Skip to content

أنواع اضطرابات الشخصية

أنواع اضطرابات الشخصية

من أشهر الأمراض النفسية والذهانية التي تصيب الأشخاص وتظهر في مرحلة المراهقة بشكل خاص هي اضطرابات الشخصية، وتعد اضطرابات الشخصية من الأنماط التي تظهر علي الإنسان والتي تجعل الإنسان يقوم بالأعمال غير المقبولة فيجنح وينأى عن ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.

 وفي واقع الأمر تعد اضطرابات الشخصية من المواضيع الشائكة حيث إنها لا تهدد حياة الأشخاص المرضى فحسب بل إنها تهدد السلام العام فالقلق يخيم علي كل من حول مرضي اضطراب الشخصية، فقد يكون من اضطرابات الشخصية ما يهدد أمنك وسلامتك، ومن خلال هذا الموضوع سوف نتعرف علي أبرز اضطرابات الشخصية الموجودة في المجتمع وكيفية علاجها.

 وعلينا أن نعي أن علاج اضطراب الشخصية بشكل عام يحتاج إلى المختصين وخبراء العلاج النفسي وفي واقع الأمر فلن يكون العلاج هيناً بل في أغلب أنواع العلاج يحتاج إلى وقت طويل والعلاجات طويلة المدى إلا أن الإسراع في علاج اضطرابات الشخصية له دور كبير في الوصول إلى التعافي.

 ومن هنا ولأن علاج اضطرابات الشخصية تحتاج إلى المختصين فاننا في مركز اختيار  للطب النفسي وعلاج الإدمان بالفيوم أفضل مستشفي نفسي مرخص نقدم أحدث طرق علاج الاضطرابات الشخصية بمختلف أشكالها في المجتمع العلاجي المتكامل والبيئة العلاجية التي تساعد علي التعافي.

ما هو اضطراب الشخصية؟

اضطراب الشخصية فئة من فئات الاضطرابات النفسية والتي تتميز بالسلوكيات الثابتة، بل إنها صعبة من حيث التغير والتأقلم  وطبيعتها مرنة وغير متكيفة بشكل دائم، ودوماً ما يصاحب الأشخاص مرضى الاضطرابات الشخصية القلق والتوتر بالإضافة إلى الضغط النفسي مما يزيد من حدة الاضطراب الذي يتعرض له الأشخاص.

وفي حقيقة الأمر تختلف تعريف الاضطراب علي حسب نوعه ودرجته وحسب الاستجابات من قبل الأشخاص، فهناك من يعاني من صعوبة في الإدراك أو قد يظهر علي البعض منهم الدوافع للعدوانية والعنف، بالإضافة إلى فقد القدرة علي التعامل مع الآخرين.

 إلا أن السلوكيات والتصرفات والتفاعلات غير طبيعية تشير إلى وجود مؤشر بأن الشخص يعاني من أحد أنواع الاضطرابات الشخصية، وفي واقع الأمر فإن الاضطرابات الشخصية شائعة الانتشار فهناك ما بين 40 % إلى 60 % من بين المرضى النفسين يعانون من اضطرابات الشخصية بأنواعها المختلفة.

ما هي أنواع اضطرابات الشخصية؟

أولاً:- اضطراب الشخصية المرتابة وهي تلك الشخصية التي لديها القلق من كل ما حولها ولا تثق في أحد ولديها ارتياب وشكوك في المحيطين فضلاً عن غيرهم، وهذا النوع من اضطرابات الشخصية يعاني من الاندفاعية ودوام الشك في الآخرين مع الحذر الشديد تجاه الآخرين.

 وهنا نجد الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المرتابة لديهم حالة من انعدام الثقة وهذا يجعل هناك صعوبة في التعامل معهم أو القدرة علي عمل علاقات معهم، ومن هنا فإن زواج الشخصية المرتابة قد يكون من الأمور المحالة استمرارها، فهم يستغرقون الوقت الطويل في الإحساس بالشك حيال دوافع الآخرين، ومن هنا فإن من أبرز صعوبات علاج الشخصية المرتابة أن الطبيب في الغالب قد لا يستطيع عمل علاقة مع المريض والفشل في هذا الأمر يصعب من عملية العلاج.

ثانياً:- اضطراب الشخصية الانعزالية أو الشخصية التجنبية ، ودوماً ما يكون الشخص المصاب باضطراب الشخصية التجنبية الانعزالية بعيداً عن الآخرين، ويفضل الوحدة والانعزال عن العالم المحيط، بل إنه يكون شخصا غير متعاطف مع أحد، ويشعر بالرغبة في الابتعاد عن التواصل البشري.

 كما يبدو الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الانعزالية بأنهم ثقيلو الظل ليس لديهم أي اهتمامات تجاه الآخرين، مع قليل من الطموحات والدوافع فإنه ينسحب من العلاقات بكل سهولة، ومن هنا فإنه يفضل الوحدة.

ثالثاً:- اضطراب الشخصية الفصامية، وأولئك الأشخاص الذين يعانون من الشخصية الفصامية يميلون إلى التفكير الغريب ويكون مشغولا بأحلام اليقظة والمعتقدات الغريبة، وبالطبع يكون لديه حالة من الهلاوس والضلالات، وفي العادة يكون لديه العلاقات المحدودة أن وجدت، فهو لا يستطيع التعرف علي كيفية بناء العلاقات مع الآخرين.

 كما أن مرضي الشخصية الفصامية لا يكون لديهم وعي بمدى تأثير السلوكيات عليهم، وتجد أولئك الأشخاص المصابون لديهم الفاصل الضبابي وعدم القدرة على التميز بين الواقع والخيال فهم يعانون من خلل في إدراك الواقع.

رابعاً:- اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع، وهذا من أخطر أنواع اضطرابات الشخصية علي الإطلاق، وهو شخص في الواقع متسرع وغير مسؤول عن التصرفات التي يقوم بها ولديه الجموح في التصرفات التي يفعلها دون أن ينظر أو يعتبر وجودة الآخرين ممن حوله، كما أنه يتصرف دون أن يفكر في الواجب، وليس لديه أي احترام أو نظر للقواعد والتقاليد أو الأعراف.

 ويطلق علي أصحاب الشخصية المضادة أو المعادية للمجتمع أنهم أشخاص متحررون، فهم لا يطبقون العادات والتقاليد والأعراض إلا في الأمور التي تخدم مصلحتهم فقط وتخدم أهدافهم الشخصية، كما أن من أبرز سمات اصحاب الشخصية المعادية للمجتمع أن لديهم نمط من عدم الاحترام للآخرين في كثير من الأحيان ويتجاوزن الحدود وينتهكون الحقوق، فهم بالفعل معادون للمجتمع وليس فيهم أي نفع للأخرين بل أنفسهم فحسب.

خامسا:- اضطراب الشخصية الحدية، وهو من أبرز الشخصيات الشخصية وفي تلك الأنواع من اضطرابات الشخصية فإن الأشخاص يعانون من حالة من العزلة بشكل مبالغ فيه، ولا يمكن توقع أفعال تلك الشخصية فهي من الشخصيات متقلبة المزاج، ودوماً ما يرون الدنيا ام أبيض أو أسود فهم لا يتمكنون من الوصول إلى المنطقة الرمادية، ومصابي تلك الأنواع من اضطرابات الشخصية لديهم نمط سائد في عدم استقرار العلاقات الشخصية بسبب تقلباتهم المزاجية ورؤية السواد أو البياض في جميع مناحي الحياة.

سادساً:- اضطراب الشخصية الهستيرية، وهم أصحاب الشخصية الدرامية التمثيلية ففي واقع الأمر فإن الشخص المصاب بالشخصية الهستيرية هو شخص درامي ومغري يسعى إلى التحفيز ويقوم بتهويل الأمور حتى الأمور الطفيفة منها فهو استعراض ويميل إلى جذب أنثاه الاخرين ، والعمل دوماً علي تأمين اهتمامات الأخرى، بل إن صاحب الشخصية الهستيرية يرى نفسه شخص جذاب ويمتلك سحرا قويا ومفرطا في العواطف، مما يؤدي بشكل دائم إلى فشل في العلاقة مع الآخرين، والأشخاص المصابين بهذا النوع من اضطرابات الشخصية في الغالب يكون أداءهم جيدا في كثير من الأحيان إلا أنهم يكونون الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئئاب.

سابعاً:- اضطراب الشخصية النرجسية، ولعل هذا المصطلح منتشر نوعاً ما بين أفراد المجتمع فالنرجسية من أشهر اضطرابات الشخصية في المجتمع، ويعرف صاحب الشخصية النرجسية بالعجرفة والغرور، وهو شخص دائم الحديث عن النفس ويرى نفسه في صورة أفضل من الآخرين، وهو بحاجة إلى طريقة معاملة خاصة، فهو لا يكترث بمشاعر الآخرين، وفي القليل النادر لو اهتم بما تفعله تصرفاته لهم، فهو شخص يعتبر نفسه دوماً مثيراً للإعجاب فالأنا العليا لديه شيء أساسي ودوما ما يكون الحديث إليه ولا يرغب في وجود آخرين في مساواته فالجميع أقل منه.

ثامناً:- اضطراب الشخصية التجنبية ، وهذا النوع من الشخصيات في حقيقة الأمر شخص حساس جداً ومتخوف بشكل كبير من المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من الرفض والنقد، وهو شخص دائم الشعور بالحرج، وهذا الخوف من النقد والرفض يجعله غير متقبل أن يقيم علاقات مع الآخرين حتى لا يكون في وقت ما سبب للنقد أو قد يتعرض إلى المواقف المحرجة، وفي حقيقة الأمر دوما ما يعاني أصحاب الشخصية التجنبية من القلق المستمر كما يرون أنفسهم بأنهم أشخاص غير أكفاء ولديهم حساسية كبيرة وشعور بانعدام الجاذبية وأنه أقل شانا من غيرهم، ويخشون بشكل كبير من ردود الأفعال من الآخرين حيال ما يقومون به من أفعال.

تاسعاً:- اضطراب الشخصية الاعتمادية، ومن اسمه فهو شخص اعتمادي علي غيره ولا يثق في نفسه بل إنه لا يقوم بفعل أي شيء إلا بعد الرجوع إلى آخرين يوجهونه ولا يكون له رأي مستقل بذاته، وهو الشخص البائس والذي يرى نفسه ضعيفاً ويستمد الشخص مصاب الشخصية الاعتمادية قوته من تلك الشخصيات الأقوى، فهو دوماً يرى نفسه بأنه بحاجة إلى غيره.

 وأصحاب الشخصية الاعتمادية لا يتمكنون من إدارة الأعمال أو أن يكون لهم مكانة في المجتمع لأنهم لا يعتمد عليهم في شيء، بل إن صاحب الشخصية الاعتمادية لا يشتري ملابس ولا يلتحق بأعمال ولا يتمكن من أي اختيار بمفرده إلا بعد الرجوع إلى تلك الشخصية التي اعتمد عليها واتخذها مرجعاً له، وفي حقيقة الأمر يحتاج أصحاب الشخصية الاعتمادية إلى من يرعاهم ويهتم به.

 بل إن صاحب الشخصية الاعتمادية يكون لديه تخوف كبير من أن تخلو الناس من حولهم فلا يجدون من يعتمدون عليه في حياتهم، بل إن أكثر الأمور التي تخيف صاحب الشخصية الاعتمادية أن يتم فصله عن الأشخاص المهتمين به في حياته.

عاشراً:- اضطراب الشخصية الوسواسية، وهي شخصية وسواسية قلقة بشكل كبير حتى يصبح القلق والوسواس السمة البارزة في شخصيتهم، وهذا الشخص يكون لديه دقة ومثالية عالية في جميع أمور الحياة بل إنه يرغب في الوصول إلى الكمال، بل إن صاحب الشخصية الوسواسية الدقيقة يكثر حياته من أجل خدمة القوانين واللوائح، ولا يقبل بالخطأ ولو يسير.

 ومن هنا نجد الصعوبة الكبيرة في العمل مع صاحب الشخصية الوسواسية لدقيقيه، وتجد هذا الشخص أشد حزماً من غيره، ويميل أصحاب الشخصية الوسواسية الدقيقة إلى الحياة الهرمية، فيجد نفسه موثوق به وهو بالطبع ضابط نفسه ولديه صلابة كبيرة وجمود في العلاقات بشكل عام، وفي واقع الأمر فإن الصلابة والجمود والدقة والرغبة في الكمالية والمثالية العالية التي لا تقبل الخطأ بحال هي أبرز صفات صاحب الشخصية الوسواسية.

 وهذا الشخص لديه جمود في العاطفة بشكل وحياته كلها في العمل ولا يكون لديه وقت للحب والعاطفة، ومن هنا فإن زواج الشخص المصاب باضطراب الشخصية الوسواسية الدقيقة قد يكون من الأمور الصعبة بمكان، فاني هذا الشخص يري العالم من منظار التعليمات والقوانين واللوائح فقط.

حادي عشر:- اضطراب الشخصية الاكتئابية، وفي حقيقة الأمر فإن صاحب هذه الشخصية يكون مكتئبا ومتشائما بشكل دائم ويقدم نفسه بأنه ضحية وأكثر عرضة للإصابة بالمخاطر، بل إن صاحب الشخصية الاكتئابية يكون لديه الشعور بانعدام القيمة، كما أنه يشعر بالذين وأنه لا يستحق إلا النقد، كما أن أصحاب الشخصية الاكتئابية إن لم يتم الإسراع في العلاج فإنهم أقرب إلى التفكير في الانتحار والإقدام عليه، ومن الممكن أن يكون الأشخاص مصابي تلك الأنواع من اضطرابات الشخصية أن يقدموا على الأعمال العدوانية وهم أشخاص مصابون بالهلاوس.

ثاني عشر:- اضطراب الشخصية العدوانية السلبية وتلك الشخصية في حقيقة الأمر متناقضة وغير منتجة عن عمد، ويظهر صاحب الشخصية العدوانية غضبة بشكل غير مباشر ويلجأ إلى أساليب غير معينة من أجل القيام بتلك الأفعال، وهو لديه سرعة في الانفعالات التي يقوم بها، إلا أنه يكون متهجماً ومن ثم ينسحب، بل لديه القدرة على تحجيم العواطف، ولا يفكر في التواصل إلا في حال وجود أمر يستدعي النقاش.

ثالث عشر:- اضطراب الشخصية السادية، وكثير من الأشخاص لا ينظر إلى السادية إلا من خلال السادية الجنسية ويكأن السادية لأتكون إلا في الجنس، وإن كان علاج السادية الجنسية هو الأشهر علي الإطلاق، إلا أن صاحب الشخصية السادية بشكل عام شخص عدائي وقاس وتكون معاملته شديدة للغاية، ومتحجر من الناحية الفكرية ولديه انغلاق ذهني، وصاحب الشخصية السادية يكون لديه شعور بالهيمنة علي الآخرين ويستمتع في حال قيامه بإهانة الآخرين والقيام بأعمال وحشية تجاه الآخرين، بل إن صاحب الشخصية السادية يكون عرضة بشكل أكبر لنوبات من الغضب المفاجئ.

رابع عشر:- اضطراب الشخصية المازوخية، وهي علي النقيض تماماً من الشخصية السادية وعلى الرغم من أن المازوخية الجنسية هي الأشهر علي الإطلاق، إلا أن الشخصية المازوخية ليست في الجنس فحسب بل هو نمط حياة، ويكون الشخص المازوخي مراعيا لرغبات الآخرين، وذليل يشجع الآخرين علي استغلال رغباته، بل إنه يشكك في الآخرين الذين يتعاملون معه بصورة جيدة، ولديه متعة غريبة في إرضاء الآخر، وقد ينخرط صاحب تلك الشخصية في إقامة علاقة سادية مازوخية ومن هنا يجد المتعة التي يبحث عنها.

موضوعات ذات صلة

علاج اضطراب الشخصية التجنبية

علاج اضطرابات الشخصية

كيفية علاج اضطراب الشخصية؟

في حقيقة الأمر علاج اضطرابات الشخصية ليس بالأمر الهين بل إن تلك العلاجات في الغالب الأعم تكون طويلة الأمد وفيها يكون الجمع بين العديد من صور وأشكال العلاج النفسي والسلوكي والدوائي، ومن أبرز أشكال علاج اضطراب الشخصية ما يلي:-

أولاً:- يتم عمل الفحوصات والتحاليل الطبية من أجل التأكد من أن الشخص لا يتناول أيا من أنواع المخدرات أو الكحوليات.

ثانياً:- يتم عمل اختبارات نفسية من أجل تدعيم التشخيص الإكلينيكي للأشخاص وهذا يتم من خلال طبيب نفسي مختص بعلاج اضطرابات الشخصية.

ثالثاً:- علاج اضطراب الشخصية من خلال العلاجات التحليلية، ومن هنا يهتم بالخبرات السابقة للأشخاص المرضى، وتتم مراقبة الأحداث التي تدور حول المريض، من خلال تزويد الأشخاص المريض بالخبرات اللازمة، بالإضافة إلى العمل علي اطلاع المريض علي تلك المعلومات التي يحتاج إليها، فمن الممكن أن نجد بأن هناك تغيرا نحو الأفضل.

رابعاً:- العلاجات المعرفية، ففي حقيقة الأمر فبسبب الأفكار السلبية للمرضي بشكل عام الذين يعانون من اضطرابات الشخصية، فإن العلاج المعرفي يهتم بعلاج التشوهات التي في الأفكار الناجمة عن اعتناق أفكار غريبة مدة طويلة، ولا تنخرط تلك المدرسة في الأسباب التي قد تسببت في ظهور تلك الاضطرابات وأدت إلى ظهور المرض إلا أنها فقط تهتم بعلاج تلك التشوهات التي قد حدثت في الأفكار والإدراك لدي الأشخاص مصابي اضطرابات الشخصية من خلال تعليمة الأساليب المثلي من أجل التغير.

خامساً:- العلاجات الدوائية، والأفضل أن يكون الدمج بين العلاج الدوائي والعلاجات النفسية في علاج اضطراب الشخصية، وفي الواقع فإن دور العلاج الدوائي محدود فهو لا يتمكن من تقديم المساعدة لمرضي اضطراب الشخصية إلا أنه يعتمد على العلاج الدوائي من أجل مواجهة الأعراض فحسب في حال ظهورها.

مصدر1

مصدر 2

en_USEnglish