تخطى إلى المحتوى

علاج إدمان التسوق

“علاج إدمان التسوق” ربما تشعر بالاستغراب والاندهاش عند سماع تلك الجملة، خاصًة أننا نعلم جيدًا أنه من أبرز الأشياء التي تُجلب الشعور بالسعادة والاستمتاع للجميع هي التسوق وشراء كل ما هو أنيق وجديد، ومما لا جدال فيه أننا بين الحين والآخر قد نشعر بأننا بحاجة إلى التبذير، سواء أكان أمر الشراء يتعلق بأحدث الأجهزة، أو كثرة شراء الملابس الجديدة الأنيقة، أو حتى الطعام.

ولكن في حقيقة الأمر هذا لا يُشكل مُفاجأة لأننا نتعرض باستمرار إلى وسائل تعزيز عقلية التسوق مثلًا، الإعلانات عبر الإنترنت، والمطبوعات، ووسائل الإعلام، والجدير بالذكر أن الانغماس في الإنفاق العرضي ليس بالضرورة أمرًا سيئًا عندما يتم باعتدال ولا يُعطل الشؤون المالية للأسرة، ولكن ماذا لو كان التسوق والشراء يتم بشكل قهري يتبعه مشاعر الندم بعد الشراء؟؟ هل كثرة الشراء مرض؟ في هذه الحالة!!

لكي نفهم جيدًا هل كثرة الشراء مرض أم لا؟ لا بد من التعرف أولًا على الفرق ما بين كثرة التسوق العادي وكثرة التسوق التي تُشير إلى الإدمان، وهذا ما سنتحدث عنه لاحقًا خلال هذا الموضوع، كما نوضح كل ما يدور حول إدمان التسوق بما في ذلك، أسباب إدمان التسوق، أعراض هوس الشراء، والأهم من ذلك هو علاج إدمان التسوق.  

ما هو إدمان التسوق؟

هو نوع من الإدمان السلوكي الذي يتضمن الشراء والتسوق القهري كوسيلة للشعور بالرضا والخروج من المشاعر السلبية مثل الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب.

كما يمكن تعريفه بأنه الرغبة التي لا تُقاوم في التسوق والشراء بشكل قهري عند بعض الأشخاص، على الرغم من أن الانخراط في هذا النشاط ينطوي على العديد من العواقب السلبية في حياتهم.

ولكن كما هو الحال مع أنواع الإدمان الأخرى، عادة ما يكون كثرة الشراء أو الإصابة بهوس الشراء وسيلة عند البعض للتعامل مع آلام الحياة العاطفية والتغلب على صعوباتها، ولكن لسوء الحظ، أن هذا السلوك يميل إلى جعل الأمور أسوأ وليس أفضل كما هم يعتقدون.

 ما الفرق بين كثرة التسوق العادي وإدمان التسوق؟

الجدول التالي يوضح الفرق ما بين التسوق العادي والإسراف في الشراء وإدمان التسوق القهري:

 

التسوق العادي

إدمان التسوق

التعريف:

هو النشاط الذي يقوم به الشخص عندما تكون هناك حاجة فقط إلى استخدام العناصر المُشتراة، أو النشاط الذي قوم به الشخص للحصول على الأشياء التي تساعده في سير حياته اليومية. 

التعريف:

هو النشاط الذي يقوم به الشخص باستمرار لشراء عناصر لا تكون هناك حاجة لاستخدامها وغير ضرورية،  بل يكون طريقة رئيسية للتعامل مع التوتر والقلق والهروب من الضيق العاطفي وهنا يُسمى بـ التسوق العاطفي، ولا يمتلكون القدرة أو التحكم في هذا السلوك.

أهم ما يتميز به هو:

  • لا ينتاب الشخص الشعور بالاكراه أو الندم بعد عملية الشراء.
  • لا يُسبب ضائقة مالية للشخص.
  • ربما يكون الهدف من الشراء العادي في بعض الأوقات هو التفاخر، وقد يندرج هنا تحت مسمى الإسراف والتبذير.
أهم ما يتميز به هو:

  • سلوك قهري يحدث باستمرار وبشكل مُبالغ فيه.
  • يخلق مُشكلات مالية للشخص
  • الإفراط في الشراء المستمر.

 

 

 

بعد ما تعرفنا على أبرز ما يُميز التسوق القهري عن التسوق العادي، ربما يدور في ذهنك سؤال عن كيف تتعرف على مُدمن التسوق، لذا نوضح أعراض هوس الشراء في الفقرة القادمة.

 

ما هي أعراض هوس الشراء؟

يمكنك التعرف على مُدمن التسوق والشراء من خلال ملاحظة بعض العلامات والسلوكيات التي من بينها التالي:

  • شراء أكثر مما هو مطلوب.
  • الإنفاق فوق ميزانية الشخص.
  • الشعور بالندم بعد الشراء وغالبًا ما يُرجع الأشياء المُشتراة مرة أخرى.
  • إخفاء العناصر المُشتراة عن العائلة والأصدقاء بسبب الشعور بالندم والذنب. 
  • الانشغال كامل الوقت بالتسوق وربما يصل إلى خسارة العلاقات مع الآخرين.
  • تأخير دفع الفواتير وفتح حسابات ائتمانية جديدة لإتاحة المزيد من التسوق.

 

وكل هذه الأعراض والعلامات تدل أن الشخص يعاني من اضطراب التسوق القهري، ولكن ما هو سبب الانخراط في السلوك القهري للتسوق والشراء؟

 

ما هو سبب إدمان التسوق؟

إن أسباب إدمان التسوق الدقيقة ليست واضحة أمامنا حتى الآن، ولكن هناك العديد من العوامل التي قد تلعب دورًا مهمًا في الإصابة بهوس التسوق والشراء من بينها التالي:

اضطرابات الصحة العقلية 

غالبا ما يبدأ إدمان أو هوس الشراء في آخر سن المراهقة وبداية مرحلة البلوغ، وغالبًا ما يُصاحب إدمان التسوق اضطرابات نفسية أخرى مثلًا، اضطراب المزاج والقلق، واضطراب الأكل، واضطراب التحكم في الانفعالات، فضلًا عن اضطراب تعاطي المخدرات.

 موضوع ذات صلة بـ علاج إدمان التسوق : علاج اضطرابات الشخصية

 

الصفات الشخصية

قد يكون طابع الشخص أو نمط شخصيته عاملا مهما ومشتركا في إدمان التسوق، فنجد أنه معظم الأشخاص التي تتميز بـ:

  • يمكن التأثير عليها بسهولة وتقديرهم للذات أو ثقتهم بنفسهم منخفضة.
  • طيبي القلب.
  • المتعاطفون.
  • المهذبون مع الآخرين.
  • الوحيدين أو المعزولون عن الآخرين.   

يمكنهم إدمان التسوق بسهولة، وذلك لمحاولة احترامهم لذاتهم أو لزيادة ثقتهم بأنفسهم، أو لأن التسوق يمنحهم وسيلة للبحث عن التواصل مع الآخرين.

الحالة المادية

الأشخاص المنعمون في حالة مادية جيدة هم أكثر المعرضين إلى إدمان التسوق مقارنًة بالفئات الأخرى، ناهيك عن عندما يضع الناس قيمة عالية على العناصر المادية والأهداف التاريخية مثل النجاح المالي والوضع الاجتماعي، هناك احتمال متزايد لتطوير إدمان التسوق. 

ما هي طريقة علاج إدمان التسوق؟

قبل أن تتعرف على كيف تتخلص من ادمان التسوق؟ كن على علم بأن إدمان التسوق قضية مدى الحياة تؤثر على الأولويات التحفيزية للمريض، ومع ذلك يمكن علاجه وإدارته بشكل فعال، ولكن علاج إدمان التسوق هنا يختلف عن علاج إدمان المواد المخدرة، حيث لا يحتاج مدمن التسوق إلى مرحلة الديتوكس في أغلب الحالات إذ ثبت من خلال عملية التشخيص أنه لا يتعاطى أي مواد مخدرة.

غالبًا ما يبدأ علاج إدمان التسوق بفترة من تعديل السلوك بالخضوع إلى برامج العلاج السلوكي، وفيما يلي قائمة بأبرز الطرق المُستخدمة في علاج إدمان التسوق:

العلاج السلوكي المعرفي

الجدير بالذكر أن العلاج السلوكي المعرفي هو المعيار الذهبي في تعديل سلوكيات الشخص، وينطوي هذا النوع من العلاج على عدة برامج منها العلاج الفردي، والذي يعتمد على الجلسات الفردية التي تجمع بين مدمن التسوق ومعالج مدرب واحد على فترات منتظمة أسبوعيًا.

ومع مرور الوقت قد يتم تعديل الخطة الأساسية للعلاج السلوكي المعرفي في علاج إدمان التسوق، وذلك ليسمح للمريض بالخضوع إلى جلسات العلاج الجماعي الذي يتضمن مجموعة من المرضي مع معالج واحد أو أكثر. 

يحظى العلاج السلوكي المعرفي بشعبية خاصة بسبب منهجه العلاجي غير القائم على الأدوية، كما يسمح للمريض بممارسة المزيد من التحكم في العلاج.

في سياق الحديث عن علاج إدمان التسوق أقرأ المزيد عن: فنيات العلاج السلوكي المعرفي

العلاج بالأدوية 

 على الرغم من أنه لا يوجد دواء محدد لـ علاج إدمان التسوق، إلا أنه قد تتطلب حالة المريض في بعض الأوقات إلى وصف روشتة علاج لإدراة بعض الآثار النفسية الناجمة عن التوقف والامتناع عن هذا السلوك المعتاد عليه بشكل قهري، وقد تتضمن على بعض أنواع المهدئات لتعزيز الاسترخاء أثناء النهار والقدرة على النوم في الليل.

وهناك بعض الحالات التي يصف فيها بعض أنواع الأدوية المضادة للإكتئاب والقلق لإدارة المشكلات الثانوية الناتجة عن إدمان التسوق.

لذا يمكن القول بأنه، لكي تتعافى من إدمان التسوق، لا بد من الذهاب إلى مركز مهني متخصص ومُعتمد يمتلك خبرة كبيرة في علاج جميع أنواع الإدمان والاضطرابات النفسية والعقلية.

حيث سيتمكن الخبراء في المركز من مساعدتك على فهم الأسباب الكامنة وراء انخراطك في هذا السلوك، تقييم حالتك بشكل دقيق، ومن ثم تحديد البروتوكول العلاجي والبرامج العلاجية السلوكية التي تساعد في التغلب على هذا السلوك القهري.

 

الخلاصة عن علاج إدمان التسوق

إن مفتاح علاج إدمان التسوق الناجح ينطوي على اكتشاف السلوك المضطرب أو الاعتراف بوجود مُشكلة، ومن ثم اتخاذ قرار بطلب المساعدة في التغلب على هذا الأمر، وغالبًا ما يُعالج مُدمن التسوق عن طريق تشخيص الحالة والخضوع إلى الفحص الجسدي والاختبار النفسي، لمعرفة ما إذا كان يعاني المدمن من أحد أنواع الاضطرابات النفسية والتي تكون سبب او عامل قوي للانخراط في هذا السلوك  أم لا؟

ومن ثم تحديد بروتوكول علاج إدمان التسوق بشكل فردي يُدير الأعراض التي يعاني منها المُدمن، وإذا وجدت نفسك في حيرة من الخيارات وغير قادر على بدء العلاج، قم بالتواصل على الرقم التالي 0096594704001 وسوف يتواصل معك شخص محترف ومتعاطف وودود يفهم جيدًا ما تمر به من مُشكلات تحاول حلها وعلاجها.

المصادر

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

arArabic