تخطى إلى المحتوى

توهم المرض وكيفية التغلب عليه

توهم المرض وكيفية التغلب عليه

اليوم سنتحدث عن موضوع في غاية الأهمية بسبب خطورته البالغة على الإنسان وهو اضطراب توهم المرض وكيفية التغلب عليه، هناك فئة من البشر تعيش داخل كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه، وهو الاضطراب النفسي الذي يستحوذ عليهم بسبب الخوف من الإصابة بمرض خطير، ويعيشون في داخل الوهم خائفين من الموت، ويكون لذلك تأثير بالغ الخطورة على الحياة الاجتماعية والصحة النفسية للإنسان، والغرق في الوسواس والأوهام يزيد من الرغبة والأفكار الانتحارية لدى الشخص، إذا كنت تتساءل عن ما هو توهم المرض وأسبابه والأعراض وطرق العلاج تابع معنا.

ما هو توهم المرض؟

هناك اضطراب نفسي لا يعرف الكثير من البشر بوجوده وهو اضطراب توهم المرض، أو ما يعرف بسواس المرض أو المراق (بالإنجليزية: Hypochondria)، ووفقًا لأطباء الصحة النفسية هو أحد الاضطرابات النفسية التابعة لاضطرابات القلق، ويعرف بقدرته على الاستحواذ الكامل على الإنسان بسبب الاعتقاد بأنه مريض بأحد الأمراض الخطيرة، وسوف يؤدي بحياته على الرغم من عدم إصابته بأي أعراض جانبية تدل على إصابته، ويعيش داخل هذا الوهم معتقدًا أنه سوف يموت بهذا المرض الخطير على الرغم من أن تحاليله وفحوصاته سليمة تمامًا.

القلق حيال الصحة وسلامته من الأمور الطبيعية التي تراود الإنسان من حين إلى آخر، ولكن توهم المرض يتجاوز هذا الشعور حيث يعاني الإنسان من قلق وتوتر وخوف دائم، ويكون ذلك سبب رئيسي في إعاقة حياته وقدرته على ممارستها بشكل طبيعي، ومؤخرًا أطلق على هذا الاضطراب بقلق المرض وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس (بالإنجليزية: Illness Anxiety Disorder).

أقرأ أيضًا: هل يصيب الوسواس القهري الأطفال

أسباب توهم المرض

توهم المرض وكيفية التغلب عليه يحتاج منا التعرف على الأسباب التي تقف وراء حدوث هذا الخلل، حيث أثبتت الدراسات أن ظهور هذا الاضطراب يكون في الغالب ما بين عمر 25 إلى 35 عامًا، والأعراض الجانبية تتفاقم مع التقدم في العمر، حيث أن توهم المرض عند كبار السن يتمثل في الخوف من الزهايمر أو الخرف، إلى الآن لم نستطيع التواصل إلى أسباب دقيقة لاضطراب وسواس الموت، ولكن هناك عدة عوامل تساهم في الإصابة مثل:

  • التاريخ العائلي مع الإصابة باضطراب وسواس المرض أو مرض خطير.
  • إساءة فهم بعض الأعراض الجسدية بشكل خاطئ.
  • تاريخ طويل مع مرض خطير مما يشعر الإنسان بالخوف والقلق من إعادة التجربة مرة أخرى.
  • التقدم في السن والقلق من الإصابة بأمراض كبار السن.
  • المعاناة من اضطرابات نفسية مثل الوسواس القهري أو القلق أو الذهان أو الاكتئاب وغيرها.
  • التعرض دائمة إلى ضغوطات نفسية حادة مثل وفاة أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين.
  • التعرض في مرحلة الطفولة إلى تجارب وصدمات نفسية مؤلمة مثل الإهمال والعنف وسوء المعاملة.

أعراض توهم المرض

لتكون قادر على معرفة ما هو توهم المرض وكيفية التغلب عليه فلابد من التعرف على أعراض هذا الاضطراب لاختيار الطريقة الصحيحة للعلاج، حيث أن هذا الاضطراب يتمحور حول الشعور بالقلق الشديد والذعر تجاه مرض معين، كما أن بعض المرضى بهذا الاضطراب قد يعانون من وسواس الإصابة بمرض مثل الإيدز أو السرطان أو فقدان الذاكرة وغيرها، وعلامات وأعراض توهم المرض تتمثل في التالي:

  • القلق والذعر الشديد تجاه الصحة مما ينعكس ذلك على السلوكيات وردود الأفعال للشخص، حيث نجده يتجنب مخالطة البشر خوف من المرض.
  • الخوف من توقف وظائف الجسم عن العمل بشكل طبيعي مثل ضربات القلب أو الجهاز التنفسي أو حركة الأمعاء وغيرها.
  • التحدث طوال الوقت عن الصحة وضرورة الوقاية من الأمراض.
  • القلق عند ظهور أي من الأعراض الجانبية الخفيفة مثل سيلان الأنف أو الكحة أو السعال وغيرها.
  • تكرار قياس درجة حرارة الجسم أو معدل الضغط للاطمئنان على الصحة.
  • تصفح شبكات الإنترنت طوال الوقت للقراءة عن الأمراض وأعراضها الجانبية وطريقة العلاج.
  • زيارة الطبب بكثرة ليتأكد أنه لا يعاني من أي اضطراب أو أمراض خطيرة.

الجدير بالذكر رصد الأطباء والمتخصصين بعض العوامل التي تحفز من ظهور أعراض قلق المرض مثل:

  • معاناة أحد أفراد أسرته أو الأصدقاء من مرض خطير أدى إلى الوفاة به.
  • تصفح الإنترنت والقراءة عن الأمراض.
  • مشاهدة برامج أو أخبار تتحدث عن الأمراض.

ما الفرق بين اضطراب قلق المرض واضطراب العرض الجسدي؟

في إطار الحديث عن توهم المرض وكيفية التغلب عليه سنوضح ما هو الفرق ببين العرض الجسدي وقلق المرض، حيث يرتبط مفهوم اضطراب العرض الجسدي (بالإنجليزية: Somatic Symptom Disorder) باضطراب توهم المرض إذ يعاني الشخص من الخوف والقلق الزائد على صحته في كلتا الحالتين، ولكن في حالة العرض الجسدي يعاني المصابين من أعراض جسدية مزعجة إلا أنها لا تتناسب مع وساوسهم، أما في اضطراب توهم المرض لا يعاني الشخص من أي أعراض جانبية دالة على وجود مرض معين.

مضاعفات توهم المرض

في سياق موضوعنا حول توهم المرض وكيفية التغلب عليه فلنتعرف على مضاعفات اضطراب قلق المرض، والتي تتمثل في بعض الحالات التالية:

  • الإصابة بالاكتئاب.
  • الإصابة باضطراب الهلع.
  • التعرض للآثار الجانبية لكثرة إجراء الفحوصات والاختبارات بحثًا عن الأمراض.
  • اضطراب المهام والأنشطة اليومية مثل الذهاب إلى المدرسة أو العمل.
  • الاعتماد على الأدوية المخدرة مثل المنومات أو المهدئات أو المسكنات.

موضوعات ذات صلة: علاج الوسواس القهري نهائيًا

كيف يتم تشخيص توهم المرض؟

توهم المرض وكيفية التغلب عليه يحتاج في البداية إجراء تشخيص دقيق لحالة المريض، وداحل مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يأخذ الطبيب المعالج التاريخ الطبي، ثم يقوم بإجراء فحص بدني شامل إلى جانب الاختبارات والتحاليل المعملية للتأكد من سلامة الجسدية واستبعاد إصابته بأي مرض يشعر بالقلق اتجاه.

بعد التأكد من سلامة التحاليل والفحوصات الجسدية يتم تحويل المريض إلى طبيب نفسي، والذي يعتمد على بروتوكولات واستراتيجيات محددة لتقييم الوضع النفسي، ويعتمد بشكل أساسي على معرفة التاريخ الطبي والاستقصاء عن ما مر به الفرد من ضغوط نفسية ومشاكل حياتية، وعلاوة على ذلك، يقوم بتقييم الأعراض الجانبية التي يعاني منها، ولتشخيص توهم المرض لابد من توافر بعض الشروط كالآتي:

  • سلامة المريض تمامًا من أي أعراض جسدية سواء بسيطة أو خطيرة لا تتوافق مع ما يشعر به من خوف وقلق.
  • الشعور بالقلق وتوهم المرض بالإصابة بمرض خطير أو أنه سيصاب به لمدة 6 أشهر أو أكثر، علمًا بأنه يتغير المرض الذي يتوهم به خلال هذه الفترة.
  • ظهور بعض السلوكيات التي تدل على إصابته بالقلق الشديد مثل تكرار إجراء الفحوصات بحثًا عن العلامات المرضية.
  • القلق المبالغ فيه على الصحة وكثرة الانزعاج عندما يتحدث شخصًا ما على الصحة.
  • التأكد من أنه لا يعاني من أي اضطرابات نفسية تتداخل مع وسواس المرض مثل اضطراب العرض الجسدي، أو اضطراب الوسواس القهري أو اضطراب القلق العام.

توهم المرض وكيفية التغلب عليه

تحدثنا عن طريقة تشخيص توهم المرض بناء على مجموعة من الخطوات التي يقوم بها الطبيب المتخصص، والآن فلنتحدث عن توهم المرض وكيفية التغلب عليه، والطريقة العلاجية لهذا الاضطراب تعتمد على مجموعة من العوامل مثل شدة الأعراض الجانبية والأسباب، لذا التغلب على مثل هذا الاضطراب يحتاج إلى استشارة أحد الأطباء المتخصصين، وداخل مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي توهم المرض وكيفية التغلب عليه يعتمد على الأدوية والعلاج النفسي أو العلاج بالكلام.

والجدير بالذكر أن استعمال الأدوية إلى جانب العلاج النفسي يحدد بناء على الحالة الصحية وأعراض الاضطراب التي تظهر على المريض، وإليك تفاصيل عن خطوات علاج توهم المرض:

العلاج النفسيالعلاج الدوائي
توهم المرض وكيفية التغلب عليه بواسطة العلاج النفسي، حيث تتعدد أنواع العلاج النفسي التي يلجأ لها الطبيب لعلاج هذا الاضطراب، مثل العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على تغيير طريقة تفكير الشخص ومساعدته على التخلص من توهم المرض وما يترتب عليه من سلوكيات، ومن أهداف هذا العلاج الآتي:

  • التعرف على كيفية التحكم في الأعراض الجانبية وطريقة التعامل معها.
  • التعرف على كيفية الاستجابة للشعور بالقلق بشكل صحيح للتخفيف من سلوكيات فحص الجسم.
  • العمل على تحديد الأفكار والمعتقدات الكامنة وراء توهم المرض واستبدالها بأفكار إيجابية.
  • التدريب على تقنيات الاسترخاء للحد من التوتر الذي يثير حدوث القلق.
توهم المرض وكيفية التغلب عليه عن طريق الأدوية حيث يلجأ بعض الأطباء إلى وصف مجموعة محددة من الأدوية، والتي تعمل على تقليل مشاعر القلق والتوتر، مثل مضادات الاكتئاب التي تستخدم بشكل أساسي لعلاج توهم المرض وكيفية التغلب عليه، ومن أشهرها الفلوكستين (بالإنجليزية: Fluoxetine) والدولوكستين (بالإنجليزية: Dolextine).

نهاية الحديث عن توهم المرض وكيفية التغلب عليه:

توهم المرض وكيفية التغلب عليه بالعلاج النفسي والدوائي تحت إشراف أحد الأطباء المتخصصين، وذلك بالعلم أن هذا الاضطراب من الاضطرابات النفسية المدرجة ضمن فئة اضطرابات القلق، وخلال مقالنا ذكرنا الأسباب والأعراض الجانبية والمضاعفات بالتفصيل، وبالتواصل مع مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي تستطيع التغلب على وسواس المرض.

مصدر1 

مصدر2 

مصدر3 

arArabic