تخطى إلى المحتوى

العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية

العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية

العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية من المفترض أنها من العلاقات المتداخلة لدى الكثير من الأفراد، حيث يظنون أن الإعاقة الذهنية تعني الإصابة باضطراب التوحد، الإعاقة الذهنية عبارة عن خلل في الأداء الفكري والتكيفي للفرد نتيجة أسباب مختلفة، ومن المتوقع أن تحدث الإصابة بالتخلف العقلي والذهني في أي وقت قبل بلوغ سن الـ18 عامًا، يواجه المعاق ذهنيًا مشكلة كبيرة في التعامل مع الآخرين، كذلك اختلافه عن الباقية يقابل بالرفض والتنمر والسخرية مما يضعه ضمن الفئة المنبوذة من المجتمع.

ومريض التوحد كذلك يعاني من مشاكل في التأقلم مع المجتمع ويعجز عن مسايرة الحياة في الإطار الطبيعي، ومن خلال مقالنا سنتحدث عن العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية، الحقيقة المؤسفة أن الغالبية العظمى من الأهالي العربية لا يتمتعون بالمهارة أو الخبرة الكافية للتعامل مع طفل التوحد أو الإعاقة الذهنية.

ونجد البعض منهم ينكر حقيقة إصابة الطفل بمشكلة عقلية أو ذهنية خوفًا على المظهر الاجتماعي أمام الآخرين، على الجانب الآخر نحن أمام مجتمعات ودول عربية تعاني من فقر شديد بالمصحات ومراكز الرعاية المتخصصة لأصحاب الإعاقات الذهنية والمشاكل العقلية مثل التوحد.

والمراكز الحالية لا تتمتع بالخبرة والكفاءة العالية التي تتمتع بها المراكز في الدول الأوروبية، لذلك مركز اختيار للطب النفسي والإعاقات الذهنية ضم مجموعة من أفضل الأطباء والمهنيين لتأهيل مرضى الإعاقات الذهنية، ويتبعون نفس النمط العلاجي المتبع في الدول المتقدمة لخدمة متميزة.

التوحد ما هو؟

العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية أحد المفاهيم المتداخلة لدى الكثير من الأشخاص وتحديدًا في المجتمعات العربية، لذلك في البداية حديثنا سنوضح ما هو المقصود بالتوحد حيث يعرف بمرض (ASD)، ينصفها العلماء على أنها من إعاقات النمو التي تحدث نتيجة اختلافات دماغية، الدراسات والأبحاث التي أجريت لمعرفة ماهية الإصابة كشفت عن وجود أطفال يعانون من هذا الاضطراب نتيجة العوامل الوراثية.

بينما عجزوا عن تحديد السبب لدى مجموعة أخرى من الأطفال، لذا الإصابة بطيف التوحد ترجع إلى أسباب معروفة وأخرى مجهولة، والرجال والإناث عرضة للإصابة بهذا باضطراب التوحد (Autism spectrum disorder).

الاختلافات الدماغية لدى مريض التوحد تكون سبب في تعامله بطريقة مختلفة عن المعتاد مع البيئة المحيطة، وفي الأغلب يواجهون مشكلة وصعوبات في التفاعل أو التواصل مع الأخرين، لديهم أيضًا اهتمامات مقيدة وأنشطة وسلوكيات تختلف عن بقية الأطفال في نفس أعمارهم.

لذلك يتعلمون بطريقة ويتواصلون مع الآخرين بطريقة مختلفة، بالإضافة إلى ذلك البعض منهم لديهم مظهر خارجي يميزهم عن الآخرين، وغالبًا ما يحتاجون إلى مساعدة ودعم في شؤون حياتهم المختلفة، ينقسم مصابي طيف التوحد إلى نوعين البعض منهم يحتاج إلى دعم ورعاية بسيطة، والبعض الآخر يحتاجون إلى رعاية دائمة ومتخصصة.

أعراض طيف التوحد تبدأ على الأطفال في سن الـ3 سنوات والبعض الآخر قد تظهر عليهم الأعراض خلال الأشهر الـ12 الأولى بعد الولادة، ويستطيع مريض طيف التوحد أن يستمر في الحياة خاصة أن الأعراض تتحسن مع مرور الوقت، يتساءل البعض عن طبيعة العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية.

المقصود بالإعاقة الذهنية

في إطار الحديث عن طبيعة العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية سنتحدث عن المقصود بالإعاقة الذهنية، الطفل أو المراهق الذي يعاني من الإعاقة الذهنية أو ما عرف سابقًا بالتخلف العقلي يصاب بمشكلة في الأداء الفكري والتكيفي، والمقصود بالأداء الفكري هي القدرة على التفكير الجيد والتخطيط لحل المشكلات وممارسة الحكم وربط النتائج وتعلم المفاهيم المجردة وغيرها.

بينما المقصود بالأداء التكيفي هي القدرة على التفاعل والتواصل الجيد مع البيئة الخارجي والأشخاص من حوله، أو العيش مسؤول ومستقل ومهارات العناية الذاتية مثل تناول الطعام وارتداء الملابس والاستحمام بمفرده أو إدارة الأعمال، لذلك المعاقين ذهنيًا يعجزون عن التعلم في المدرسة أو الاهتمام بالنفس والعيش بعيدًا عن الأهل.

الإعاقة الذهنية تحدث لأسباب مختلفة كشفت عنها الدراسات والأبحاث العلمية مثل تعاطي الكحوليات أو الإصابات الجنينية وغيرها، أنواع الإعاقات الذهنية متعددة وسبب حدوثها يختلف، أيضًا خصائص الإعاقة الذهنية تختلف باختلاف نوع الإعاقة الذهنية، إلى جانب ذلك هناك درجات من الإعاقة الذهنية (خفيفة / معتدلة / شديدة / عميقة).

المعاقين ذهنيًا يتم تشخيصهم بناًء على مستوى الذكاء إلى جانب الاختبارات السريرية، الطفل يتم تشخيصه بالإعاقة الذهنية عندما يتمتع بمستوى ذكاء قريب من 70 أو أقل، إلى جانب المعاناة من ضعف في الأداء التكيفي مقارنة بالأطفال أو المراهقين في عمره، والإحصائيات تشير إلى أن حوالي 1% من سكان الكرة الأرضية يعانون من الإعاقة الذهنية، لكن ما هي العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية.

أقرأ أيضًا: برامج علاج الإعاقة الذهنية

العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية

العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية من الأمور التي يجب توضيحها لتصحيح المفاهيم الخاطئة، ومن أهمها أن مريض طيف التوحد ما هو إلا شخص معاق ذهنيًا، تحدثنا عن طبيعة اضطراب طيف التوحد وأنه يحدث نتيجة اختلافات الدماغ لأسباب معروفة وأخرى مجهولة، بينما أنواع الإعاقات الذهنية تتمثل في خلل الأداء الفكري والتكيفي للفرد تحت سن الـ18 عامًا، العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية تتمثل في النقاط التالية:

  • 10% من مصابي الإعاقة الذهنية يعانون من اضطراب طيف التوحد ويتمتعون بخصائص التوحد.
  • نسبة كبيرة جدًا من مصابي طيف التوحد يعانون من أحد أنواع الإعاقات الذهنية.

لتوضيح العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية في عام 2008 قام مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) بإجراء دراسة بحثية، والتي كشفت عن 38٪ من الأطفال المصابين بطيف التوحد يعانون من الإعاقة الذهنية.

كما أن 24% من مصابي التوحد تم تصنيفهم ضمن نطاق القدرات الفكرية المحدودة ويتراوح معدل الذكاء لديهم ما بين 85 إلى 71، و38% من المصابين يتمتعون بمستوى ذكاء أقل من 85 والتي تعتبر أقل من المعدل المتوسط (100)، طبقًا لطبيعة العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية لا يمكننا اعتبار أن مصابي التوحد هو مريض إعاقة ذهنية والعكس.

العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية

العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية

الإعاقة الذهنية والتوحد بين الذكور والإناث

استكمالًا للحديث عن طبيعة العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية سنذكر معدلات الإصابة المشتركة بين التوحد والإعاقة الذهنية، نسبة من مصابي التوحد يعانون من الإعاقة الذهنية والعكس، والدراسات البحثية كشفت عن 46% من الإناث المصابات باضطراب التوحد يعانون من الإعاقة الذهنية، بينما نسبة الذكور أقل حيث تصل إلى حوالي 37%، كما أن دراسة أخرى أوضحت أن معدلات الإصابة باضطراب طيف التوحد بين الذكور أعلى 5 مرات مقارنة بالإناث.

الجدير بالذكر أن الإصابة بالإعاقة الذهنية تكون متزامنة مع اضطرابات أخرى مثل الاكتئاب وثنائي القطب وغيرها، الدراسات التي تخصصت في توضيح العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية كشفت عن معدلات الإصابة بالاضطرابات المصاحبة، وأوضحت النتائج أن مصابي اضطراب طيف التوحد بدون إعاقة ذهنية متزامنة ترتفع لديهم معدلات الإصابة بالاضطرابات المصاحبة مقارنة بمصابي طيف التوحد والإعاقة الذهنية معًا.

التعامل مع مصابي الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد بالتزامن يحتاجون إلى رعاية متخصصة، ومهنيين لمساعدتهم على دعم وتطوير مهارات التواصل وتحسين الأداء الفكري والتكيفي، وأنشطة المعاقين ذهنيًا تحدث تقدم كبير لدى الغالبية العظمى من المصابين، لذلك ينصح بالتواصل مع مركز أو دار مرخص ومتخصص في الرعاية الطبية والدعم التطويري لأصحاب الإعاقات الذهنية مثل مركز اختيار للطب النفسي

سبب إصابة مريض طيف التوحد بالإعاقة الذهنية

العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية علاقة نسبية تتمثل في احتمالية إصابة مريض اضطراب طيف التوحد بالإعاقة الذهنية والعكس صحيح، على الرغم من الاختلاف بين صفات كلًا من الإعاقة الذهنية واضطراب التوحد إلا أنه لا يزال هناك قواسم مشتركة بينهما.

لذلك نجد البعض من الأطباء يخطئون في وضع التشخيص الدقيق لبعض الأطفال، مثل تشخيص مريض الإعاقة الذهنية باضطراب طيف التوحد والعكس، وعملية تشخيص الفرد بالإعاقة الذهنية المتزامنة مع اضطراب طيف التوحد تحتاج إلى طبيب وأخصائي متميز يتمتع بالخبرة والكفاءة المهنية.

لا يزال العلماء يبذلون كافة الجهود لتحديد العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية من الناحية السببية، الإعاقة الذهنية ترتبط ببعض المتلازمات المرضية مثل:

  • متلازمة بيلة فينيل كيتون.
  • متلازمة داون.
  • متلازمة الهش X.
  • ومتلازمة أنجلمان.
  • متلازمة تشارج.

يبحث العلماء إذا كان هناك وجود إلى جين مشترك بين اضطراب طيف التوحد والإعاقة الذهنية، مرض اضطراب التوحد يرتبط إلى حد كبير بعملية الازدواجية في الجينات الوراثية، بينما الإعاقة الذهنية ترتبط بعمليات الحذف للشفرات الجنينة.

بغض النظر عن احتمالية وجود العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية من ناحية السببية فلا يمكن إنكار وجود قواسم مشتركة بينهما، وتحديدًا في الصراعات الداخلية التي يعاني منها مريض التوحد ومريض الإعاقة الذهنية مثل مهارات التواصل الاجتماعي.

التوحد ليس إعاقة ذهنية

طبقًا لحديثنا عن العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية فإن التوحد ليس إعاقة ذهنية، الإصابة بقصور في القدرات الفكرية لا يعد معيارًا لتشخيص الفرد باضطراب طيف التوحد، مرض التوحد يؤخر من عملية التطور والتنمية في مهارات التواصل والفهم والقدرة على التكيف مع البيئة، بالإضافة إلى السير في مستويات غير مساوية للأطفال في نفس الفئة العمرية في اللغة والحالات العاطفية والسلوكيات وغيرها.

كما أن الأطفال المصابين بالتوحد عمومًا لا يعانون من انخفاض في مستوى الفهم الإدراكي، ويتمتعون بمستوى طبيعي كمعظم الأطفال والبعض الآخر يتمتعون بمستوى مذهل من الذكاء، بينما التخلف العقلي أو الإعاقة الذهنية تعني اضطراب في النمو العصبي مما يؤثر على الأداء الفكري والتكيفي للطفل، لذلك التخلف الذهني يعني قياس وتقييم الأداء المعرفي للطفل، لذلك لا يمكن اعتبار التوحد إعاقة ذهنية.

الفرق بين التوحد والإعاقة الذهنية

العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية

العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية

كما تحدثنا بالتفصيل عن العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية سنتحدث أيضًا عن الفرق بين الإعاقة الذهنية والتوحد، ذكرنا أن التوحد ليس إعاقة ذهنية ولكن من المتوقع أن يصاب أحد أطفال التوحد بإعاقة ذهنية متزامنة، إلى جانب 10% من مصابي الإعاقة الذهنية يتم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد المتزامن طبقًا لحدثنا في البداية عن العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية.

العلماء يبحثون إلى الآن عن القواسم المشتركة بين التوحد والإعاقة الذهنية ولا تزال الأبحاث جارية، على النقيض تمكن الأطباءمن تحديد بعض الفروق الجوهرية بين التوحد والتخلف العقلي وتتمثل في النقاط التالية:

1_ الإعاقة الذهنية (التأخر العقلي)

  • الإعاقة الذهنية تتطلب تحديد معدل الذكاء ومن المفترض أن يحقق معيار أقل المعدل المتوسط، المعيار المتوسط 100 لذلك من المفترض أن يحقق معيار أقل المعياريين 50 _ 75 تقريبًا.
  • التأخر الذهني والعقلي يتسبب في فرض قيود وتحديات عديدة على مهارات التواصل أو القدرة على الكلام، على عكس مريض التوحد الشديد الذي يعجز عن الكلام.
  • مرضى الإعاقة الذهنية يتميزون بالتأخر في تطوير مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتطوير اللغة الشفوية ومهارات حل المشكلات وتعلم المفاهيم الاجتماعية.
  • لقياس الأداء العقلي للمعاق ذهنيًا يتم تقييم نمو الطفل الحسي الحركي.
  • اختبارات تشخيص وتقييم المعاق ذهنيًا تنحاز إلى الثقافة ولا يمكن مشاركتها مع جميع الأشخاص، لأنهم لن يستطيعون إحراز نفس النتيجة ويحصلون على نتيجة أقل.

2_ اضطراب طيف التوحد

  • أطفال التوحد يتمتعون بمستوى ذكاء متوسط أو أعلى من المتوسط.
  • طفل التوحد يعجز عن التواصل مع العالم الخارجي بواسطة اللغة.
  • لا يستطيع طفل التوحد استخدام الأصوات أو الكلمات ويعبر عن رغباته واحتياجاته بطريقة غير لفظية.
  • يعجزون أطفال التوحد عن التواصل الاجتماعي أو العيش وسط البيئة السكنية الطبيعية.
  • لديهم مشكلة في فهم عواطف الآخرين لذا لا يستطيعون إظهار التعاطف عند رؤية شخص يتألم.
  • يواجهون صعوبة في التواصل والتفاعل الاجتماعي وفهم اللغة لكنهم يحققون نتائج متقدمة في كافة المجالات.

خلاصة الحديث عن العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية:

العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية علاقة تزامنية إلى حد كبير حيث يصاب 10% من المعاقين ذهنيًا باضطراب طيف التوحد، لكن التوحد ليس إعاقة ذهنية ولم يتم إثبات أي حقيقة علمية عن وجود علاقة سببية بين التوحد والتأخر العقلي، أيضًا هناك فروق جوهرية بين التوحد والإعاقة الذهنية، ولكن من أهم القواسم المشتركة بينهما هي الحاجة إلى التدريب على تطوير مهارات التواصل الاجتماعي ومجالات الأداء الفكري والعقلي.

ندرة مصحات ومراكز وبيوت الرعاية للمعاقين ذهنيًا وأصحاب الاختلافات الدماغية مثل التوحد تقف عائق كبير أمام الكثير من العائلات، لإحراز تقدم كبير في جوانب الاضطراب لدى مريض التوحد والإعاقة الذهنية من الضروري توفير عنصر الخبرة، والمهنيين للإشراف على أنشطة وبرامج العلاج وذلك ما يتوافر في أفضل مراكز الرعاية المتخصصة مركز اختيار للطب النفسي والإعاقات الذهنية.

مصدر1 

مصدر2 

مصدر3

arArabic