني علي الإنجاب وخصوبة الرجل لا تتأثر.
علاج الفصام الوجداني؟
لا شك أن علاج الفصام الوجداني يختلف عن علاج الاضطراب الوجداني فعلاج الفصام الوجداني يشمل علاج الفصام بالإضافة إلى علاج الاضطراب الوجداني يعني سيتم علاج الهوس والاكتئاب والفصام معا.
عادة ما يكون الفصام الوجداني علي شكل نوبات ثم يرجع المريض إلى حالته الطبيعية وربما يأتي المرض علي شكل نوبة واحدة ثم لا يتكرر.
وفي حالة تكرار نوبة الفصام الوجداني لا بد من المعالجة لسنوات عديدة وربما ظل الأمر مدى العمر وهذا ما سوف يقدره الطبيب النفسي الذي يتابع الحالة المرضية، وهذا النمط من العلاج يسمي الصيانة والغرض من تلك المعالجة تكرار حدوث نوبات الفصام الوجداني مع التخفيف من شدة تلك النوبات أن حصلت علي فترات متباعدة.
في بداية الأمر لابد من التأكد من عدم وجود أي مواد مخدرة في الدم وذلك من خلال التحاليل اللازمة فيتم علاج الجسم من المواد المحظورة أن وجدت، مع عمل الفحوصات والتحاليل والأشعة اللازمة للتأكد من سلامة الأعضاء واستبعاد أية أمراض عضوية قد تكون هي السبب في ظهور الأعراض حيث إن بعض الأورام الدماغية وحالات الصرع تكون مشابهة لهذا الاضطراب من الناحية السريرية.
أما المعالجة الدوائية لمريض الفصام الوجداني فتتم من خلال الأدوية النفسية حيث يتم إعطاء المريض مضادات الذهان ومن أفضل الأدوية المستخدمة في علاج الفصام الوجداني هي (الليبونيكس “liponex”، الكلوزابين “Clozapine”، سوركويل، ريسبريدون، ريسبريدال، أولانزبين “olanzapine”، زيبكسا، سوليان ، كيوتيابين، زيبراسيدون،) وبشكل خاص في حالة وجود أية أفكار انتحارية يتم الاستعانة بتلك الأدوية والجرعات التي يقررها الطبيب المعالج.
كما يتم إعطاء مريض الفصام الوجداني الأدوية التي تعمل كمثبتات للمزاج أو البيزودازبين أو ديباكين وتجريتول وبريانيل ودواء ريفوتريل وذلك بحسب حالة المريض ووفق ما يقرر الطبيب المعالج.
وفي بعض الأحيان يتم إعطاء مريض الفصام الوجداني مضادات الاكتئاب ومن أفضل أدوية الاكتئاب (سبرالكس، اميتريبتيلين، كلوميبرامين، لوفيبرامين، نورتربتيلين، تريميبرامين، دوسوليبين، دوكسيبين، فلوكسيتين).
أما عن العلاج بالصدمات الكهربائية وعلاج مرض الفصام الوجداني من خلال جلسات الكهرباء فقد أثبتت الدراسات أن العلاج بالكهرباء فعال بدرجة كبيرة ومفيد جدا في مثل هذه الحالات.
أما عن العلاج النفسي لعلاج الفصام الوجداني فلا شك أن العلاج النفسي واستخدام العلاج السلوكي بشكل خاص لتعليم المريض والأهل كيفية التعامل مع المرض بصورة صحيحة مع تعليم المريض المهارات والأساليب التي تمكنه من السيطرة على الأعراض حتى لا يحدث مضاعفات، وهنا نشير إلى أهمية العلاج الدوائي والنفسي معا في علاج الفصام الوجداني ولا يعتمد على أحدهما دون الآخر.