تخطى إلى المحتوى

احذر الإدمان مرض يصيب أي فئة وأي طبقة

الإدمان مرض يصيب أي فئة وأي طبقة

هل تعلم أن الإدمان مرض يصيب أي فئة وأي طبقة؟ فأبنك بأي مستوى اجتماعي أو فئة عمرية معرض لخطر الإدمان، وهل تظن أن الإدمان مرض أم اختيار؟ تلك الأسئلة وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى إجابة واضحة ودقيقة لإنقاذ الملايين من الشباب والمراهقين من الإدمان، وخاصة في مجتمعاتنا العربية التي تخشي الحديث عن هذا الأمر بسبب الوصمة الاجتماعية والعار، دعنا نكسر حواجز هذا الخوف ونتحدث عن الإدمان وخطورته التي تلاحق أبنائنا.

الإدمان مرض أم اختيار؟

الإدمان مرض أم اختيار من الشخص؟ على الأغلب في مجتمعاتنا العربية نظن أن الإدمان اختيار من الشخص، ولا يعد مرض بل انحراف عن العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية، ولكن دعنا نوضح لك من نظرة الطب أن الإدمان مرض مزمن يصيب الإنسان بالبحث القهري عن المادة المخدرة أو القيام بالسلوك الإدمان بالرغم من العواقب السلبية، حيث يؤثر الإدمان بشكل كبير على صحتك وعلاقاتك وجودة حياتك بشكل عام.

نعم الإدمان مرض تعرفه الجمعية الأمريكية لطب الإدمان (ASAM) الإدمان بأنه اضطراب دماغي مزمن، ولا ينشأ الإدمان نتيجة ضعف الإرادة أو اتخاذ قرارات خاطئة، بل تتغير كيمياء الدماغ مع الإدمان، كما يصنف المعهد الوطني لتعاطي المخدرات  (NIDA) وإدارة خدمات إساءة استعمال المواد والصحة النفسية  (SAMHSA)، والمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، أن الإدمان مرض أو حالة طويلة الأمد ومتكررة، تتميز برغبة الفرد القهرية في تعاطي المخدرات واستخدامها رغم الأضرار الوخيمة، ويرجع هذا التصنيف إلى الأسباب التالية:

  1. الإدمان مرض يغيير من طريقة استجابة الدماغ في المواقف التي تنطوي على المكافآت والتوتر وضبط النفس.
  2. إدمان المواد المخدرة مرتبط بالأمراض المزمنة والخطيرة مثل أمراض القلب والدماغ، وتعطيل الوظائف الحيوية للجسم.
  3. التغييرات طويلة الأمد التي يحدثها الإدمان قد تستمر لفترة طويلة بعد توقف الشخص عن تعاطي المخدرات.

تعرف على: مفاهيم مغلوطة عند المدمنين

من هم الأكثر عرضة للإدمان

كما أوضحنا أن الإدمان مرض خطير يعاني منه العديد من الأشخاص، ولكن من هم الأكثر عرضة للوقوع في قبضة هذا الاضطراب، دعنا نعرض عليك مجموعة من الإحصائيات بالاستناد على الدراسات والأبحاث الحديثة، والتي تشمل الآتي:

  • 15% من طلاب المدارس الثانوية يتعاطون المواد المخدرة مثل الهيروين والكوكايين والإكستاسي، والمهلوسات والمستنشقات والميثامفيتامين عن طريق الحقن.
  • الطلاب الذين يستعملون الأدوية المخدرة كالمنومات والمهدئات من غير وصفة طبية.
  • كذلك 14% من الطلاب المراهقين بالجامعات والمدارس الثانوية يقومون بإساءة استخدام المواد الأفيونية الموصوفة طبيًا.

والجدير بالذكر هنا أن تعاطي المخدرات بالحقن يزيد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) بشكل مباشر، كما أن تعاطي المخدرات لها ارتباط مباشر بالسلوكيات الجنسية الخطيرة خاصة الذين يتعاطون المواد الأفيونية.

الإدمان مرض يصيب أي فئة وأي طبقة اجتماعية

الإدمان مرض أو اضطراب كما أوضحنا ذو تأثيرات خطيرة على الصحة النفسية والجسدية والعقلية، لذا مصابي هذا الاضطراب يعانون من مشكلات لا حصر لها تتطلب سرعة التدخل الطبي، والمشكلة الأكبر والتي يغفل عنها الكثير من الأشخاص أن الإدمان شائع بين جميع الطبقات الاجتماعية، فلا فرق بين الفقير والغني من جانب مخاطر التعرض للإدمان، فجميع الأوساط الاجتماعية بيها تجار ومروجي للمواد المخدرة التي تدمر صحة الشباب والمراهقين، والفرق يكون في نوع المادة المخدرة وسعرها الذي يتطابق مع مستوى الطبقة الاجتماعية، غير ذلك الجميع معرض لخطر التعاطي والإدمان.

بالإضافة إلى ذلك الإدمان مرض يصيب جميع الفئات العمرية، خلال السنوات الماضية لم يعد الإدمان شائع بين المراهقين والشباب والمراهقين فقط، بل هناك مدمنين بين طلاب المدارس الابتدائية وصغار السن، فلا تأمن لهذا الاضطراب مهما بلغت المرحلة العمرية لابنك فالخطر يحيط به من جميع الجهات، لذا أصبحنا الآن أمام مجتمعات عربية معرضة للانهيار أمام هذا اضطراب تعاطي المخدرات، إذا شعرت بسلوك مريب أو شعور غريب تجاه ابنك مهما بلغ عمره لا تردد في التواصل مع أحد المتخصصين، وتأكد من عدم تعاطي أي نوع من المواد المخدرة أو العقاقير المخدرة مثل المنومات أو المهدئات أو المسكنات.

كيف تتعامل مع إدمان أحد أفراد العائلة؟

الإدمان مرض خطير لا يعالج بالحبس في المنزل أو بالترهيب والعقاب، فالمدمن مريض يعاني من مشاكل صحية ونفسية في غاية الخطورة تحتاج إلى التدخل الطبي، تواصل مع مركز متخصص CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي الرائد بالوطن العربي بإدارة الدكتورة منى اليتامي أخصائي علاج الإدمان واستشاري العلاج السلوكي المعرفي، وبرامج العلاج داخل المركز تصمم بناء على الاحتياجات الخاصة لكل مريض، وتشمل المراحل التالية:

1_ الفحص والتشخيص المزدوج

الإدمان مرض خطير يبدأ علاجه بمرحلة التشخيص والفحص المزدوج، ويوجد فريق طبي متخصص لبدء الفحوصات الجسدية والتحاليل، والتقييمات النفسية مما يعرف بالتشخيص المزدوج لتحديد التقديرات الصحية الدقيقة للمريض، واختيار أفضل برامج العلاج التي تلائم المريض، ويتم الكشف عن الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان كالاكتئاب والقلق والتوتر وغيرها، وتحدد برامج العلاج النفسي للوصول إلى التعافي من الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان.

2_ العلاج الدوائي

الإدمان مرض يحتاج إلى العلاج بالتوقف عن السلوك الإدماني أو الإقلاع عن المادة المخدرة، لتبدأ أصعب مراحل العلاج للمدمن حيث يتواجه مع الأعراض الانسحابية، بسبب الاعتماد على المادة المخدرة وتأثيرها على هرمونات السعادة والاسترخاء، وصعوبة ما يمر به المدمن تتطلب إشراف طبي متخصص لوصف مجموعة من الأدوية تساعد على تخفيف آلام أعراض الانسحاب، ويتم إدارتها بشكل صحيح لمنعها من التطور لتمر هذه المرحلة بسلام.

لذا نوفر طاقم تمريض على مستوى من الخبرة والكفاءة للتعامل مع المرضى، ومتابعة المؤشرات الحيوية للمريض طوال فترة العلاج، ويتم تحديد نوع الدواء المناسب لكل مريض طبقا للحالة الصحية.

3_ مرحلة التأهيل النفسي والسلوكي

الإدمان مرض يصيب الصحة النفسية والذهنية للمدمن لذا الغالبية من مدمني المخدرات يعانون من الاضطرابات، والأمراض النفسية التي تحتاج إلى العلاج المتخصص من خلال برامج العلاج النفسي والتأهيل السلوكي، لذلك من الضروري الدمج بين العلاج الدوائي والنفسي معًا لضمان عدم العودة مرة أخرى إلى الإدمان، وبرامج التأهيل النفسي والسوكي تساعد المدمن على التخلص من الأسباب والدوافع وراء الإدمان.

4_ الإرشاد الأسري

في المركز العلاجي نقدم خدمة الإرشاد الأسري الذي يساعد أفراد العائلة على تجاوز هذه المحنة، ومعرفة المزيد عن الإدمان وما يمر به المدمن في هذه المرحلة، ذلك ليساعدهم على التحلي بالصبر والتفاهم والتقبل لما يصدر منه من سلوكيات، بجانب تقديم الدهم النفسي والمعنوي لأفراد العائلة الذين تواجههم مشاكل نفسية بسبب هذه المشكلة،

أيضًا يتم الكشف عن أهم نصائح التعامل مع المتعافي من الإدمان بعد الخروج من المصح العلاجي، وخلال جلسات الإرشاد الأسري يعزز الطبيب المعالج من قوة الرابط الأسري بين المريض وأفراد عائلته لتحقيق التعافي من الإدمان ومنع الانتكاسة.

5_ مرحلة المتابعة بعد العلاج

علاج الإدمان داخل مركز CHOOSE للطب النفسي وعلاج الإدمان أحد أهدافه التعافي المستدام، حيث يستمر برنامج العلاج بعد خروج المتعافي من المركز بجدول من جلسات العلاج النفسي والمتابعة مع الطبيب، بالإضافة إلى جلسات العلاج الجماعي لتعزيز الرغبة الدائمة في التعافي من الإدمان وعدم التراجع عن نتائج العلاج، ذلك لمساعدته على التصدي للمثيرات والمحفزات الخارجية، والتعامل مع مؤشرات الانتكاسة المحتملة.

مصدر1

مصدر2

arArabic