تخطى إلى المحتوى

فوائد الصيام النفسية وأهم 5 فوائد جسدية.. وهل يعالج الاكتئاب؟  

فوائد الصيام النفسية وأهم 5 فوائد جسدية.. وهل يعالج الاكتئاب؟  

فوائد الصيام النفسية لا تقل أهمية عن الفوائد الجسدية والاجتماعية التي يحصل عليها الصائم، فنحن نعلم جيدًا أن الصيام من الروحانيات التي تدفع الضرر الجسدي عن الصائم.

الصيام يساعد على تحسين صحة النفس والروح، وتطهير القلب من المعاصي، وزيادة قوة الإرادة والتحكم بالنفس، كما يزيل التوتر والقلق ويزيد من مشاعر الرضا والثقة بالنفس. لذلك يعتبر الصيام من أفضل طرق تطوير شخصية المؤمن، وتحقيق التطورات الروحية التي تؤثر إيجابًا على حياته في مجالات عديدة.

لذا يحمل هذا الموضوع في طياته أبرز ما يدور حول فوائد الصيام النفسية بما في ذلك، توضيح الإجابة على العديد من تساؤلات البعض عن الصيام لعلاج الأمراض النفسية، وهل الصيام يزيل الاكتئاب؟ وهل الصيام يزيل التوتر؟ بجانب توضيح العلاقة ما بين روحانيات الصيام والتعافي، فتابع القراءة..

تعرف على فوائد الصوم النفسية والصحية والاجتماعية 

مما لا جدال فيه أن الصيام يعطي العديد من المزايا لصحة الفرد من الناحية الجسدية والنفسية كما يوطد علاقة الشخص بالمجتمع الذي يعيش فيه، ومن خلال الفقرات القليلة القادمة سنتحدث بالتفصيل عن:

  • فوائد الصوم الجسدية.
  • فوائد الصيام النفسية.
  • فوائد الصوم الإجتماعية.

أولًا فوائد الصوم الجسدية

  1. إنقاص الوزن الزائد بما في ذلك، التخلص من السوائل الزائدة مثل الماء ثم الدهون المتراكمة على الأعضاء الداخلية من الجسم، والوقاية من مخاطر السمنة.
  2. إراحة الجهاز الهضمي من عملية إدخال الطعام باستمرار، الأمر الذي يساعد العديد من المرضى التخلص من مُشكلات الجهاز الهضمي مثل تراكم الغازات، والإسهال والتهاب المعدة والارتجاع.
  3. الشفاء من الإصابة بالالتهاب المزمن والوقاية من مضاعفاته مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وبعض أنواع السرطان، وذلك كلما طالت مدة الصيام.
  4. الوقاية من الأمراض القلبية والأزمات التنفسية مثل الذبحات الصدرية والأزمات القلبية المُفجأة، الناتجة عن انسداد الشرايين نتيجة تراكم الدهون والمواد الأخرى بها.
  5. يحمي الشخص من الإصابة بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم والربو.

وبعد التعرف على فوائد الصوم الجسدية، نستعرض الآن فوائد الصيام النفسية والإجتماعية.

 ثانيًا فوائد الصيام النفسية

الصيام يُحسن بالطبع الصحة العاطفية والعقلية للصائم، وذلك لأنه يحفز الجسم على استهلاك واستنفاد وحرق مخازن الجلوكوز بالجسم التي تُستخدم في الحصول على الطاقة، وبعد استهلاك الجلوكوز يحول الجسم الدهون المخزنة تحت الجلد وفي العضلات إلى كيتونات.

الكيتونات تلعب دورًا مهمًا في تقوية وظائف الدماغ، لذا سرعان ما تتحول حالة الضباب التي تشعر بها في الدماغ في بداية الصيام إلى حالة من التركيز والوضوح الشديد.

 مظاهر الصيام لعلاج الأمراض النفسية

تُشيرالعديد من الدراسات إلى أن من فوائد الصيام النفسية أنه قد يعالج المزاج السيء ويقلل من حدة التوتر والاكتئاب والقلق، حيث يساعد على زيادة المشاعر الإيجابية للفرد مثل زيادة الثقة بالنفس والإنجاز والقدرة على التحكم بالإضافة إلى التالي:

  • الشعور بالاستقلال.
  • التنمية الذاتية.
  • الرضا عن النفس.

لذا من الممكن استخدام التغذية المعتمدة على الصيام كطريقة للعلاج المساعد لبعض الأمراض النفسية مثل اضطراب طيف التوحد، ولكن يجب على المصابين بالأمراض النفسية استشارة طبيبهم قبل محاولة استخدام الصيام كطريقة للعلاج، حتى لا تؤثر هذه الطريقة على صحتهم العامة.

ثالثًا فوائد الصوم الإجتماعية

  • تقوية الروابط الاجتماعية، حيث يتسابق الجميع في تقديم وجبات الإفطار للصائمين الآخرين، بالاضافة إلى التجمعات المستمرة لتناول وجبات الإفطار مع الأقارب والأصدقاء.
  • وجود روح التضامن، حيث يبذل المسلمون قصارى جهدهم لمساعدة الآخرين خلال هذا شهر رمضان المبارك، كما يحرص الجميع على فض النزاعات والخلافات والسعي وراء عودة العلاقات وصلة الرحم مرة أخرى.
  • زيادة التعاطف مع الفقراء والمساكين وتقديم لهم كافة المساعدات المادية والمعنوية لهم.
  •  تعزيز أخلاقيات المسلمين، فنرى أن شهر رمضان يساعد الجميع على رفع مستوى التأهب في الأعمال وفي التعامل مع الآخرين. 

والفقرات القادمة ستوضح الإجابة عن بعض التساؤلات التي قد تدور في أذهان البعض حول موضوع فوائد الصيام النفسية.

هل الصوم مفيد للمدمن؟

نعم الصوم له آثار مفيدة على المدمن من الناحية الجسدية والعاطفية والدماغية والروحية، فكما سبقت الإشارة أن الصوم يسمح بإراحة الجهاز الهضمي، وتلك الإستراحة توفر الطاقة التي كانت تستهلك في هضم الطعام، حتى تُستخدم لمساعدة الجسم على التعافي والشفاء من أعراض الإدمان، والطاقة مهمة لعلاج أي مرض قد يُصيب الإنسان والإدمان من أخطر الأمراض التي يصاب بها الفرد.

بالإضافة إلى أنه قد يساعد المدمن في تخفيف حدة الأعراض الانسحابية النفسية للمادة المُخدرة من الجسم مثل التوتر والقلق والاكتئاب، ولكن يجب العلم أن هناك اختلاف ما بين حالات الإدمان في درجة الإدمان والحالة الصحية للمدمن، لذا لا بد من تشخيص الحالة أولًا من الطبيب المتخصص لمعرفة ما إذا كان الصيام يؤثر بشكل إيجابي أم سلبي على حالة المدمن خاصًة في حالة كبار السن وتدهور الحالة الجسدية لهم. 

بجانب التعرف على فوائد الصيام النفسية قد يهمك الاطلاع على مزيد من المعلومات حول أهمية العلاج النفسي للإدمان

هل الصيام يقلل التوتر؟

نعم، الصيام قادر على تخفيف حدة التوتر التي يشعر بها الشخص كما سبقت الإشاره أعلاه ضمن قائمة فوائد الصيام النفسية، حيث توصلت الدراسات إلى أن الصيام له تأثير مباشر على الحالة النفسية للشخص ويخفف من التوتر، والسبب في ذلك هو خلال فترة الصيام يُكرس الشخص اهتمامه حول تحسين جدول الأكل، مما يستهلك الطعام بطريقة مُنظمة وطريقة تفكيره تصبح أكثر تنظيمًا.

كما أظهرت العديد من الدراسات أن انخفاض مستويات الأكل الغنية بالدهون والكربوهيدرات لعدة أسابيع، يعزز بالطبع قدرة الشخص على التفكير، كما أنه يضبط مستوى هرمون الكورتيزول الذي يرتبط بـ استجابة الجسم للإجهاد والشعور بالتوتر، لأن هذا الهرمون مرتبط بامتصاص البروتين، وهو من أهم فوائد الصيام النفسية.

هل الصيام يزيل الاكتئاب؟

نعم، الصيام يزيل أعراض الاكتئاب التي يشعر بها الشخص، وذلك لأن تقييد السعرات الحرارية بعد فترة قصيرة من الصيام، قد يُعزز من المواد الكيميائية المضادة للاكتئاب في الدماغ.

ومن هنا نصل إلى إجابة سؤال هل الصيام يؤثر على المريض النفسي؟..والإجابة هي نعم، فنظرًا لأن الدماغ يستمد طاقته من الكيتون، نجد أن الصيام المتقطع يساعد بدرجة كبيرة في علاج المريض النفسي المُصاب بمرض الزهايمر أو مرض باركنسون وبعض الإضطرابات التنكسية العصبية الأخرى.

حيث تستخدم الخلايا العصبية في الدماغ الكيتون كوقود جديد للاستمرار في مرحلة النمو وإنشاء نقاط الاشتباك العصبي الجديد، وهذا الاشتباك يساعد على تحسين أداء الذاكرة والدماغ، ولكن يقدم مركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي أسرع علاج الإكتئاب، لذا إذا كنت تعاني من أعراض الاكتئاب الحادة يمكنك التواصل مع المستشفى لتلقي البروتوكول العلاجي النفسي المناسب لك.

حول روحانيات الصيام والتعافي 

تعد روحانيات الصيام والتعافي من أهم فوائد الصيام النفسية أيضًا حيث تعزز روحانيات الصيام التأمل والاستغفار، حيث يستغل المؤمن هذا الوقت للاقتراب من ربه بطرق مختلفة، كما أنه يساعد على التخلص من سلبيات الشخصية مثل الميل إلى المادية والشهوات.

روحانيات الصيام والتعافي تؤثر بشكل إيجابي على صحة الروح والجسد، كما تساعد في تطوير شخصية المؤمن وتقوية علاقته بربه.

وفيما يلي قائمة بأهم الفوائد الروحية للصيام التي تجعل المسلم يشعر بالحيوية:

  • غفران الذنوب: حيث جعل الله -عز وجل- صيام شهر رمضان ايمانًا واحتسابًا لتكفير الذنوب التي وقعت قبل حلول شهر رمضان، مع تجنب القيام بالكبائر.
  • التوازن بين الجسد والروح: لأنه عندما يسعى الإنسان في إشباع حاجات جسده على روحة، هو بذلك يُفسد روحه، لذا الصيام يهدي الإنسان إلى طريق سعاته عن طريق التوازن ما بين إشباع كل من مطالب الجسد والروح.
  • وعد الله المسلم بالفرح: فمن أهم فوائد الصيام التي وعد الله بها عباده هو الفرحة، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: للصائم فرحتان: فرحة بفطره، وفرحة بلقاء ربه.

خلاصة الموضوع

فوائد الصيام النفسية متعددة، حيث يساعد في تحسين الصحة العقلية والنفسية للإنسان، ويزيد من قوة التحمل والصبر، كما يعمل على تقوية الإرادة والتحكم في الشهوات والرغبات، بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الصيام إلى تطهير الروح وتجديدها، وتعزيز الإحساس بالتضامن مع المحتاجين والفقراء.

كما وجد أن الصيام قادر على أن يُبدد سريعًا قوة رغبة المُدمن في تناول النيكوتين والكحول والكافيين والعقاقير الأخرى، كما أنه يرتبط بانخفاض التأثير السلبي وأعراض الانسحاب لدى المتعاطي، ولكن قد يكون الصيام من العوامل التي تساعد في علاج الإدمان.

 وعلى الرغم من تعدد فوائد الصيام النفسية،ولكنه لن يُجزم به فقط في العلاج، بل يتطلب علاج الإدمان الخضوع إلى مراحل العلاج المهني الذي يعتمد على البحث والدقة والتمحيص في مرحلة التشخيص واختيار البروتوكول العلاجي المُناسب للحالة الصحية ودرجة إدمان المدمن.

المصادر

مصدر

مصدر

مصدر

مصدر

arArabic