تخطى إلى المحتوى

اضطراب الشخصية الوسواسية

اضطراب الشخصية الوسواسية

هل اضطراب الشخصية الوسواسية يختلف عن اضطراب الوسواس القهري؟ أم هو نفس الاضطراب وكلاهما كما يقال وجهان لعملة واحدة هذا ما سيكتشفه القارئ خلال قراءة المقال -إن شاء الله-   تعالي.

الشخصية جزء لا يتجزأ عن الإنسان قد تصبح مضطربة وقد تصبح مريضة إذا زادت عن الحد الطبيعي في ردود الأفعال والتصرفات وتعاملاته مع الآخرين، وتختلف الشخصيات من شخص لآخر اعتمادا علي التجارب الداخلية والظروف المحيطة به وسلوكياته والتعامل مع الآخرين.

الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية يجدون مشاكل وصعوبات في التعامل مع الآخرين سواء كانوا أصدقاء أو الأزواج أو الأولاد أو زملاء العمل، وذلك لما يفرضونه عليهم من متطلبات والرغبة في تحقيق المثالية والكمال في أداء الأعمال.

ما مدى انتشار اضطراب الشخصية الوسواسية؟

أما عن نسبة انتشار اضطراب الشخصية الوسواسية فليس هناك إحصائية دقيقة بعدد المصابين أو نسبة الإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية إلا أن الدراسات التي أقيمت بهذا الشأن أكدت أن اضطراب الشخصية الوسواسية يصيب الرجال بنسب أكبر من النساء.

أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية؟

أما عن أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية فهناك العديد من العوامل التي تساعد علي الإصابة بالاضطراب مثل وجود تاريخ عائلي، فينتشر الاضطراب بصورة أكبر لدي الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بالمرض، بالإضافة إلى التنشئة في بيئة تبالغ في التربية وتتشدد في أمور التربية والانضباط والمثالية المبالغ فيها في التعاملات.

مع عدم إعطاء فرصة للتعبير عن الرأي وعدم المرونة أو المسامحة إذا ما حصل خطأ ولو كان الشخص معذورا، وقد تتميز الحياة العائلية بعواطف مكبوحة وحين يعبر أحد أفراد الأسرة عن غضبه فدوما ما يوجه له النقد وينبذ من قبل المجتمع ولا شك أن معرفة الشخصية وكيفية التعامل معها تساعد بشكل كبير في علاج الاضطراب.

ما هو مآل مرضي الشخصية الوسواسية؟

أما عن مآلات الاضطراب فإن نمو مرض الاضطراب الشخصية الوسواسية متنوع وغير متوقع وقد يعاني الشخص المريض من وساوس قهرية أو أفعال قهرية من وقت لآخر.

لكن المراهقين المصابين باضطراب الشخصية الوسواسية يستطيعون إذا فهموا أنفسهم وتحسنت بصيرتهم فإنهم يتصفون بالانفتاحية والدفء والحب ويكونون رجالاً بالغين متفتحين.

وقد تكون مآلات الاضطراب خطيرة ويكون خلف الاضطراب فصاماً أو الاكتئاب ما يعاني منه المضطربون في نهاية المطاف.

كيفية تشخيص اضطراب الشخصية الوسواسية؟

من خلال مقابلة الشخص المصاب باضطراب الشخصية الوسواسية تجد شخصاً يحمل هذه الصفات (صلباً، متعجرفاً، رسمياً في التصرفات، معاند، ضيق المشاعر، حاد المزاج، يغلب علي الشخص التوتر، إجابات تكون مفصلة).

ما هي العلاقة بين الشخصية الوسواسية والزواج؟

من المعلوم عن الشخص المصاب بالشخصية الوسواسية أنه بخيل بالمشاعر والأحاسيس فكما أنه بخيل بالمال كذلك فهو بخيل من الناحية العاطفية فالحياة لدي مريض الشخصية الوسواسية جافة وعقلانية ومحسوسة، لكن علي الرغم من ذلك فهو منظم ذو ضمير حي وعنده شعور عال بالمسؤولية ومعتني باحتياجات أسرته بما يراه هو من الاحتياجات الأسرية، بالإضافة إلى أنه ليس له أية علاقات عاطفية خارج نطاق الزواج يعني أنه زوج محترم رغم شحه بالعواطف.

اضطراب الشخصية الوسواسية

اضطراب الشخصية الوسواسية

موضوعات ذات صلة 

ما هي أبرز صفات الشخصية الوسواسية؟

1-  تقديم النظام والدقة في أداء العمل علي المرونة والفاعلية.

2-  الاشتغال بالعمل والتفاني فيه حتى لو على حساب النفس والعلاقات الشخصية.

3-  صعوبة بالغة في اتخاذ القرارات والتردد بشكل كبير مما يفوت عليه العديد من الفرص.

4-  شخصية سريعة الغضب تثير سخطها الهفوات الصغيرة غير المقصودة

5-  الاشتغال بالتفاصيل الصغيرة والاهتمام المبالغ فيه بالجداول الزمنية والقوائم مما يضيع منه لب الموضوع وأساس العمل.

6-  عدم التفريط في الأشياء القديمة وكأنه مريض بالاكتناز مع الاحتفاظ بكافة الأوراق والبنود والإيصالات القديمة والاحتفاظ بجميع الممتلكات حتى وإن لم يكن لها قيمة عاطفية.

7-  شخصية شحيحة من جميع الجوانب على نفسها وعلي الأشخاص الآخرين، لا تجامل أحدا من قبيل الود وجلب المحبة بلا مداهنة، شحيحة في التعبير عن مشاعرها برغم وجود سيل من المشاعر والأحاسيس والعاطفة تكتمها بداخلها.

8-  الشخصية الوسواسية القلقة متسم بالجدية والرسمية في التعاملات.

9-  لا يحب تفويض الأمور للآخرين، ولا يحبذ العمل في فريق جماعي خوفا من التفريط من الآخرين أو الخروج عن الخطة الموضوعة ما لم يتم وضع جدول للخطة وسير الأمور بدقة ومعرفة أدق التفاصيل في العمل الذي سيتم.

10-  شخصية عنيدة متصلب لآرائه دوما ما يري الصواب في وجهة نظره، يفرض على الآخرين رأيه ويتوقع منهم الطاعة والانقياد.

11-  النظرة التشاؤمية للمستقبل شديد التوتر والقلق مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية والعضوية بسبب التحفيز العصبي المستمر.

12-  حياتهم المهنية والزوجية مستقرة إلا أنها غير مسترخية بالإضافة إلى أن صداقاتهم محدودة.

العلاقة بين الشخصية الوسواسية واضطراب الوسواس القهري؟

ومما يجدر الإشارة إليه الخلط واللبس الحاصل بين اضطراب الشخصية الوسواسية واضطراب الوسواس القهري، فالفرق بينهما أن الأشخاص المرضى باضطراب الشخصية الوسواسية لا يقومون بأعمال معينة مرارا وتكرار وبشكل قهري، مثل غسل الأيدي بشكل متكرر دون الحاجة إلى ذلك بخلاف الشخص المصاب بالاضطراب الوسواسي القهري.

لكن ما يميز هؤلاء المرضى المصابون باضطراب الشخصية هو النزعة إلى الكمال مع شعورهم بالقلق والتوتر إن لم يتم أداء الأمور علي أكمل وجه من وجهة نظرهم هم التي تتطلب أعلى درجات المثالية.

معظم أصحاب الشخصية الوسواسية يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب الوسواس القهري لكن يختلف اضطرا الشخصية عن الاضطراب الوسواسي القهري كون الشخصية الوسواسية اضطرابا في السمات بينما اضطراب الوسواس القهري يعد اضطراباً في الأغراض، لكن لا شك أن علاج الشخصية وعلاج الشخصية القهرية أمر ليس بالهين.

كيفية علاج الشخصية الوسواسية؟

في حقيقة الأمر أصحاب الشخصية الوسواسية يدركون تماماً مدى معاناتهم وما يعيشون فيه من انزعاج ومشاكل وعرقلة في مسيرتهم الحياتية لذا فهم يميلون إلى طلب المعالجة عن طريق طيب الخواطر بخلاف الاضطرابات الشخصية الأخرى ولكن مع هذا فإن علاج اضطراب الشخصية الوسواسية ليس أمرا سهلا.

بل قد تستمر مدة علاج الاضطراب فترة طويلة ويكون التركيز أثناء العلاج علي المشاعر أكثر منه علي الأفكار كما يجب إقصاء الشعور العدواني لذا لا بد من التعرف علي كيفية التعامل مع الشخصية الوسواسية.

وفيما يتعلق بعلاج الشخصية الوسواسية فتتم من خلال العلاج السلوكي والعلاج الدوائي كعلاج رئيسي لاضطراب الشخصية الوسواسية بالإضافة إلى غيرها من الطرق التكميلية التي تساعد علي العلاج وتزيد من فرص العلاج، ومما يجدر الإشارة إليه أن الشخصية الوسواسية علي وعي كامل ودراية بما يعانيه ويسعى دوما للعلاج.

أولاً العلاج السلوكي:- وللعلاج السلوكي في علاج اضطراب الشخصية الوسواسية بعض المميزات

1-  يسهل علي المعالج النفسي مقاطعة الشخص المريض أثناء انفعالاته غير سوية أو تفسيراته.

2-  منع الشخص المريض من الاستمرار في سلوكه المعتاد.

3-  رفع معدلات القلق عند الشخص المريض وتركه بمفرده للتعامل مع مواقف جديدة ليتعلم بمفرده كيف يتكيف مع الأمور الجديدة.

4-  قد يتم منح المريض وحصوله علي حافز أو مكأفاة في حالة ما غير من نمط وطريقة التعامل أو غير من شخصيته.

ثانياً العلاج بالعقاقير:- في بعض الأحيان يتم إعطاء الشخص المريض مجموعة المثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للاكتئاب فقد لوحظ أن لها أثرا جيدا في تحسين الحالة النفسية والمزاجية لمرضي الشخصية الوسواسية.

ثالثاً الاسترخاء:- قد يكون الاسترخاء مثل التنفس العميق وغيرها من تقنيات الاسترخاء الأخرى مفيدة بشكل كبير في الحد من الشعور بالإلحاح والتوتر الذي يعيشه الذي يعاني اضطرابات الشخصية الوسواسية.

مصدر 1

arArabic