قد يرتبط المرض النفسي في بعض الأحيان بالعنف والعدوانية، والانفعالات العصبية، وعدم القدرة على السيطرة على المريض، وتزداد قابليته لأذى نفسه أكثر من أذى المحيطين به، ومن هنا أصبح البحث عن كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني هو الشغل الشاغل للكثيرين، ولكن بعد الالتزام بالعلاج الدوائي والنفسي يصبح شخصاً هادئاً لا يختلف عن الآخرين، فكيف تتعامل مع المريض النفسي العدواني؟
كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني
إذا أصبح المريض النفسي عنيفاً وعدوانياً فإليك بعض النصائح لتعلُم كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني:
- ابق هادئاً، وواثقاً من نفسك.
- لا تعطي المريض ظهرك، وكأنك تتجاهله.
- تجنب الاحتكاك المباشر بالعين بالمريض.
- أعطِ المريض مساحته الخاصة للحديث عن مشاعره وأفكاره، فكن صبوراً، والتزم بالحدود بينك وبين المريض.
- لا تتحدى هلاوس وضلالات المريض وتشكك فيها، ولا تلمسه.
- لا تضع افتراضات عما يسبب هذه المشاعر والأفكار للمريض.
- تجنب المواجهة، ولا تتناقش مع المريض، فأحياناً الرحيل يصبح الحل الأمثل حتى يهدأ.
- كن على اتصال مع مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان إذا استمر السلوك العنيف للمريض حتى يخبرك كيفية التصرف في مثل هذه المواقف.
لا بد اتخاذ الاحتياطات اللازمة للأطباء في أثناء تعاملهم مع المريض النفسي
العنيف مثل:
- وجود أفراد أمن في المستشفى.
- وجود غرفة مخصصة ومجهزة للتعامل مع المريض النفسي العنيف، ومتابعتهم.
- الحصول على التاريخ المرضي العائلي للمريض من أسرته.
- عدم افتراض الطبيب أن سبب العنف يعود للمرض النفسي.
- إجراء الفحص الطبي للتأكد من الصحة العقلية والبدنية للمريض؛ لتحديد سبب العنف في وحدة الطوارئ قبل تخديره عن طريق إجراء تحاليل مثل اختبار الجلوكوز، وتحليل لمعرفة عدد كريات الدم البيضاء، وتحليل بول للتعرف على السموم والمخدرات التي قد يكون المريض تحت تأثيرها.
ما هي علامات المريض النفسي العدواني
قبل معرفة كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني لا بد من معرفة الأعراض، فقد يعبر المريض النفسي عن مشاعره بالعنف الجسدي المباشر مثل الاغتصاب، أو ممارسة الشذوذ، أو الألفاظ النابية، والتهديدات، والانتحار، ولا يقتصر العنف تجاه الأشخاص ، ولكن قد يتوجه نحو الأشياء أيضاً مثل إغلاق الأبواب بقوة، أو حرق الأثاث.
ويزداد السلوك العدواني للمريض النفسي مع الإدمان، وعند ارتكاب المريض النفسي جريمة من السهل إلقاء اللوم على تجاربه، وخبراته النفسية التي أدت به إلى ارتكاب الجريمة.
ما عوامل الخطر للسلوك العدواني
قد يصبح البعض أكثر قابلية لممارسة السلوكيات العدوانية بناءً على عدة عوامل:
عوامل بيولوجية
تشمل الجنس سواء ذكر أو أنثى، وإذا كان المريض النفسي له تاريخ مرضي عائلي للسلوك العدواني، ومدى تهور واندفاع المريض.
عوامل نفسية
تشمل عدم قدرة المريض على حل المشاكل، وانطوائيته، والابتعاد عن التجمعات.
عوامل اجتماعية
تشمل العلاقة السيئة بين المريض ووالديه، وتعلُّم المهارات الاجتماعية، والتعدي على المريض في طفولته نفسياً، وجعله ضحية.
هل المريض النفسي يدرك انه مريض
قد يعتقد البعض أن كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني له علاقة مع مرض الذهان، وهذا صحيح، فلا بد من مساعدة المريض في التعبير عن مشاعر الإحباط تجاه نفسه والمقربين، فنادراً ما يحاول فعل ذلك مع الغرباء، ولكن هذا يمكن علاجه إذا كان المريض:
- يتلقى العلاج المناسب بالجرعة الصحيحة.
- لا يدمن المخدرات أو الكحوليات.
قد يُقدم المريض النفسي على أذى نفسه فضلاً عن أذى الآخرين خاصةً إذا كان المريض:
- لا يتلقى العلاج المناسب.
- لديه تاريخ مرضي مع العنف.
- يواجه أعراض ذهانية قوية، ويستجيب للهلاوس البصرية والسمعية والضلالات الفكرية.
- يصبح الخوف من أهم المثيرات لحالته المرضية.
- يواجه الأعراض الذهانية لأول مرة، ويجدها غير مألوفة.
- يواجه الأفكار الانتحارية بسبب المشاكل المادية أو مشاكل تتعلق بالأخلاق والسمعة.
- لا يستطيع المريض النفسي العنيف اتخاذ القرار بدخول المستشفى للتعافي أو أنه في حاجة للعلاج.
ما هي طرق علاج المريض النفسي العدواني
لا يحل العنف المشاكل النفسية، وأن المرض النفسي وما قد يسببه من سلوك عنيف لا يُعد عاراً نُبريء أنفسنا منه، فهو مرض شأن شأن جميع الأمراض النفسية والعضوية، وتحتاج إلى العلاج في أسرع وقت ممكن.
يمكن استخدام التنويم المغناطيسي كمخدر طبيعي لتقليل التوتر والضغط النفسي والقلق، ويبعث على الاسترخاء، ويخفف من كثرة التفكير، ويشبه في تأثيره تمارين التأمل، فيستطيع الكثير تنويم أنفسهم مغناطيسياً دون الحاجة إلى طبيب نفسي.
ويمكن اللجوء إلى طرق أخرى للتنويم المغناطيسي مثل:
- يستطيع المريض تنويم نفسه مغناطيسياً باستخدام التكنولوجيا، ويفضلها الكثير للحفاظ على الخصوصية أكثر من جلسة التنويم المغناطيسي عند الطبيب في العيادة.
- قد تساعد الموسيقى الهادئة في تخفيف التوتر والضغط النفسي للمريض.
- العلاج المعرفي السلوكي، والجلسات النفسية التي يتحدث فيها المريض عن مشاعره والتواصل من خلالها.
- التحدث مع صديق مقرب تثق به.
- العمل في المجال التطوعي.
ولا بد من معرفة كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني من الجوانب الأخرى مثل القانون، والتعليم، والصحة، ومن هنا يمكن تقليل عدد الوفيات، ودخول المريض المستشفى، وحجزه، والتأثيرات السلبية التي قد تؤثر في المريض.
ما معاناة المريض النفسي مع المجتمع
وفي سياق متصل للحديث عن كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني وعلاقته بالمجتمع الذي يؤثر فيه فتبدأ العلاقة بين المريض والأسرة منذ الطفولة، فتؤثر الظروف التي تعرَّض لها المريض في الطفولة مثل سوء المعاملة، والفقر، والتجاهل، والصراعات العائلية بالسلب في السلوكيات الاجتماعية في المستقبل، والتعليم، والحالة الوظيفية، والصحة النفسية، والبدنية.
على النقيض الآخر يتمتع الأطفال والشباب بقوة الشخصية، والعلاقات الاجتماعية السوية مع الأسرة والأصدقاء.
وتعتمد العلاقة الزوجية المستقرة على تجنب الضغط النفسي والتوتر، والاكتئاب، بل وأظهر الكثير من غير المتزوجين تمتعهم بصحة نفسية وعقلية أفضل من المتزوجين.
ولا بد من الابتعاد عن العلاقات السامة التي تزيد معها فرص الإصابة بالاكتئاب، والقلق، والأفكار الانتحارية.
يتمتع الحي الذي ترتفع فيه نسبة الترابط الاجتماعي بصحة نفسية جيدة مقارنةً بالأحياء الأخرى التي لا يوجد فيها أي احتكاك أو ترابط اجتماعي، وكلما زاد الترابط الاجتماعي، قلت أعراض الاكتئاب عند كبار السن.
ماذا تفعل اذا كانت رغبة المريض النفسي الانتحار
يتطلب كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني التحكم في العنف الذي قد يدفعه للانتحار، لذلك تأكد من عدم قدرة المريض النفسي على الانتحار عن طريق التخلص من الأسلحة المرخصة في المنزل، والابتعاد عن الأشياء الخطرة، وحاول التحدث مع المريض بمفرده، وتوفير الوقت المناسب لمناقشة هذه الأفكار.
كن متعاطفاً مع المريض، ومع مأساته التي أدت به للتفكير للانتحار، ولا تصدر الأحكام عليه، واحتوِ مشاعره، وطمأنه لوجود المساعدة التي يحتاجها عن طريق مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان للتخلص من التوتر، والعزلة الاجتماعية.
لا تُظهر علامات الذعر والخوف عندما يتحدث المريض عن الانتحار، وتشجيعه للقيام بالخطوة الأولى نحو العلاج، ولا تقلق لن يسبب الحديث عن الانتحار تثبيت الفكرة في ذهن المريض.
هل يشفى المريض النفسي تماما
على الأغلب لا يوجد علاج جذري للأمراض النفسية، ولكن تعتمد كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني على التحكم في الأعراض.
بالإضافة إلى مساعدة المريض على ممارسة انشطة الحياة اليومية في العمل أو المدرسة أو في الحياة الاجتماعية بشكلٍ عام، ويحتاج العلاج إلى الذهاب إلى طبيب نفسي متمكن في التعامل مع مثل هذه الحالات، ولا يوجد أفضل من الطاقم الطبي الموجود في مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الادمان.
ختاماً، تُعد العلاقة بين المرض النفسي والعنف علاقة معقدة طالما لا يتدخل الإدمان بينهما، لذلك لا تستسلم للخطر الذي قد يحدق بك وبالآخرين، وتواصل مع مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان للحصول على العلاج المناسب والرعاية الصحية اللازمة لمعرفة كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني.