تخطى إلى المحتوى

الاكتئاب بعد التعافي من الادمان و5 أعراض للاكتئاب

الاكتئاب بعد التعافي من الادمان

الاكتئاب بعد التعافي من الادمان إحدى المشكلات التي أصبحت تواجه الكثير من الأشخاص حول العالم، وخاصة بعد جانحة كورونا التي اجتاحت العالم بأسره وكانت السبب في ارتفاع أعداد مدمني المواد المخدرة، والمصابين بالاكتئاب بسبب الجلوس منعزلًا في المنزل، الدراسات الحديثة أثبتت الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب بعد الوقوع في فخ الإدمان، لذا خلال مقالنا سنسلط الضوء على الاكتئاب ما بعد الادمان.

الاكتئاب يعد الأشهر على الإطلاق من بين الاضطرابات والأمراض النفسية التي تصيب البشر من مختلف الثقافات والجنسيات، والحالة النفسية تتأزم كثيرًا بسبب الأعراض السلبية للاكتئاب على الحالة النفسية، لذلك مهم جدًا تطبيق العلاج النفسي ضمن بروتوكول علاج المدمنين، وذلك ما يحد من الانتكاسات المحتملة فضلًا عن الوقاية من الاكتئاب ما بعد الادمان.

العلاقة بين الاكتئاب و الادمان

الاكتئاب بعد التعافي من الادمان من أهم الموضوعات التي يتوجب الحديث عنها، فالكثير من الأشخاص يجهلون حقيقة العلاقة بين الاكتئاب والإدمان، حيث أن الكثير من متعاطي المواد المخدرة يتأثرون نفسيًا وعقليًا لذا يكونون عرضة للاضطرابات النفسية ومن أشهرها الاكتئاب، اضطراب تعاطي المخدرات (SUD) هي حالة تؤثر على دماغ الإنسان وسلوكه.

بالإضافة إلى ذلك تكون سبب في عدم القدرة على التحكم في استخدام المواد المخدرة أو المشروبات الكحولية، وسوء استعمال هذه المواد يعني أن الإنسان غير قادر على التوقف عن تعاطي تلك المواد التي تؤثر على صحته النفسية والعقلية والجسدية وغيرها.

المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) نشر تقرير يفيد إن حوالي نصف الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات SUD يعانون أيضًا من حالة نفسية و عقلية، مثل الاكتئاب، وعلى الصعيد الآخر أعراض الاكتئاب مثل سوء  الحالة المزاجية قد تدفع الشخص إلى إساءة استعمال المواد المخدرة أو  والكحول.

بالإضافة إلى ذلك تعاطي المخدرات قد يسبب الاضطراب المفاجئ في المزاج مما قد يسبب أيضًا الاكتئاب، وعلاوة على ذلك، تؤدي المواد المخدرة إلى تغييرات في الدماغ تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، ومن هنا نشأت علاقة الاكتئاب ما بعد الادمان.

ارتفاع معدلات الإصابة بالاكتئاب بعد التعافي من الادمان

الاكتئاب بعد التعافي من الادمان من العلاقات الهامة التي أثارت فضول الكثير من العلماء والأطباء، لذا تم إجراء العديد من الأبحاث والدراسات التي من دورها كشف ما هي أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بالاكتئاب بعد الإدمان، ونتائج الأبحاث جاءت بأن التغيرات في الدماغ المرتبطة بحالات الصحة العقلية قد تزيد أيضًا من التأثيرات السلبية لبعض المواد، وهذا قد يجعل المريض أكثر عرضة لتعاطي المخدرات.

والأمر الجدير بالذكر هنا أن بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، قد يستخدمون الكحوليات أو المواد المخدرة كنوع من العلاج الذاتي، وفي البداية تساعد هذه المواد على تخفف أعراض الاكتئاب مؤقتًا، إلا أنها تؤدي إلى تفاقمها على المدى الطويل وتزيد من خطورتها على الصحة النفسية.

أيضًا هناك عوامل خطر مشتركة تجعل الأشخاص المصابين بالاكتئاب أكثر عرضة لخطر تعاطي المخدرات، من ضمن هذه العوامل الظروف البيئية والصدمات العاطفية والضغط العصبي والنفسي وغيرها، وجميع ما سبق يثبت ما هي طبيعة الإصابة باضطراب الاكتئاب ما بعد الادمان.

الاكتئاب بعد التعافي من الادمان

الاكتئاب بعد التعافي من الادمان من العلاقات الشائعة حيث  يظهر على المدمن المتعافي علامات الملل والتعب وعلامات الاكتئاب بعد الشهر الثالث من العلاج، ولهذا السبب يجب مراعاة وفهم الشخص خلال هذه الفترة وتقديم الدعم الكافي والمساعدة الفعالة، لذلك مركز  CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يقدم خدمة المتابعة بعد العلاج.

الأبحاث الحديثة عن العلاقة بين الاكتئاب والادمان

في سياق محاولات بعض العلماء لإثبات حقيقة وأسباب الاكتئاب بعد التعافي من الادمان تم إجراء الكثير من الأبحاث، والتي أجريت في إطار التوصل إلى العوامل التي تزيد من خطر الاكتئاب بعد الادمان، ومن أشهر هذه الدراسات الآتي:

  • إحدى الدراسات التي أجريت على البالغين وتحديدًا من خاصة الشباب خلال عام 2020، أكدت على أنهم قد سجلوا معدلات مرتفعة بشكل كبير من حالات الإصابة بالاكتئاب بعد الادمان ، فضلًا عن ارتفاع معدل التفكير في الانتحار وتعاطي المخدرات.
  • خلال جائحة كوفيد-19 في عام 2020 زاد عدد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب واضطراب تعاطي المخدرات، ونتيجة لذلك، فإن الكثير من الأبحاث الحديثة حول الاكتئاب بعد التعافي من الادمان تعتبر كوفيد-19 أحد العوامل.
  • كذلك وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض تم التأكيد على أن 13% من البالغين في الولايات المتحدة أنهم بدأوا تعاطي المخدرات أو زيادة الجرعات من أجل التعامل مع المشاعر السلبية مثل التوتر أو القلق المرتبطة بـCOVID-19.
  • التقارير المتزايدة عن اضطراب تعاطي المخدرات الذي تعرضت له الكثير من المجتمعات كنتيجة غير مباشرة لانتشار ـCOVID-19، فالجمعية الطبية الأمريكية أبلغت كل الولايات المتحدة عن زيادة عدد الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة للمخدر أثناء انتشار الفيروس، والدراسات أثبتت أن الزيادة في الوفيات مرتبطة بزيادة عدد الأشخاص الذين يتعاطون المواد المخدرة مثل الفنتانيل، كنوع من أنواع العلاج الذاتي للحد من الحالات العقلية والنفسية مثل اضطراب الاكتئاب.
  • وجدت إحدى الدراسات في 2020 عن علاقة كوفيد-19 بالاكتئاب، حيث يرتبط بشكل مباشر بارتفاع خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية، وعلاوة على ذلك، تشير الدراسة إلى أن ما يقرب من 6% من الأشخاص الذين تم تشخيص بـCOVID-19 يصابون باضطراب نفسي لم يكن لديهم من قبل وخاصة الاكتئاب.

أعراض الاكتئاب وتعاطي المخدرات

بالحديث عن الاكتئاب بعد التعافي من الادمان سنتطرق إلى توضيح ما هي الأعراض الناجمة عن الاكتئاب وتعاطي المخدرات، حيث تختلف أعراض الاكتئاب من شخص إلى آخر كما يلي:

أعراض شائعة للاكتئابأعراض تعاطي المواد المخدرة
  • اليأس.
  • أفكار انتحارية.
  • تغيرات في الشهية.
  • صعوبة النوم والأرق.
  • الشعور بالذنب.
  • عدم الاهتمام بالأنشطة.
  • الأوجاع والألم الجسدي.
  • نشاط بدني أقل.
  • قلة التركيز.
  • الشعور بالإثارة.
أعراض تعاطي المواد المخدرة تختلف أيضًا اعتمادًا على الشخص وحالته وصحته العقلية الحالية ونوع المادة التي يستخدمها، كما أن الاستخدام المستمر للمادة المخدرة يؤثر سلبًا على صحة الشخص وحياته الشخصية، ومن أعراض تعاطي المخدرات الشائعة التالي:

ضعف الأداء اليومي.
عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
العزلة وانخفاض التفاعل الاجتماعي.
انخفاض الصحة البدنية.
فقدان الوزن المفاجئ.
النوم المتقطع.
تقلبات المزاج.
انخفاض المشاركة في الهوايات.

والجدير بالذكر أن حددها الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) حدد بعض الأعراض الجانبية لتعاطي المخدرات، والتي متعاطي المخدرات من واحدة منها على الأقل، وتشمل التالي:

  • الرغبة الشديدة في استخدام المواد المخدرة لتحقيق النشوة الأولى والإثارة.
  • التسامح الجسدي مع المواد المخدرة بسبب التعود.
  • كذلك الإصابة بأعراض الانسحاب عند التوقف عن تعاطي المواد المخدرة بشكل مفاجئ.
  • المحاولات الفاشلة من أجل السيطرة على تعاطي المخدرات.
  • أيضًا استخدام المخدرات بكميات أكبر لفترات زمنية طويلة.

تعرف على علاقة المخدرات والاكتئاب

تشخيص الاكتئاب و الادمان

عملية تشخيص الاكتئاب والادمان تكون من خلال التشخيص المزدوج الذي يقوم به أحد الأطباء، أو الاستشاريين النفسيين حيث يبدأ بتشخيص اضطراب تعاطي المخدرات، تشخيص SUD يجب على أخصائي الصحة العقلية تحديد إذا كان الشخص لديه واحد أو أكثر من المعايير الـ 11 التي حددها الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).

فإن الأطباء يعتبرون الشخص مصاب باضطراب تعاطي SUD خفيف إذا كان يستوفي  1 أو 2 من المعايير، وإذا كان يستوفي 3 أو 5 من المعايير يعتبر مصاب معتدل، وتكون حالته صعبة وشديدة إذا استوفوا 6 أو أكثر من المعايير.

أما تشخيص اضطراب الاكتئاب يكون وفق مجموعة من المعايير المحددة، وفقًا لـ NAMI يقوم أخصائي الصحة العقلية أو الطبيب النفسي بتشخيص إصابة المدمن بالاكتئاب، وذلك إذا كان قد تعرض لنوبة اكتئاب استمرت لأكثر من أسبوعين، والتي تتضمن أعراض جانبية مثل:

  • أفكار انتحارية.
  • الشعور بالذنب.
  • كذلك تدني قيمة الذات
  • فقدان المتعة أو الاهتمام بالأنشطة.
  • التعب والارهاق.
  • اضطرابات النوم.
  • صعوبة في اتخاذ القرارات أو التركيز.
  • تغير في الوزن أو الشهية.
  • الشعور بالانفعال.

كذلك خدمة المتابعة الخارجية مهم جدًا للوقاية من الاكتئاب بعد التعافي من الادمان، إذا كان لدى المريض أعراض كلًا من اضطراب تعاطي المخدرات SUD والاكتئاب، فيتم تشخيصه من قبل الطبيب بكلتا الحالتين في نفس الوقت، لذلك مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يحرص تمامًا على تطبيق بروتوكول التشخيص المزدوج على جميع المرضى لمساعدتهم على وضع التشخيص الدقيق لكل حالة.

نهاية الحديث عن الاكتئاب بعد التعافي من الادمان:

الاكتئاب بعد التعافي من الادمان من العلاقات الوثيقة التي تم إثباتها مؤخرًا من قبل العديد من الدراسات الحديثة، حيث تم التأكيد على أن الاكتئاب يحدث بعد الإدمان بسبب تأثير اضطراب تعاطي المخدرات SUD على الصحة العقلية للمريض، لذلك في المصحات العلاجية الحديثة يتم تطبيق برنامج التشخيص المزدوج كما يفعل أطباء مركز CHOOSE  لعلاج الإدمان والطب النفسي، كما يقدم أفضل البرامج العلاجية للحد من الإصابة الاكتئاب بعد التعافي من الادمان.

مصدر1 

مصدر2 

مصدر3

arArabic